بمناسبة تخليد الذكرى ال66 للزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد الخامس إلى منطقة امحاميد الغزلان سنة 1958، تم اليوم الأحد تقديم مجموعة من المشاريع الإنمائية التي سيتم إنجازها بهذه المنطقة الحدودية المغربية بقيمة مالية تجاوزت 75 مليون درهم، بحضور المندوب السامي للمقاومة، مصطفى الكثيري، وعامل إقليم زاكورة، فؤاد حجي، وعدد من المسؤولين محليا وإقليميا وجهويا. وهمت هذه المشاريع الإنمائية، تهيئة ساحة المقاومة وسط جماعة امحاميد الغزلان، بغلاف مالي قدره 5 ملايين و680 ألف درهم، وتقديم أشغال الشطرين الأول والثاني من مشروع ربط الجماعة بشبكة التطهير السائل (محطة المعالجة، محطة الضخ، قناة الضخ، والربط الكهربائي)، بغلاف مالي قدره 34 مليون درهم، وتهيئة المستوصف الصحي مع مستعجلات القرب ومساكن وظيفية بمركز الجماعة بغلاف مالي يناهز 11 مليون درهم، وبناء عتبة مائية بمركز الجماعة ب8 ملايين درهم، وبناء عتبة مائية بدوار بونو ب7 ملايين درهم، وبناء ملعب للقرب بدوار أولاد إدريس ب800 ألف درهم، وبناء ملعب آخر ب305 آلاف درهم، ومجموعة من المشاريع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي قدره 7 ملايين و600 ألف درهم. وخلال هذه المناسبة الوطنية، نظم بمركز جماعة امحاميد الغزلان، مهرجان خطابي، استحضر فيه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، مجموعة من الدلالات التاريخية التي تحملها الزيارتان الملكيتان للمغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني إلى هذه الربوع من المملكة المغربية. واستحضر المندوب السامي ورئيس جماعة امحاميد الغزلان، في كلمتهما بالمناسبة، زيارة كل من محمد الخامس سنة 1958 والحسن الثاني سنة 1981 إلى هذه الربوع من المملكة، مؤكدين في تلك الحقبة عزم المغرب المستقل على مواصلة مسيرته التحررية وثباته وإصراره ونضاله الوطني سعيا إلى استكمال وحدته الترابية. وأكدت الكلمات الملقاة من قبل المسؤولين أن قبائل امحاميد الغزلان بجميع أطيافها تعبر دوما وأبدا عن تشبثها بالعرش العلوي المجيد، مبرزين وجود مشاريع كبرى تعرفها وستعرفها المنطقة، مؤكدين أن المعارك البطولية التي خاضها جيش التحرير بالجنوب المغربي وشارك فيها أبناء هذه القبائل، تظل منقوشة في السجل التاريخي للأمة المغربية بمداد الفخر والاعتزاز، مشيرين إلى أن هذه المعارك برهنت فيها ساكنة هذه الربوع من الوطن عن قدرة فائقة على الجهاد والتضحية والدفاع عن حوزة الوطن ومقدساته. وبهذه المناسبة، تم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بلغ عددهم خمسة مقاومين، تسلم ذويهم أدرعا تذكارية، كما تم توزيع 55 إعانة مالية على أفراد أسرة المقاومة (2000 درهم لكل أسرة)، وتلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى الملك محمد السادس، والترحم على أرواح شهداء الحرية والاستقلال والوحدة، في مقدمتهم المغفور لهما الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني. وتعد هذه المناسبة الوطنية حدثا مجيدا ومعلمة وضاءة تعكس العلاقات العميقة والمتينة التي ما فتئت تجمع بين العرش والشعب، وكذا العزم الوطيد والرغبة المشتركة في استكمال الوحدة الترابية للمملكة. وأجمعت قبائل امحاميد الغزلان على أن هذه الزيارة الملكية الميمونة كانت تعبيرا واضحا وقويا تحيل على عزم الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي على استكمال استقلاله، وحرصه على استرجاع أراضيه المغتصبة، مستحضرة استقبال الراحل محمد الخامس وجهاء وشيوخ وممثلي القبائل الصحراوية لتجديد البيعة والولاء، وخطابه التاريخي بالمناسبة الذي جسد مواقف المغرب ومواصلة نضاله من أجل استكمال وحدته الترابية.