قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن المغرب يراهن على مآثره التاريخية والثقافية ومدنه العتيقة لإنجاح احتضان بلادنا مباريات كأس العالم 2030، وإقناع السياح بالعودة مرة أخرى للاستمتاع بتراث بلدنا والاطلاع على ثقافته الغنية والمتنوعة. وأضاف بنسعيد في عرض حول السياحة الثقافية قدمه أمام اللجنة الموضوعاتية المتعلقة بالسياحة بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أن التراث الثقافي الوطني يمثل "فرصة لتحسين وتعزيز المعرفة بصناعة السياحة في المغرب". واعتبر المسؤول الحكومي أن التراث يمثل موردا أساسيا لتنمية المجالات الترابية من خلال الترويج للسياحة الثقافية وخلق فرص العمل وإنتاج الخدمات، مؤكدا أن تعدد الوجهات وقوة التنافسية في جلب السياح يضعان المغرب "أمام تحدي تجديد وتنويع العرض، بما فيه التراث الثقافي". وشدد بنسعيد على أهمية العلاقة بين السياحة والثقافة، معتبرا أن السياسة الثقافية تحقق موارد مهمة، لافتا إلى أن استثمار "كل درهم في مهرجان كناوة بالصويرة، مثلا، يحقق عائدا بقيمة 17 درهما بالنسبة لاقتصاد المدينة". وبيّن الوزير ذاته أهمية الثقافة التراثية بالبلاد، مبرزا أن بعض المناطق والمدن "تعيش سنة كاملة على التراث والمهرجان الذي تحتضنه ويستفيد منه جميع التجار"، مؤكدا أهمية تعزيز وتقوية الشراكة بين السياحة الثقافية والسياحة التراثية بالبلاد. وأشار بنسعيد إلى أن العديد من المواقع التاريخية غير معروفة حتى بالنسبة للساكنة المجاورة لها، موردا أن وزارته تشتغل بتعاون مع وزارة التجهيز على اللوحات الإشهارية والتعريفية بالمآثر التاريخية المهمة في البلاد. وسجل المسؤول الحكومي أن دراسات من طرف مؤسسات دولية تؤكد أن مشاهدة اللوحات التعريفية بالمناطق الأثرية والتاريخية بشكل متكرر تحفز الرغبة لدى الناس في اكتشافها، معتبرا أن هذه استثمارات بسيطة لكنها "تؤدي إلى التعريف بهذه المآثر وتدفع إلى زيارتها". وشدد بنسعيد على رغبة وزارته في تعميم النموذج الذي تشكله مدينة مراكش على مستوى السياحة الثقافية، قائلا: "مراكش هي الحاضرة الثقافية المهمة، وأرقام الزوار الذين يفدون عليها بسبب مآثرها التاريخية" تؤكد ذلك.
وتابع موضحا: "لولا قصر البديع والباهية لما كانت مراكش تسجل الأرقام المهمة في الجانب السياحي"، مشددا على أن الجانب الثقافي حاضر بقوة في جذب السياح بالمدينة الحمراء، بالإضافة إلى البنيات التحتية التي تتمتع بها من فنادق وطرق. وأضاف بنسعيد أن "النموذج الناجح لمراكش ينبغي تعميمه، وعلينا أن نقوي الوجود الثقافي لمدينة طنجة المتواجدة على الحدود مع إسبانيا التي ستحتضن كأس العالم"، مشددا على أهمية المجال الثقافي في تعزيز جاذبية السياحة.