استعرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أمس الأربعاء بلندن، رؤية المغرب في ما يتعلق بالأمن الإقليمي خاصة في المنطقة المتوسطية. "" وذكر الفاسي الفهري، خلال لقاء انعقد بمقر المعهد الملكي المتحد للخدمات، بحضور نخبة من الدبلوماسيين والباحثين والخبراء في مجال الأمن، بالجهود المبذولة على هذا الصعيد على عدة مستويات، من بينها الاتحاد الأوروبي وبلدان الجنوب في إطار الاتحاد من أجل المتوسط وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومجموعة (5 زائد 5). وأوضح الوزير، في تصريحات للصحافة عقب هذا اللقاء الذي حضرته سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة، الشريفة للا جمالة العلوي، وسفير بريطانيا بالرباط، تيم موريس، أن لدى المغرب، بوصفه بلدا إفريقيا ومغاربيا، وبالنظر لعلاقاته الخاصة مع الاتحاد الأوروبي، اعتبارا للوضع المتقدم الذي يحظى به داخل هذا الفضاء، وبالنظر لموقعه الجغرافي، تصورات حول ضرورة تحقيق تنمية مشتركة وأمن واستقرار أكبر بالمتوسط. وأكد، في هذا الصدد، على أهمية تسوية النزاع العربي الإسرائيلي، مبرزا انخراط صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مسلسل البحث عن السلام وبناء دولة فلسطينية مستقلة. وقال إن هذا الأمر يستوجب أن تدرك إسرائيل أن السلام وحده هو الكفيل بضمان الاستقرار والتعاون والتقدم لجميع الأطراف بهذه المنطقة المهمة والحساسة بالعالم، مشيرا، من جهة أخرى، إلى الوضع بإفريقيا جنوب الصحراء مع ظهور شبكات للمافيا والاتجار في البشر والأسلحة الصغيرة والمخدرات القوية والخفيفة. وأضاف الفاسي الفهري أن الارتباط القائم بين شبكات ترويج المخدرات في أمريكا وغرب الأطلسي يثير قلقا كبيرا، مبرزا ضرورة إقامة حوار مع الاتحاد الأوروبي ودول مثل بريطانيا حول الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاستراتيجية والأمنية. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن بريطانيا، بصفتها عضوا دائما بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتابع باهتمام تطور الوضع في الشرق الأوسط والمغرب العربي، وتشجع المسلسل الرامي إلى إيجاد حل سياسي توافقي لقضية الصحراء المغربية في إطار السيادة الترابية المغربية وبناءا على مبادئ وأسس الملكية المغربية . وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون "نعتقد أن مجلس الأمن يشجع أيضا هذا الخيار"، مضيفا أن هذا اللقاء شكل كذلك مناسبة للتذكير بضرورة إيجاد حل عاجل لهذه القضية بهدف تمكين منطقة المغرب العربي من تشكيل سوق مندمجة، وجبهة مشتركة للعمل من أجل تكريس الاستقرار في إفريقيا، وتسوية قضية الشرق الأوسط، والنهوض بالشراكة الأورو - متوسطية. وشدد، من جانب آخر، على أهمية تعزيز الحوار السياسي بين المغرب وبريطانيا، معتبرا أن الأمر يتعلق بحوار متنام ومفيد من أجل تشخيص السبل الملائمة لإقامة تعاون أكبر في كافة المجالات.