بدأت أشغال توسيع الطريق السيار بين الرباطوالدار البيضاء على مستوى قنطرة وادي النفيفيخ بمدينة المحمدية، والتي من المنتظر أن تقطع مجرى مياه الوادي في اتجاه المحيط الأطلسي، بعد أن عمد أصحاب المشروع إلى تضييق المجرى. ويتخوف الساكنة على طول حوض الوادي ومعهم ساكنة المحمدية، الذين سبق وذاقوا محن الفيضانات حين انتفض سد وادي المالح وألقى بكميات كبيرة من مياهه التي أغرقت منازلهم، أن يلقوا نفس المصير بعد قطع مجرى مياه وادي النفيفيخ والاحتفاظ مؤقتا بمسلك صغير. وتساءل المتضررون عن سبب بداية الأشغال على بعد أسابيع من موسم تهاطل الأمطار، وعن طول فترة الحصار المؤقت الذي ستضربه الشركة الوطنية للطرق السيارة على مياه الوادي. وطالبوا بوضع كل الاحتياطات اللازمة والإعداد الكافي لتجنب وقوع فيضانات تتلف حقولهم ومنازلهم. وذكر مصدر مطلع أن مجموعة من الأودية(وادي المالح، يكم، الشراط، ...) التي تصب في المحيط الأطلسي على طول الطريق بين البيضاء والرباط ستعرف نفس الحصار المؤقت في انتظار إتمام مشروع التوسعة في أفق 2012. ونفى مصدر مقرب من المشروع أن يكون هناك أي تهديد لمدينة المحمدية والجوار، موضحا أنه سيتم تصريف مياه الوادي وكل مجاري الأودية الواقعة تحت الطريق السيار بطرق لا تؤثر على مجرى المياه في اتجاه البحر. وسبق أن أعلن كريم غلاب وزير التجهيز، خلال لقاء صحفي نظمه بالرباط، رفقة عثمان الفاسي الفهري، المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة، عن بداية إنشاء عدد من الطرق السيارة الرابطة بين مختلف المدن المغربية، بتكلفة تقدر ب 32 مليار درهم، ضمنها مشروع توسيع الطريق السيار بين الرباطوالدار البيضاء الذي قال إن له أهمية بالغة، وإن هذه الطريق لن تغلق في وجه حوالي 40 ألف عربة، التي تستغلها يوميا، في أفق استيعاب حوالي ألف عربة أخرى، مبرزا أن وزارته راعت في هذه الخصوصية تنقل «العدد الهائل، الذي يستغل هذه الطريق، فضلا عن مراعاة تقليص الإزعاج عن المسافرين، وسيولة الطريق خلال مدة الأشغال، مع إمكانية وجود طرق منحرفة، أو أماكن يطلب من السائقين فيها تخفيض السرعة. ومن جهته أكد الفاسي الفهري أن «توسيع الطريق السيار الرباط الدارالبيضاء سيجري على ثلاثة مسارات في كل اتجاه، على طول 57.3 كلم بين مفترق الطريق المداري، كما أن الجزء الأكبر، 85 في المائة من عملية التوسيع، ستجري من الداخل على الشريط الأوسط، الذي سيتحمل تنقل آليات الورش، ويسمح بالحفاظ على حركة السير على المسارين في كل اتجاه، خلال فترة الإنجاز، التي حددت في 2012 . ويشمل المشروع الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس خلال شهر يناير المنصرم، تقسيم الطريق إلى خمسة مقاطع تتراوح ما بين 9 و13 كلم مع اقتصار الأشغال على مقطعين فقط في الآن ذاته، وتوقف الأشغال خلال الفترة الصيفية الممتدة ما بين فاتح يوليوز، و15 شتنبر من كل سنة، فضلا عن اتخاذ تدابير السلامة والتشوير واستخدام الشريط الأوسط كمسلك للورش. وتبلغ تكلفة المشروع 927 مليون درهم، يمول الصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي نسبة 65 في المائة منها، أي ما يناهز 600 مليون درهم، والنسبة المتبقية تمولها الشركة الوطنية للطرق السيارة، ومن المقرر أن يوضع رهن الاستغلال في منتصف 2012.