عارض رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب استخدام قائمة الأسماء المغربية، وهدد بحرقها بنفسه إن صادفها. يأتي هذا الموقف عقب نقاش حاد في المجلس البلدي لمدينة روتردام الاسبوع الماضي، أثارته أحزاب سياسية عن وجود قائمة وضعتها الحكومة المغربية حددت فيها الأسماء التي ينبغي الاعتماد عليها لتسمية المولودين الجدد. "" فهل يضمن أبو طالب بهذا الموقف دعم السياسيين الهولنديين له ووقوف المهاجرين المغاربة خلفه؟ سأحرقها بنفسي "إذا صادفت هذه القائمة أمامي، سأحرقها بنفسي" . هذا ما قاله السيد أحمد أبو طالب يوم الخميس الماضي، أثناء انعقاد دورة للمجلس البلدي، بعبارات قوية غير معتادة. فبعد تعدد شكوى الآباء المغاربة عن تصرف القنصليات المغربية، طرح أعضاء المجلس أسئلة حول استخدام قائمة أسماء يلتزم بها الآباء المغاربة لتسمية أبنائهم. وبحسب حزب العمل الذي ينتمي إليه أبو طالب، كان الموظفون في بلدية روتردام يعملون بتلك القائمة إلى غاية بداية شهر فبراير الماضي. وشدد أبو طالب على أن المغاربة القاطنين في بلديته أحرار في اختيار ما يشاءون من أسماء لأولادهم دون إكراه. يتعلق الأمر بقائمة أسماء وضعتها الحكومة المغربية منذ سنوات عدة، وعممتها على البلديات الهولندية. وبحسب السلطات المغربية، فإن القائمة ليست حصرية بالأسماء التي ينبغي الالتزام بها، ولكنها فقط وسيلة مساعدة لتسجيل الأسماء بطريقة سليمة، لاسيما أن أغلبية المهاجرين لا يعرفون القراءة والكتابة! غير أن عددا كبيرا من المغاربة غير مقتنعين بهذا التفسير. فإذا لم تختر من تلك القائمة، ترفض القنصليات تسجيل الأسماء الأخرى. وبالتالي فإن الطفل غير المسجل لن يتمكن في المستقبل من الحصول على جواز السفر المغربي، كما يحرم من الميراث. أسماء أمازيغية خارج القائمة ومما يضفي مزيدا من الحساسية على الموضوع، أن القائمة لا تضم سوى الأسماء العربية، في الوقت الذي ينحدر فيه أغلب المغاربة المقيمين في هولندا من أصول أمازيغية. ويرى عضو مجلس بلدية هارلم السيد موسى آينان أن القائمة تمييزية، ولذلك فهو يخوض معارضة شرسة ضدها منذ أكثر من عشر سنوات، مؤكدا على القنصليات المغربية تشدد أكثر على الأسماء إذا كانت أمازيغية. المحتجون على القائمة من المغاربة، يجدون دعما ومساندة من السياسيين الهولنديين. فالكل متفق على أن حرص الحكومة المغربية على الالتزام بهذه القائمة، يعد نوعا من التدخل من جانب السلطات المغربية بشؤون المهاجرين في هولندا. وكانت مسألة التدخل المغربي في شئون الجالية، مصدرا للتجاذب بين المغرب وهولندا خلال الصيف الماضي. شأن داخلي وكان وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاخن قد طرح، خلال زيارته للمغرب صيف العام الماضي، على نظيره المغربي طيب الفاسي الفهري قضية تدخلات السلطات المغربية في شئون مغاربة هولندا.