خلد سكان جهة وادي الذهب لكويرة ومعهم الشعب المغربي الجمعة الماضية الذكرى ال36 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، التي تشكل محطة بارزة في مسيرة استكمال وصيانة الوحدة الترابية للمملكة. وأقيم الجمعة بالداخلة، بعد مراسم تحية العلم، مهرجان خطابي بمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة، ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، رفقة والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، لامين بنعمر، بحضور عدد من البرلمانيين ورؤساء المجالس المنتخبة والمقاومين وفعاليات جهوية ومحلية وممثلين عن النسيج الجمعوي. أعلن مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الجمعة الماضي أنه سيتم مطلع القادمة 2016 تجديد عقد الاتفاق للتغطية الصحية لفائدة قدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير. وأوضح الكثيري في مهرجان خطابي نظم بالداخلة تخليدا لذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب أن اتفاق التغطية الصحية سيعرف إضافة خدمات التحمل المباشر للمؤمنين بالمستشفيات العمومية في إطار اتفاقية مع وزارة الصحة سيتم التوقيع عليها مستقلا. كما أشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير خلال هذا اللقاء، الذي حضره جبران الركلاوي، مدير وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية في أقاليم الجنوب، ولامين بنعمر، والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، وعبد الرحمن الجوهري، عامل إقليم أوسرد، ورؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة، إلى مكسب الزيادة في معاش العطب الذي تم انجازه في هذه السنة بموجب القانون وبأثر رجعي من فاتح يناير 2014. كما ذكر مصطفى الكثيري بالمرسوم الحكومي الذي صدر مؤخرا بالجريدة الرسمية لتحسين الخدمات الاجتماعية لفائدة قدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وباستمرار المندوبية في دعم التشغيل الذاتي في إطار خلق تعاونيات لأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أهمية تخليد ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب وما ترمز إليه من دلالات، مشيرا إلى أن تخليد هذه الذكرى الوطنية مناسبة لأسرة المقاومة وجيش التحرير للتأكيد على إجماع الشعب المغربي على التعبئة المستمرة دفاعا وصونا للوحدة الترابية في ظل السيادة الوطنية وتثبيت المكاسب الوطنية ومواصلة أوراش العمل التنموية الاقتصادية والاجتماعية بموازاة مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والديمقراطية المفتوحة عبر التراب الوطني وعلى امتداد الأقاليم الجنوبية، التي تشهد طفرة نوعية في سياق التنمية الشاملة والمستدامة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية. وشدد مصطفى الكثيري على أن "الصحراء مغربية وستظل مغربية، ولن تناول من هذه الحقيقة الساطعة مناورات ومؤامرات الخصوم والحسابات المغلوطة للمتربصين بالوحدة الترابية والسيادة الوطنية"، مشيرا إلى أن "المغرب سيظل متمسكا بروابط الإخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منه بإيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمه الجنوبية". وفي هذا الصدد، أكد المندوب السامي، تندرج مبادرة منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية في ظل السيادة المغربية، مشيرا إلى أن هذا المقترح نال دعم البلدان الشقيقة والصديقة وحظي بمساندة المنتظم الأممي. وقال مصطفى الكثيري إن "مسلسل صيانة وتثبيت الوحدة الترابية يتواصل بحزم وإيمان بقيادة سليل الأكرمين باني المغرب الجديد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي مافتئ يولي عنايته البالغة لأقاليمنا المسترجعة ويخص برعايته الشاملة أبناءها تعزيزا لأواصر التعبئة الوطنية بين الشمال والجنوب وجعل المغرب قادرا على مقارعة إكراهات العولمة الزاحفة". وفي استرجاع تاريخي، ذكر المندوب السامي بأنه في يوم 14 غشت 1979، وفدت على عاصمة المملكة الرباط وفود علماء ووجهاء وأعيان وممثلي وشيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب، لتجديد وتأكيد بيعتهم لجلالة المغفور له الحسن الثاني. وأبرز مصطفى الكثيري أنه منذ أن ألقى وفد إقليم وادي الذهب بين يدي جلالة المغفور له الحسن الثاني نص البيعة معلنا ارتباط سكان الصحراء الوثيق بوطنهم المغرب، بدأ بالجهة فصل جديد من ملحمة الوحدة قوامه إرادة التنمية وتكريس الوحدة. وأشار المندوب السامي الى أن جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش يواصل مسيرة البناء والوحدة بحكمة وتبصر وبعد نظر، بحيث جعل من تنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة، أولوية الأولويات. وقبل ذلك كان ألقى كل من رئيس مجلس الجهة، المامي بوسيف، و المقاوم ماء العينين غضفنا ممثلا عن أسرة المقاومة بالجهة، كلمتين أكدا فيهما أهمية تخليد هذه الذكرى وما ترمز إليه من معان كمحطة بارزة في مسيرة الوحدة والتنمية. واستحضر المتدخلان المواقف البطولية لأبناء الجهة ولكافة أبناء الأقاليم الصحراوية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، من خلال العديد من المحطات النضالية وتعبئتهم الدائمة وراء العرش العلوي المجيد للدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها، واعتزازهم بالمنجزات التي تحققت بالجهة في مختلف المجالات. وبهذه المناسبة تم تكريم ثمانية من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذا الإقليم، وذلك وفاء وبرورا وعرفانا بما قدموه للقضية الوطنية من خدمات كثيرة وأياد بيضاء ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها". ويتعلق الأمر بسيدي عبد الله العدراوي الذي انضم إلى صفوف جيش التحرير ضمن المقاطعة الثامنة بمركز طانطان تحت إمرة المقاومة المرحوم امبارك الباعمراني في الفترة الممتدة من سنة 1965 إلى غاية سنة 1960 شارك في جل المعارك التي شهدتها الصحراء المغربية ضد الاستثمار الإسباني. كما تم تكريم المقاوم المرحوم الفايدة أهل الكوري، الذي التحق بصفوف جيش التحرير ضمن المقاطعة الثامنة بمركز الساقية الحمراء تحت مسؤولية المقاوم فاضل الهاشمي من سنة 1956 إلى سنة 1960 فكان من المقاومين الذين آمنوا بالخيار الصعب في مواجهة المستعمر حيث شارك في عدة معارك خاضها جيش التحرير ضد الوجود الاستعماري الإسباني بالصحراء المغربية. وشمل التكريم أيضا المقاوم المرجوم حسن السملالي الذي انضم إلى صفوف المقاومة وجيش التحرير ضمن المقاطعة الثامنة تحت مسؤولية المقاوم ناضل الهاشمي في الفترة الممتدة ما بين 20 أكتوبر 1956 إلى الفاتح من يوليوز 1959 شارك بإيمان راسخ ووطنية صادقة في العديد من المعارك التي قادتها فرقته بالصحراء المغربية وشمال موريتانيا. وضمن المكرمين في هذا اليوم المقاوم المرحوم محمدين الكوري براي الذي انخرط في صفوف جيش التحرير ضمن المقاطعة الثامنة بمركز "الروضة" تحت إمرة المقاوم ناضل الهاشمي في الفترة الممتدة ما بين 15 فبراير 1957 إلى 1959 شارك في العديد من المعارك التي خاضها جيش التحرير بالصحراء المغربية من بينها معركة "العركوب" ومعركة "لكلات" ومعركة "وادي آشتاف". كما تم تكريم المقاوم المرحوم الخطاط أهل الخطاط الذي سجل له التاريخ مواقف بطولية اتسمت بالجرأة والشجاعة، انضم إلى صفوف جيش التحرير ضمن المقاطعة الثامنة بمركز وادي الذهب تحت مسؤولية المقاوم المرحوم محمود بن مبارك بن لحبيب في الفترة الممتدة ما بين 1957 إلى 1960 شارك في العديد من المعارك التي خاضها جيش التحرير بالصحراء المغربية ضد المستعمر الإسباني منها معركة "لكلات". وشمل التكريم كذلك المقاوم المرحوم محمد عالي البيكم الذي التحق بصفوف جيش التحرير ضمن المقاطعة الثامنة بمركز وادي الذهب تحت مسؤولية محمود بن مبارك ابن لحبيب في الفترة الممتدة من سنة 1959 إلى سنة 1960 شارك في جل المعارك التي خاضها جيش التحرير ضد المستمر في الصحراء المغربية. كما تم تكريم بالمناسبة المقاوم فال السحماني الذي التحق بصفوف جيش التحرير ضمن المقاطعة التاسعة بمركز الساقية الحمراء تحت مسؤولية المقاوم صالح بن عسو وشارك في العديد من المعارك التي خاضها جيش التحرير ضد الوجود الإسباني بالصحراء المغربية نذكر منها معركة "الدشيرة" ومعركة "طريق الصدرة" ومعركة "وادي الصفا". وكان ضمن المكرمين أيضا القاوم ابراهيم زين الدين، الذي التحق بصفوف جيش التحرير بمركز وادي الذهب تحت إمرة المقاوم المرحوم محمود بن مبارك بن لحبيب في الفترة الممتدة من سنة 1957 إلى سنة 1960 شارك في العديد من المعارك التي خاضها جيش التحرير بالصحراء المغربية ضد المستمر الإسباني. وإلى جانب التكريم المعنوي تميزت اللحظة بتكريم لصفوة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم وادي الذهب وفاء وبروا عرفانا بما أسدوه للقضية الوطنية تميز بتسليم شهادة شكر وتقدير وعرفان للمقاوم ماء العينين غضفنا تم أيضاً بتكريم مادي لأسرة المقاومة، حيث وصل عدد الإعانات المالية المخصصة بمناسبة الذكرى ال 36 لاسترجاع وادي الذهب إلى 25 إعانة مالية بغلاف مالي أكثر من 47 ألف درهم، منها إعانتين كواجب العزاء و 22 إسعافا وإمدادا للتخفيف من حالة العسر الاجتماعي والعوز المادي لفائدة ابن دوائر مقاومين بالإضافة إلى إعانة لأداء مناسك الحج استفاد منها المقاوم ماء العينين غضفنا.