طول الطريق الرابطة بين المطار ومدينتي بالمغرب لاحظت حركة غير عادية حولت المغرب أو معظمه إلى ورش مفتوح على كل الأشغال المجمدة أو التي لم تكتمل فالآن فقط حان موعد بعثها من قبورها ،فسبحان مخرج الحي من الميت ، لكن الملفت في هذه الأشغال أنها كلها عبارة عن حفر وخنادق وأتربة منتشرة في كل أنحاء المدن ،تعرقل السير والحياة،زيادة على إصلاح أعمدة الكهرباء،وكأن المغرب برمته يعيش مرحلة "إعادة الإعمار"، ثم والغريب هذا التنافس والتسرع في إقامة "الدائرة الطرقية " على النمط الأوروبي لكن بسائقين ومسؤولين مغاربة. "" كل المدن المغربية مقلوبة على رأسها،كل البلديات شمرت عن ساعدها وقامت من مواتها لتشتغل في هذه الفترة بالذات. وفي مدينتي الصغيرة ،لولا أن البيوت مازالت قائمة لم تهدم لظننت أن اسرائيل مرت من هنا،حيث أكوام التراب وكثبان الرمال وحفر أشبه بالأنفاق،وجرافات وآلات ضخمة،تتسابق للقيام بمالم يقومون به خلال ستة سنوات لإتمامه في أيم معدودات ،ويا ليث لمسؤولينا بعض مما يتمتع به الاسرائليون من حس بالمسؤولية والسعي لإرضاء الناخب والمواطن الإسرائيلي ،عكس مايقوم به منتخبونا من المسلمين في أحقر عملية ابتزاز عندما يعطلون المشاريع ثم يحييونها بتلكؤ مع اقتراب كل استحقاق انتخابي. بلديات رغم سنوات الاستقلال مازالت غارقة في الواد الحار ،وكأنها تنقب عن حقول البترول ، وشوارع تحتاج كل مرة للترصيص ،وطرقات تزفت مرة ليعاد تزفيتها مرات قبل الانتخابات، أي أن المغرب مازال يراوح مكانه فقط في البنية التحتية التي تزداد غرقا ،أما البنية الفوقية والبنية البشرية فلها التنمية البشرية. فإذا كانت الشياطين تسلسل في رمضان وتصفد ،فإنها تطلق وتسرح وتنشط لتعيث فسادا وغباء خلال هذه الفترات . لكني لم أصادف استخفافا واستغفالا لعقول المواطنين كما لامسته في المغرب خلال الحملة الانتخابية،حملات لا تعدوا أن تكون مجرد استعراض للعضلات والأنصار والتباهي بما يصرف،حملات تجسد بؤس المشهد السياسي المغربي المتخلف، لأشخاص وعناصر لايفرقون بين العمل السياسي وإدارة ممتلكاتهم أو أصول عائلاتهم وقبائلهم،وبرامج شبه متشابهة لاتقدم جديدا،ولاتغير قديما،لم أر كما رأيت أعز من المواطن المغربي كما هو خلال تلك الفترة،الكل يطلب وده ويتمنى تصويته،ابتداء من الدولة التي تدعوه للتصويت انتهاء بالأحزاب التي تدعوه للتصويت لها،لكني بالمقابل لم أر أحقر وأذل من بعض المترشحين الذين لايجدون إلا الاستعطاف والتوسل . وأكثر البرامج رواجا واقبالا هو برنامج مايطلبه المواطنون قبل أن يستفيقون من حلمهم ليكملوا غيبوبتهم وتقبيل الرؤوس والأيادي و"رمي العار"،لنطرح التساؤل : أبمثل هؤلاء سنبني مغربنا؟ وهل بمثل هذه الانتخابات البئيسة وبؤساءها من المترشحين سنسير شأننا المحلي؟. ياترى من سيفوز ومن سيقرر من الحزبين المتنافسين الجديدين، حزب "العزوف والممانعة" الذي يقوده الشعب وشعاره السلحفاة،أم حزب:"الأصالة والمعاصرة" والذي يقوده التراكتوريست عالي الهمة وشعاره التراكتور؟. وكيف نلوم كوثر قناة المستقبل ،ونصوت على كوثر الجرار ،كوثر الأصالة والمعاصرة البادية بين ثدييها؟ ملاحظة : عذرا لتغير الأسلوب هذه المرة،وطغيان اللون الأسود لأني حزينة لما يجري في المغرب. [email protected]