يتّجه قادة أحزاب الأغلبية الحكومية (التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال) نحو إنهاء "البلوكاج" الذي تتخبط فيه جماعة الرباط، بسبب الصراع المحتدم بين عمدة المدينة، أسماء أغلالو، والأغلبية الساحقة من مستشاري الأغلبية، الذي يمضي نحو مزيد من التصعيد. مصدر من حزب التجمع الوطني للأحرار أفاد بأن الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة المشكلة للتحالف الحكومي، وللأغلبية بجماعة الرباط، عقدوا اجتماعا، أمس الخميس، بعد المجلس الحكومي، للتداول في ما يشهده المجلس الجماعي للرباط. الاهتمام الذي أصبحت توليه أحزاب الأغلبية الحكومية لحَل "أزمة جماعة الرباط" يتجلى أيضا في مطالبتها مستشاريها في الأغلبية بالجماعة بتأجيل ندوة كانوا يعتزمون تنظيمها اليوم الجمعة. وأفاد مصدر من رؤساء المجالس المنتخبة بالرباط، من الأغلبية، بأن الأمناء العامين للأحزاب المذكورة اتصلوا شخصيا برؤساء فرقهم في الجماعة، من أجل تأجيل الندوة. وقررت فرق أحزاب الأغلبية بجماعة الرباط تأجيل الندوة الصحافية التي كانت تعتزم تنظيمها، "استجابة وتفاعلا مع قيادات أحزاب الأغلبية"، دون تحديد تاريخ جديد لعقد الندوة. المصدر الذي تحدث إلى هسبريس اعتبر أن تدخل الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية "يشكّل مؤشرا قويا على رغبتهم في وضع حد للأزمة التي تعيشها جماعة الرباط"، مضيفا أنهم "وعدوا بإيجاد حل في أقرب الآجال". وشهد مقر جماعة الرباط، يوم الثلاثاء الماضي، فصلا جديدا من فصول الصراع الحاد بين العمدة، أسماء اغلالو، وفرق الأغلبية، حين حاول مستشارو الأخيرة أن يُوصلوا إلى مكتبها طلبا لعقد دورة استثنائية لجماعة الرباط، ما أدّى إلى حدوث مناوشات مع مساعدي العمدة. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس فإن عبد الإله البوزيدي، رئيس مقاطعة أكدال، والنائب البرلماني، تعرض ل"تعنيف" خلال المناوشات التي شهدها مقر جماعة الرباط يوم الثلاثاء الماضي، قام إثره بإجراء عملية جراحية على القلب في إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة، حيث مازال يرقد إلى الآن. وتقدم البوزيدي بشكاية إلى الوكيل العام للملك بالرباط، اطلعت عليها هسبريس، بينما أفاد مصدر من فرق الأغلبية بجماعة الرباط بأن سبب خضوعه للعملية الجراحية راجع إلى تحرّك صمّامات القلب التي كان يستعين بها، مشيرا إلى أن الطبيب منحه شهادة تثبت العجز لمدة خمسة وأربعين يوما. وتقاطرت على مكتب الوكيل العام للملك بالرباط شكايات أخرى لمستشارين بجماعة الرباط ضد ستّة من أعوان العمدة أغلالو. وفي وقت مازالت جماعة الرباط تعيش على وقْع الغليان، علمت هسبريس أن العمدة اغلالو سافرتْ إلى فرنسا، دون معرفة ما إن كانت في مهمة رسمية أم في رحلة خاصة. وزادت حدّة التوتّر بين مستشاري الأغلبية والعمدة اغلالو بعد رفضهم الطريقة التي صُرف بها الغلاف المالي (مليار سنتيم) الذي ساهمت به جماعة الرباط في الصندوق الخاص بتدبير آثار زلزال الحوز، إذ لم يتم احترام المساطر القانونية المعمول بها. وراسلت فرَق الأغلبية والي جهة الرباط – سلا – القنيطرة، الذي وجّه بدوره استفسارا إلى العمدة في الموضوع. وبحسب المعلومات المتوفرة فإن فرق الأغلبية راسلت أيضا المجلس الأعلى للحسابات، مطالبة إياه بافتحاص مالية جماعة الرباط، "كما راسلتْ الخازن الإقليمي للرباط، بصفته المسؤول عن تحويل مساهمة الجماعة في صندوق تدبير آثار زلزال الحوز"، يردف المصدر ذاته.