جرفت مياه وادي النفيفيخ التي تدفقت في اتجاه المحيط الأطلسي على مستوى مدينة المحمدية، معظم عتاد الشركة المكلفة بأشغال توسيع الطريق السيار الرابط بين الرباطوالدار البيضاء، على مستوى قنطرة الوادي وغاص ما تبقى من جرافات ورافعات وآليات الحفر داخل المياه التي غطت أسفل القنطرة، وفجرت المجرى الضيق الذي تم حفره قبل أشهر كبديل لتصريف مياه الوادي في اتجاه البحر. وكما كان متوقعا من طرف ساكنة المدينة الذين وجهوا سابقا تحذيرات وتخوفات عبر منبر «المساء» بخصوص المجاري الضيقة التي تم إحداثها من طرف الشركة لتصريف مياه واديي المالح والنفيفيخ في اتجاه البحر. فإن بداية التساقطات المطرية وكما عاينت «المساء» يوم الأحد المنصرم كانت كافية لجلاء العمال الذين هدموا خيامهم وصعودا إلى مستويات عليا قرب القنطرة هروبا من المياه التي مازالت تتدفق في اتجاهات مختلفة مهددة بانهيار الأتربة وتصدع قنطرتي الطريق السيار ومدخل مدينة المحمدية. كما أن صبيب مياه وادي المالح المرتفع يهدد بدوره ساكنة المدينة بعد أن تم تضييقه وبعد أن امتلأ أسفل الوادي بالأتربة والأزبال وبقايا الأشجار والأعشاب. ويتخوف السكان على طول حوض الواديين ومعهم ساكنة المحمدية الذين سبق لهم أن ذاقوا عذاب الفيضانات حين فاض سد وادي المالح وألقى بكميات كبيرة من مياهه التي أغرقت منازلهم، أن يلقوا نفس المصير بعد تضييق مجرى مياه وادي النفيفيخ والمالح، والاحتفاظ مؤقتا بمسلكين صغيرين. وطالب المتضررون بتوسيع مجرى مياه الأودية لتفادي وقوع فيضانات أو انجرافات للأتربة التي قد تؤدي إلى انهيار بعض الجسور أو تصدعها، وتساءلوا عن طول فترة الحصار المؤقت الذي ستضربه الشركة الوطنية للطرق السيارة على مجاري تصريف بعض الأودية . وطالبوا بوضع كل الاحتياطات اللازمة والإعداد الكافية لتجنب الدمار الذي قد يلحق حقولهم ومنازلهم. وذكر مصدر مطلع أن واديي يكم والشراط اللذين يصبان في المحيط الأطلسي على طول الطريق بين البيضاء والرباط، سيعرفان نفس الحصار المؤقت في انتظار إتمام مشروع التوسعة في أفق 2012. وسبق أن أعلن كريم غلاب، وزير التجهيز، خلال لقاء صحفي نظمه بالرباط، رفقة عثمان الفاسي الفهري، المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة، عن بداية إنشاء عدد من الطرق السيارة الرابطة بين مختلف المدن المغربية، بتكلفة تقدر ب 32 مليار درهم، ضمنها مشروع توسيع الطريق السيار بين الرباطوالدار البيضاء الذي قال إن له أهمية بالغة، وإن هذه الطريق لن تغلق في وجه حوالي 40 ألف عربة، التي تستغلها يوميا، في أفق استيعاب حوالي ألف عربة أخرى، مبرزا أن وزارته راعت في هذه الخصوصية تنقل «العدد الهائل، الذي يستغل هذه الطريق، فضلا عن مراعاة تقليص الإزعاج عن المسافرين، وسيولة الطريق خلال مدة الأشغال، مع إمكانية وجود طرق منحرفة، أو أماكن يطلب من السائقين فيها تخفيض السرعة. ومن جهته أكد الفاسي الفهري : «أن توسيع الطريق السيار الرباط الدارالبيضاء سيجرى على ثلاثة مسارات في كل اتجاه، على طول 57.3 كلم بين مفترق الطريق المداري. كما أن الجزء الأكبر 85 في المائة من عملية التوسيع، ستجرى من الداخل على الشريط الأوسط، الذي سيتحمل تنقل آليات الورش، ويسمح بالحفاظ على حركة السير على المسارين في كل اتجاه، في معظم فترة الإنجاز، التي حددت في 2012 . ويشمل المشروع الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس خلال شهر يناير المنصرم، تقسيم الطريق إلى خمسة مقاطع تتراوح ما بين 9 و13 كلم مع اقتصار الأشغال على مقطعين فقط في الآن ذاته، وتوقف الأشغال خلال الفترة الصيفية الممتدة ما بين فاتح يوليوز، و15 شتنبر من كل سنة، فضلا عن اتخاذ تدابير السلامة والتشوير واستخدام الشريط الأوسط كمسلك للورش. وتبلغ تكلفة المشروع 927 مليون درهم، يمول الصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي نسبة 65 في المائة منها، أي ما يناهز 600 مليون درهم، والنسبة المتبقية تمولها الشركة الوطنية للطرق السيارة، ومن المقرر أن يوضع رهن الاستغلال في منتصف 2012.