عندما يعلم الناس أن الحكومة المغربية تقوم بنشر قائمة تتضمن الأسماء الأوائل للمواليد، التي تمت الموافقة عليها، فإن ذلك من شأنه إثارة القلق وسط المهاجرين المغاربة في هولندا ووسط الهولنديين أنفسهم- حدث ذلك بداية العام. وتم توزيع هذه القائمة، التي تحدد الأسماء المسموح بها والأسماء غير المسموح بها، على القنصليات بهدف منح المواليد الجدد جوازات سفر مغربية. "" تضم هذه القائمة أسماء عربية فقط، ولا تسمح للأمازيغ أو الأقليات الأخرى ذات الأصل المغربي بإطلاق أسماء على مواليدهم وفقاً لتقاليدهم الخاصة بهم. وقد أثار ذلك غضب المغاربة في هولندا كما أثار غضب الهولنديين أنفسهم، الأمر الذي أدى إلى طرح أسئلة في البرلمان وحث وزير الخارجية مكسيم فرهاخين على إثارة هذا الأمر مع السلطات المغربية. من البديهي أن آباء المواليد الجدد في كل أنحاء العالم لديهم خيارات مختلفة من بين أسماء معينة. وبعض البلدان تسمح باختيار أي اسم. ففي الولاياتالمتحدة يمكنك أن تسمي مولودك "الراقص طويل الرجلين القادم من هالوا"، "موكسي كرايمفايتر" أو يمكنك أن تطلق على جميع أطفالك اسم واحد مثلما فعل المسئول الحكومي السابق لورنس إيغلبيرغر، حيث سمى أطفاله الثلاثة لورنس. كما يمكنك حتى أن تطلق على طفلك لقباً يختلف عن لقب الأسرة الذي تحمله أنت. كذلك اشتهرت البرازيل بتسامحها فيما يتعلق بإطلاق الأسماء. فاسم مثل: أم دوا تري دا سيلفا كواترو- أي واحد- اثنين- ثلاثة- داسيلفا- أربعة" لا يثير استغراب أحد في ريودي جانيرو أو ساو باولو. كما نجد دولاً أخرى أكثر تقييداً. ففي إيطاليا غير مسموح لأي أحد أن يعمّد طفله ويطلق عليه اسم أبيه أو أمه- إذا كانا على قيد الحياة حين ولادة الطفل. أما ألمانيا، فهي أكثر تشدداً فيما يتصل بكتابة أو إملاء الأسماء، وتقوم اسبانيا بتحديد عدد الأسماء التي تُطلق على الطفل، إذ لا تسمح بأكثر من اسمين. وفي تُركيا لا يُسمح باستخدام الأسماء الأجنبية كما لا يُسمح بإطلاق اسم أتاتورك على أي طفل. وفي الكثير من دول الشرق الأقصى، تقيّد التقاليد إلى حد كبير اختيار الأسماء، وعدم مراعاة هذه التقاليد ‘لا يقبله المجتمع‘. والقوانين المتعلقة بالسماح بإطلاق اسم ما أو عدم إطلاقه على الطفل في هولندا، مثلما هو الحال في الكثير من بلدان أوروبا الغربية، ليبرالية إلى حد ما. فقد كانت هناك قائمة تتضمن الأسماء المسموح بإطلاقها، لكن ذلك انتهى منذ وقت طويل عندما وصل الكثير من المهاجرين وأصبح موظفو الخدمة العامة والكثير من المحامين ينفقون وقتاً طويلاً في استخراج استثناءات للقانون. ومنذ ذلك الوقت، صارت كل الأسماء مسموحاً باستخدامها، طالما أنها ليست سخيفة الدلالة، عبثية أو مبتذلة. وموظف الأحوال المدنية على مستوى المجلس المحلي بالمدينة هو القاضي في هذا الشأن. ورغم ذلك، هناك بعض التجاوزات الطفيفة التي تتم. فقد حدث مؤخراً أن تم تعميد طفلة في هولندا وأطلق عليها اسم ‘يوسنافي‘. ربما يكون الموظف العامل بمكتب التسجيل الحكومي يغالبه النعاس جراء عطلة نهاية الأسبوع أو ما إلى ذلك، ولم يتحقق مما يقوم بكتابته. عندما سُئل أبوا الطفلة لاحقاً عن السبب وراء إطلاق هذا الاسم الغريب على ابنتهما، قالا إنهما وخلال إحدى العطلات في ميامي، بولاية فلوريد، شاهدا سفينة تمر بالقرب منهما تحمل اسماً جذاباً مكتوباً عليها. وتمنيا منذ تلك اللحظة أن يطلقا ذلك الاسم على طفلتهما. كان مكتوباً على جانب تلك السفينة: "يو إس نافي- الأسطول الأمريكي". أنقر هنا لزيارة موقع إذاعة هولندا العالمية ومن هنا للاستماع لبرامج هنا أمستردام ومن هنا للاستماع لبرامج هنا أمستردام