بشكل متسارع، يضيق الطوق حول أسماء أغلالو، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، بعد انفراط عِقد أغلبيتها داخل المجلس وإعلان فرق الأغلبية المكونة من حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تنتمي إليه العمدة، وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة ثباتها على موقفها الرافض لاستمرار رئيسة المجلس في منصبها. مستشارو الأحزاب الثلاثة المذكورة، وهي الأحزاب المشكلة أيضا للتحالف الحكومي، عقدوا، أمس الخميس، اجتماعا جددوا فيه تأكيدهم على رفض المقاربة التي تنهجها أغلالو في تسيير المجلس الجماعي للرباط؛ في حين قال مصدر من الأغلبية إن "أيام العمدة باتت معدودة"، في إشارة إلى أن العزلة التي تعيشها ستدفعها إلى مغادرة منصبها. أعضاء فرق الأغلبية شددوا، في بيان عقب اجتماعهم مساء أمس، على أنهم "يؤكدون عزمهم القوي وعملهم لتجاوز سوء تدبير رئيسة المجلس الجماعي ونهج سياسة فرض الأمر الواقع، والذي يظهر واضحا في كل قراراتها المتخذة خلال هذه الفترة"، معتبرين أن "غطرستها واستمرار تعنتها لن يؤدي إلا إلى تعطيل مصالح ساكنة العاصمة وعرقلة سير المرافق العمومية الجماعية والمساس بحسن سير مجلس الجماعة". وحسب المعطيات المتوفرة، فإن مواجهةَ عمدة العاصمة وحدت فرق الأغلبية والمعارضة بالمجلس الجماعي للرباط، وأن ما جاء في البيان الذي أصدره مستشارو فرق الأغلبية يؤيده مستشارو فرق المعارضة، وإنْ لم يحمل البيان توقيعات أحزابهم. وبلغت الأزمة التي تعيشها عمدة الرباط ذروتها أمس الخميس بعد مقاطعة أغلبية مستشاري فرق الأغلبية (70 مستشارا من أصل 81) الدورة العادية لمجلس جماعة الرباط، التي كان سيجري فيها التصويت على ميزانية المجلس. وأثارت الطريقة التي تدبر بها أغلالو تسيير المجلس الجماعي للرباط غضب قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار؛ وهو ما عبر عنه صراحة عزيز أخنوش، رئيس الحزب، منذ أيام، خلال اجتماع مع مستشاري حزب "الحمامة". مصدر من مستشاري حزب الأحرار بمجلس جماعة الرباط، حضر الاجتماع المذكور، الذي حضره أيضا إلى جانب رئيس الحزب كل من راشيد الطالبي العلمي ومصطفى بايتاس ومحمد أوجار، قال إن أخنوش انتقد العمدة بشكل مباشر، "وقال وصلتُ إلى قناعة أن تسيير مدينة الرباط خاصو يتبدل". وأردف المصدر ذاته أن أخنوش كان غاضبا من أغلالو التي حضرت الاجتماع، "حيث ضرب الطاولة، وقال سنحسم هذا الموضوع في اجتماع مقبل". في المقابل، تُبدي عمدة الرباط تشبثها بطريقة تسييرها للمجلس الجماعي للرباط، مستبعدة ما يتم تداوله بشأن احتمال استقالتها؛ وهو ما أكدته في بلاغ مقتضب قبل أيام، حيث نفتْ ما وصفته ب"الأخبار الكاذبة والمغرضة، مشددة على أنها "لم ولن تقدم استقالتها" وأنها "ستستمر في خدمة ساكنة مدينة الرباط". وبينما تتحدى أغلالو خصومها السياسيين، وصف مستشارو فرق الأغلبية "المنقلبون" عليها تجربتها ب"الفاشلة"، منتقدين ما سموه "تعنتها وغطرستها" و"قراراتها الارتجالية والمزاجية، بعيدا عن الحكمة والتبصر وتقديم خدمات القرب ومطالب وتطلعات ساكنة عاصمة المملكة". وانتقد المستشارون تعاطي أغلالو مع المساعي التي بذلها عزيز أخنوش، رئيس الحزب والحكومة، لرأب الصدع بين الطرفين، معتبرين أنها تعاطت مع ذات المساعي ب"الغرور وتضخم الأنا المفرطة". وبشكل صريح، عبر مستشارو فرق الأغلبية، ومنهم رؤساء المقاطعات الخمس للرباط و8 من نواب العمدة أغلالو، عن رفضهم لاستمرار هذه الأخيرة رئيسة للمجلس الجماعي، حيث ختموا بيانهم بالتأكيد على "تشبثهم بمواقفهم واستمرار خوض المعركة اقتناعا منهم بعدم جدوى استمرار الرئيسة في مهامها التي لن تكون إلا ضد مصلحة ساكنة عاصمة المملكة بتصرفاتها غير المسؤولة".