في الوقت الذي تتواصل مقاطعة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان للدراسة والامتحانات، ومطالبتهم بتجويد شروط التكوين، قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، إن تكوين الأطر الصحية في المغرب يتميز بجودة عالية. وفي معرض جوابه على سؤال في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، حول تجويد تكوين الأطر الطبية، ذكر آيت الطالب أن "الكفاءات الطبية المغربية عْليها النفادْ، والكل يريد استقطابها من جميع أنحاء العالم"، غير أنه أقرّ بأن عدد الخريجين لا يزال ضعيفا مقارنة بحاجيات القطاع الصحي من الأطر الطبية والتمريضية معا. ولا يتعدى عدد الأطباء الذين يتم تكوينهم سنويا في المغرب 1500 طبيبة وطبيب، 600 منهم يهاجرون إلى الخارج، بحسب إفادة وزير الصحة، معتبرا أن هناك "خصاصا مُهولا، حيث نحتاج إلى 32 ألف طبيب إضافي، و65 ألف ممرض". وتسعى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى الرفع من عدد الأطباء الذين يتم تكوينهم سنويا، من خلال زيادة عدد مراكز التكوين داخل المراكز الاستشفائية الجامعية، حسب حاجيات كل جهة من جهات المملكة. وبينما يتواصل نزيف الأطر الصحية التي تفضل الهجرة إلى الخارج، اعتبر آيت الطالب أن قانون الوظيفة الصحية جاء بعدد من الامتيازات والحوافز لفائدة الأطر الصحية، ذاهبا إلى القول: "إن أغلبية الأطر الصحية ستفضل البقاء في المغرب"، عندما تتم أجرأة القانون المذكور. وجوابا على سؤال حول عدم توفر ميادين التدريب بالشكل الكافي داخل المستشفيات، وهو من النقط الأساسية في الملف المطلبي لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، قال وزير الصحة: "لا ينبغي ربط التكوين بالتوفر على قاعات التداريب. المتدربون يتعلمون في سرير المريض". من جهة ثانية، كشف المسؤول الحكومي ذاته أن وزارة الصحية تعوّل على "سبيطار الحومة" من أجل تجاوز مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه أقسام المستعجلات. وأوضح قائلا: "80 في المئة من الحالات التي تفد على أقسام المستعجلات ليست مستعجلة، ولكنها تأتي إليها لأنها لم تجد مصلحة القرب، وهو المفهوم الذي نشتغل عليه لكي نعود إلى السبيطارْ دْيالْ الحومة، الذي يكون قريبا من المريض سواء في السكن أو المشاكل الاجتماعية". وتابع: "حين نعرف المشاكل الاجتماعية للمريض، فهذا قد يساعدنا ربما على حل مشاكله الصحية بكل سهولة، وهذا هو المفهوم الذي نريد الوصول إليه في القريب العاجل". وأكد أن أقسام المستعجلات "لا تعاني من أي نقص على مستوى البنية التحتية والتجهيزات، غير أنها تعاني من خصاص على مستوى الموارد البشرية"، مقرّا بأن "نمط العمل المعمول به حاليا في المستعجلات غير مناسب، وسيتم تجاوز هذا الأمر بفضل الإصلاح الذي يجري تنزيله في إطار قانون الوظيفة الصحية، الذي سيمنح استثناءً للمهنيين العاملين في هذه الأقسام". وبالرغم من إقراره بأن أقسام المستعجلات تعاني نقصا كبيرا على مستوى الأطر الصحية، إلا أن وزير الصحة اعتبر أن المغرب قادر على تخطي التحديات التي يطرحها تنظيم المملكة لعدد من التظاهرات العالمية، قائلا: "اليوم لدينا نقص في الموارد البشرية هو الذي يخلق هذا الإشكال الكبير الذي تعاني منه المستعجلات، نحن نعمل على تجاوزه، ولكن لدينا ما يكفي من الدراية والتجربة لتأمين كأس إفريقيا وكأس العالم".