أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين بالداخلة، أن استرجاع إقليم وادي الذهب يعد ملحمة بطولية في مسيرة النضال من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. وأوضح الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير احتفاء بالذكرى ال 44 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، أن هذا الحدث يشكل "معلمة تاريخية مشرقة في سجلنا التاريخي المجيد، وملحمة بطولية متميزة وحاسمة في مسيرة النضال الموصول من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة". وأبرز أن ساكنة إقليم وادي الذهب برهنت دوما عن تعلقها بأهداب العرش العلوي المجيد، وتشبثها بالانتماء إلى الوطن والدفاع عن حوزته، ووقوفها الدائم في وجه كل التحرشات الأجنبية، من خلال تجديد بيعتها للسلطان المولى عبد العزيز واصطفافها خلف المجاهد والعالم الصوفي الشيخ ماء العينين لرد العدوان الأجنبي عن السواحل الجنوبية الصحراوية للمملكة، ومسارعتها لتجديد البيعة لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، بعيد انعقاد مؤتمر أم الشكاك في 15 أبريل 1956، ولجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله مثواه، يوم 14 غشت 1979. وفي هذا الصدد، أشار الكثيري إلى أن أشغال مؤتمر أم الشكاك، المنعقد بضواحي السمارة بحضور عدد كبير من أعيان وشيوخ وممثلي القبائل الصحراوية كافة، اختتمت بانتداب وفد مكون من 39 مؤتمرا يمثلون جميع قبائل الصحراء، للقاء جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بالقصر الملكي العامر بالرباط، حيث تلقى جلالته منهم فروض الطاعة والولاء والإخلاص للعرش العلوي المجيد. وأشار إلى أن انطلاقة عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي سنة 1956 جسدت إشارة قوية تعكس عزم المغاربة كافة وإصرارهم على استعادة باقي الأجزاء المغتصبة من أراضيهم، حيث شهدت ربوع الصحراء المغربية العديد من المعارك والملاحم البطولية التي تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الجنود وفي العتاد، مؤكدا أنه في هذا الظرف، جاءت الزيارة الملكية إلى محاميد الغزلان وخطاب جلالته التاريخي بها في 25 فبراير 1958، كدعوة صريحة وقوية لمواصلة درب الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة. وهكذا، يضيف الكثيري، لم يمض على هذه الزيارة الملكية سوى شهر ونصف حتى تحقق، بفضل حنكة وحكمة جلالته طيب الله ثراه وبالتحام مع شعبه الوفي، استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958، ليتم بعد ذلك استرداد مدينة سيدي إفني إلى حظيرة الوطن يوم 30 يونيو 1969. وأبرز أن مسلسل استكمال الوحدة الترابية توج بتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغتصبة، ولترتفع راية الوطن خفاقة في سماء مدينة العيون في 28 فبراير 1976 إيذانا بإجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، وكذلك كان يوم 14 غشت 1979 إعلانا عن استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن. وأكد أن الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة يعد مناسبة لاستحضار قضية الوحدة الترابية للمملكة، من أجل التأكيد على تجند أسرة المقاومة وجيش التحرير، كسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي، للدفاع عن القضية الوطنية الأولى واليقظة الموصولة لتثبيتها في إطار الإجماع الوطني وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة التحلي بالجدية بمعناها المغربي الأصيل. وبهذه المناسبة، تم تكريم 07 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهم من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة، وذلك في إطار تكريس ثقافة الاعتراف والوفاء والبرور والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله. من جهة أخرى، خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن، وتعدادها 41 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 147.214.00 درهم، يتوزع على مجالات الإسعاف الاجتماعي (34 إعانة مالية)، ودعم المشاريع الاقتصادية (02)، وواجب العزاء (05). وعرف هذا المهرجان الخطابي حضور، على الخصوص، والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ورؤساء المجالس المنتخبة، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأعضاء المقاومة وجيش التحرير المرافقين للمندوب السامي، بالإضافة إلى أفراد من أسرة المقاومة وجيش التحرير بالجهة وذوي الحقوق.