عمدت مجموعة "نستله" العالمية إلى إتلاف مليوني زجاجة من المياه الغازية تحمل علامة "بيرييه"، بشكل احترازي؛ وذلك بعدما اكتشفت تلوثها ببكتيريا "الإيشريشيا كولاي" ذات الأصل البرازي. وأمر قائد الأمن بمقاطعة "غارد" المجموعة سالفة الذكر ب"الوقف الفوري" لاستخراج المياه من إحدى نقاط التجميع في موقع إنتاج "بيرييه" في "فيرجيز"، مشيرا إلى أن هذه النقطة "شهدت حالة تلوث اعتبارا من 10 مارس الماضي، وعلى مدار أيام عديدة بواسطة جراثيم تدل على تلوث من أصل برازي". وأوضح المسؤول الأمني في القرار أيضا "أن تلوث المياه المعبأة (المنتجات النهائية) من هذا الاستخراج لا يمكن استبعادها، وقد تشكل خطرا على صحة المستهلكين". كما قال أوليفييه ألميرا، ممثل الاتحاد العام للعمال في منبع "فيرجيز"، تعليقا على قرار السلطات الفرنسية بالوقف الفوري لعمليات استخراج وتعبئة المياه الغازية، إنه "حتى الآن، لا توجد تداعيات على النشاط أو الوظائف وفقا لإدارتنا"؛ فيما أكدت إدارة "نستله" للمياه في فرنسا أن "الزجاجات المتوفرة في السوق يمكن استهلاكها بأمان تام". واكتفى فرع الشركة العالمية الرائدة في مجال الصناعات الغذائية بالإشارة بشكل أساسي إلى "انحراف ميكروبيولوجي نقطي" ظهر بعد "الأمطار الغزيرة جدا المرتبطة بحدث من نوع متوسطي وقع في غارد أخيرا"، حيث ضربت عاصفة "مونيكا" جنوب شرق فرنسا خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة من 10 مارس. ووفقا لقرار السلطات الفرنسية، لن يتمكن من استئناف استخراج المياه من البئر المعنية إلا بعد استيفاء سلسلة من الشروط؛ بما في ذلك البحث و"القضاء" على مصادر التلوث. وبالنسبة إلى "بيرييه"، فإن هذا التلوث يشكل ضربة جديدة لسمعة منتوج المياه المعبأة، الذي اعترف علنا، في بداية السنة، بأنه كان يلجأ في فرنسا وسويسرا إلى معالجات محظورة على المياه المعدنية، لضمان استهلاك آمن؛ فيما أشارت رسالة من وكالة الصحة الإقليمية لمنطقة "أوكسيتانيا"، في يونيو 2023، إلى أن المشغل بموقع "فيرجيز" كان يواجه "تلوثا بكتيريا منتظما، خصوصا بعد حالات من الأمطار، في ما لا يقل عن خمس من السبع آبار المصرح بها". ووفقا لقرار السلطات في "غارد"، لا يمكن ل"نستله" ضخ المياه الغازية من البئر إلا بعد أمر جديد، حيث شهدت تلوثا بكتيريا في السابق بعد حالات من الأمطار من نوع متوسطي؛ فيما لاحظت الجهة المصنعة أن مثل هذه الأحداث تظل مرشحة للتكرار، سواء في التواتر أو الشدة، لتقرر"نستله ووترز" إنشاء علامة تجارية جديدة باسم "مايسون بيرييه"، والتي تنتج مشروبات تمت معالجتها لتكون صالحة للاستهلاك الصحي، لكن دون ذكر توصيف "مياه معدنية". وتتعرض شركة "نستله"، المنتجة للمياه المعدنية، منذ نهاية يناير الماضي، لضغوط، بعد اعترافها باستخدام معالجات محظورة على بعض علاماتها التجارية للحفاظ على الجودة؛ أبرزها السكر المصنع في الطعام المخصص للأطفال.