تنسيق أمني مغربي إسباني يطيح بخلية إرهابية موالية ل"داعش"    جمهورية بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "البوليساريو"        لقجع يؤكد "واقعية" الفرضيات التي يرتكز عليها مشروع قانون المالية الجديد    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب    السلطات الجزائرية توقف الكاتب بوعلام صنصال إثر تصريحات تمس بالوحدة الترابية لبلده    بنما تعلق الاعتراف ب "الجمهورية الوهمية"    البحرين تشيد بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز حقوق الإنسان    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    جنايات طنجة تدين المتهمين في ملف فتاة الكورنيش ب 12 سنة سجنا نافذا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'            المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرفض الإسلامي للإرهاب بالنص والواقع
نشر في هسبريس يوم 28 - 05 - 2009


تمهيد حول: مجمل خلفيات الفتن والتدمير الذاتي ""
مبدئيا يجب القول بأن الإسلام ورسوله وأمته ودولته أبعد عن الإرهاب والظلم والفتن بعد المشرقين والمغربين،وذلك من خلال نصوصه القرآنية والحديثية ،ومن خلال التاريخ الموثق والمعتبر علميا ومنهجيا.وما وصف المسلمين ودولتهم ودينهم بالإرهاب من طرف بعض المتنطعين والعبثيين اليائسين سوى محاولة للهروب من الحقيقة الإرهابية التي يعاني منها هؤلاء الأخيرين ذاتيا كعصاب وخواف فرويدي مريض وقلق وقابع في شعورهم ولا شعورهم على حد سواء.
في حين قد نجد بعض المنصفين الغربيين والباحثين شبه الموضوعيين وغير المأجورين أو ذوي الخلفيات المنحطة والسافلة والمسفة في الإسقاط ينفون بكل صراحة وجزم صفة الإرهاب أو القمع أو استعباد الشعوب عن المسلمين وهم في عز دولتهم وقوة سلطانهم،أقتطف نموذج من غير ترجمة من كتابL’ISLAM DANS SA PREMIERE GRANDEUR لكاتبه MAURICE LOMBARDكشهادة من علماني وباحث شبه موضوعي من الغربيين يقول:
”comment expliquer la facilité et la rapidité d’une conquête effectuée par un si petit nombre de conquérant ?les arabes avaient en fait toutes chances d’être accueillis comme des libérateurs par les vielles populations du monde sémitique de Syrie et de Mésopotamie et par les égyptiens...la conquête ne s’est pas plus traduite par des destructins.il y a pas eu de ville brûlées ou mise a sac...donc pas de désorganisation :les populations soumises fournirent tout naturellement les cadres de l’administration...c’est pensons nous grâce a la conquête musulman que l’occident a repris contact avec les civilisations orientales et ;a travers elles avec les grands mouvements mondiaux de commerce et de culture. Alors que les grandes invasions barbares des 4eme et 5eme siècles avaient entrainé la régression économique de l’occident merolingien puis carolingien, la création du nouvel empire islamique entraina ,pour ce même occident ,un étonnant développement .si les invasions germanique ont précipité le déclin de l’occident les invasions musulman ont provoqué la relance de sa civilisation. Bref, le problème ,posé en occident à propos de l’arrivée des barbares, de la continuité ou de la régression économique ,doit être tranché ,dans le cas de la conquête arabe et sur l’ensemble du domaine musulman, par l’affirmation, non seulement de toue absence de coupure, mais plus encore ,d’un prodigieux essor »
MAURICE LOMBAAR :L’ISLAM DANS SA PREMIERE GRANDEUR .
FLAMARION.P17-19-20
فهل مثل هذه الدولة يمكن وصفها بالإرهاب ؟وأين هي من الإمبريالية الغربية وخصوصا في عصرنا وما فعلته أمريكا بالعراق من تدمير وما يفعله الصهاينة بفلسطين؟
فمن العار الشنار ومن خلفيان الصليبيين الأشرار والكفار من أهل الزنار وغير ذوي الضمير وصدق القرار أن ينسب الإرهاب والظلم والغصب بشكل شامل إلى أمة الأطهار ومن أنقذوا العالم من قبضة الفرس عباد النار والروم ذوي الكيد واللعب بمكر استعماري على الأوتار،ناهيك عن هول المغول والتتار رموز الحرق والدمار والذين قد كسر جحافلهم الرجال المخلصون من أمة الإسلام الأبرار...
من هنا فقد يبدو أن العالم قد يتجه إلى النكسة الشاملة وتكريس العبثية في الفكر والسلوك لغاية إفقاد الإنسان خاصيته الاستخلافية وأعمدته الرئيسية التي تميزه عن الوحشية الحيوانية والكيدية الشيطانية وذلك من خلال متابعة ،أو مسايرة إسقاط بعض سفهاء الأقلام والأحلام على الإسلام والمسلمين، بشكل شامل ووصف مبدئي لمقاصده العامة وغاياته في الحكم والتنظيم الاجتماع والتواصل الأممي والحضاري.
عبثية تتكرس في هذا التهديم المتعمد للقيم والأخلاق وللعقائد ومصادر الأرزاق،وتتجلى بصور متنوعة من الطغيان والظلم الجماعي والفردي والذاتي على حد سواء.
إنه الخسران اقدلذي ينتظر البشرية ذات المنحى العبثي في تصورها الاستهلاكي والإهلاكي،ابتداء من طغيان دول على أخرى وهدر للمواثيق والمعاهدات في السلم والحرب وانتهاء بالفرد مع نفقسه وخاصة تصوره واعتقاده.
هكذا إذن،تنقلب النعم نقما والأمن خوفا والشبع جوعا والأخوة عداوة ،مرة باسم السياسة ومرة باسم الاقتصاد ومرة باسم العقيدة والمذهب،بينما المآل والمنال يكون أبعد كل البعد عن هذه التطلعات والشعارات جملة...
فلا هي سياسة حكيمة ولا هي اقتصاد نظيف ولاهي عقيدة سليمة ولا هو مذهب حصيف،وإنما خلط وخبط وهرج ومرج مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم وإعجاز بلاغته وصدق إخباره عن الظلمات الثلاث التي تؤدي بالمجتمع البشري إلى حتفه بظلفه وهي :الجهل والفقر والظلم ثم بعده القتل كما في الحديث:"إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا"وأيضا"إن من بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج،والهرج القتل"رواه البخاري في كتاب الفتن.
فالحديث فيه دلالة واضحة على أن العلم يحول دون القتل ويحل المشاكل من عدة أوجهها وأن الجهل يضيق بصاحبه فتكون نتيجته الانفجار والتصادم ،سنة الله في خلقه "فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا".
لكن أي علم هذا الذي يحول دون هذا المآل السلبي؟
لاشك أنه التشريع الإلهي الذي ينظم العلاقات بين الأفراد والجماعات على أساس شامل وبعد عقدي يربط الحال بالمآل والمقدمات بالغايات والأعمال بشرف المقاصد...
هذا العلم له رجاله المتخصصون فيه بكليتهم العلمية والأخلاقية،وبعقيدتهم الروحية الدينية الراسخة والواسعة الآفاق ؛قد تحول بينهم وبين إصدار الفتاوى العشوائية الضيقة وتكريس مظاهر الفتن في الأمة بقصد أم بغيره.
فالمفتي الذي يصدر فتواه بانفعال هو غير مقبول في الدائرة العلمية الإسلامية شأنه شأن القاضي الذي لا ينبغي أن يحكم وهو غضبانا حتى يسكن غضبه.
أما إذا انضاف الانفعال إلى الجهل بكليات الشريعة وروحها ومقاصدها فتلك الطامة الكبرى والبلية العظمى "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور".
إن الموضوع أوسع من أن يحصر في مقال مهما طال، ولكن نظرا لظروف الاستعجال وسعيا إلى تبرئة ذمة الأمة والإسلام مما يحدث في العالم والإسلامي خاصة من فتن ودواهي،على رأسها هذه الصور البشعة من التفجير الذاتي الانتحاري أو غيره في أوساط الناس البرآء،كان لابد من إصدار الرأي والاجتهاد الرصين في المسألة خاليا من كل خلفيات سياسية أو طائفية و ثقافية ضيقة.
إذ لا يهمنا من يكون وراء هذه التفجيرات في هذا البلد أو ذاك ،سواء في المغرب أو غيره ، ولا يهمنا هل الخلفية طائفية أو سياسية أو استعمارية استخباراتية أومن منظمات توصف بالإرهابية، لأن الفصل في هذا من تخصص المحققين الميدانيين، وإنما بيت القصيد لدينا هو تبيين الخلفيات الشريرة والمعاناة المريرة التي يعاني منها من أصيب بهذا الداء،يجتمع فيها القاتل والمقتول والمحرض على الفعل والمجيز له والمسبب له باسم السياسة أو الدين أو العنصرية وما إلى ذلك... وهكذا كل من له صلة من قريب أو بعيد بهذا الأمر.
لأن "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"،وهذا خطاب شرعي جاء في صيغة العموم ب:من ودون تحديد الهوية أو النوعية العقدية والإيديولوجية والسياسية وما إلى ذلك.
من هنا فقد يمكن تقسيم الدلائل الشرعية على رفض التفجير الذاتي أو ما يسمى غلطا بالعمليات الاستشهادية إلى حكمين رئيسيين:
الحكم الجملي على نوعية العمل في حد ذاته
حكم البدعة وشبهة المثلة في التفجير الذاتي
بداية لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة ولا في تاريخ الجهاد الإسلامي أن مسلما فجر نفسه بهذه الطريقة البشعة التي تؤدي بصاحبها إلى ما يعرف شرعا: بالمُثْلة ،كان قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها ولو في حق شر الأعداء كما روى البخاري حول قصة العرنيين الذين غدروا بالراعي ومثلوا به فنالوا قصاصهم من جنس فعلتهم،ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التمثيل ولو صدر من طرف العدو أو على سبيل القصاص.
أيضا ما ورد في قصة سهيل بن عمرو ورفض النبي صلى الله عليه وسلم التمثيل به حتى قال:"لا أمثل فيمثل الله بي ولو كنت نبيا".
حكم التقليد وصفة اليأس في القتل
إن الذين بادروا بهذا النوع من التفجير الذاتي والإلقاء بالنفس على العدو كمراهنة لإذايته في عقر مقره هم اليابانيون حينما كانوا يحاربون الأمريكيين أثناء الحرب العالمية الثانية ،حيث كان ربان الطائرة يلقي بنفسه على البوارج وحاملات الطائرات آملا أن يصيبها بأقصى ضرر ممكن فيما كان يسمى بالكاميكاز أو العمليات الانتحارية،ولكن كانت نتيجة هذا الإجراء هي الهزيمة المريرة والتعبير عن اليأس والإحباط من عدم القدرة على ردع العدو أو الانتصار عليه.
إذن فالعمل بهذا الشكل كان ذا خلفية سلبية مبنية على اليأس والإحباط والهزيمة النفسية،فكانت نتائجه أسوأ من خلفياته؛ لأن العدو سيتأكد فعلا بأن خصمه ضعيف وأنه يلعب آخر ورقاته في الحرب ،ومن ثم سيجهز عليه بشراسة لم تكن متوقعة ألا وهي:
إلقاء قنبلتين على مدينتي هيروشيما وكازنزاكي ستدمرهما تدميرا وستأتي على الأخضر واليابس، ومن بعدها الهزيمة الشاملة والاستسلام...
حدث هذا من طرف اليابانيين لأنهم كفار ومشركون ولا عقيدة لهم تربطهم بالله واستدرار نصره لهم ،أما حال المسلمين العقدي فهم على العكس من ذلك،لأنهم من جهة لا ينبغي أن يستسلموا لليأس والإحباط "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"و"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"
من جهة أخرى ينبغي أن يعلموا أن النصر من عند الله تعالى طالما التزموا أحكام الشريعة وقواعدها في باب الجهاد وشروطه وغاياته "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم""وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم".
لهذا فالحكم الشرعي على التفجير الذاتي سواء ضد العدو أو ضد أفراد الأمة داخليا يعتبر بهذه التحديث والتطوير بدعة وضلالة! بل هومن أسوأ البدع.
إضافة إلى أنها تقليد أعمى لعمل الكفار والمشركين من اليابانيين في حروبهم اليائسة،وكذلك للإرهابيين من المنظمات غير المستقرة والتي ليست لها أمة أو دولة كالإيتا الباسكية والمافيا الإيطالية سابقا وغيرها.
في حين يبقى التفجير الذاتي له تداعياته الروحية السلبية و تشعباته التدميرية مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
نماذج من الأحكام التفصيلية وقواعدها الرئيسية
إن النصوص الشرعية بظواهرها وأبعادها كلها تدل وتشير ويقاس عليها أن قتل الشخص نفسه في أي ظرف من الظروف ولو في مرحلة الجهاد وضرورة ردع العدو أو إلحاق الضرر به منهي عنه بهذه الطريقة المنكرة،يمكن عرض بعض منها على سبيل المثال لا الحصر:
قاعدة الطاعة في المعروف ورفض كل مبرر للإنتحار
"عن علي رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار وأمرهم أ يطيعوه فغضب فقال أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني ؟قالوا :بلى!قال فاجمعوا لي حطبا،فجمعوا،فقال:أوقدوا نارا،فأوقدوها،فقال:ادخلوها ،فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار!فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه،فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم،فقال لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة"رواه البخاري في كتاب المغازي.
هذا الوعيد يؤسس لقاعدة شرعية تنص على أن العذاب الأبدي للمنتحر يكون من جنس فعلته والآلة التي قتل بها،بحيث إذا فجر الشخص نفسه فإنه يخلد في تفجير نفسه ومعاودته إلى أبد الآبدين،مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال،ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم،ولعن المؤمن كقتله،ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله"رواه البخاري كتاب الأدب.
إنه خطر داهم وإهلاك ما بعده من إهلاك وعذاب ما بعده من عذاب حينما يصبح الإنسان خالدا في تفجير نفسه ،كما نلاحظ أن الحديث قد جمع بين التكفير للآخر وقتل النفس،وهذا هو غالب ما يتمذهب به من فجر نفسه أو شجعه عليه ،وخاصة حينما يتعلق الأمر بالتفجير داخل محور الأمة وفي بلدان تحسب على الإسلام والمسلمين ،كما حدث مؤخرا في الدار البيضاء بالمغرب والسعودية ومصر وما عليه حال العراق وغيره.
كل هذا يدل على جهل هؤلاء المجرمين-الضحايا في نفس الوقت.
مجرمون لأنهم ارتكبوا في حق أنفسهم أفظع الجرائم وأسوأها،وضحايا لأنهم غرر بهم من طرف تجار الدماء و سافكيه بالاحتراف لأغراض خبيثة تحت أوهام الجهاد والتغيير أو تحت غطاء ولاءات سياسية قذرة ونزعات طائفية مضللة وعمالة استعمارية خائنة وما إلى ذلك،وهذه كلها مظاهر للجهل بالحكم الشرعي وغاياته وحكمته الجهادية كما سبق وبينا ،وكذلك جهل بالفضيلة ومقتضيات العقل السليم والغريزة المتزنة ،وأيضا جهل بالواقع وبالمصير في كل الأحوال وكيفما كانت التوقعات المرجوة من طرف منفذي هذه الأعمال الشريرة والخرقاء.
بحيث لو رجع هؤلاء القتلة أنفسهم وغيرهم أحياء لما استطاعوا أن يصفوا لنا هول مصيبتهم بما أقدموا عليه من فظاعة في حق الإنسانية جمعاء وفي حق الدين والعقل والشعور المشترك بين الكائنات الحية!.
قاعدة حفظ النفس ولو في حالة الجهاد
"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام :هذا من أهل النار.فلما حضر القتال،قاتل الرجل من أشد القتال وكثرت به الجراح فأثبته ،فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله ،أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار؟قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح،فقال:النبي صلى الله عليه وسلم:أما إنه من أهل النار،فكاد بعض المسلمين أن يرتاب،فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته،فانتزع منها سهما فانتحر بها،فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:يا رسول الله صدق الله حديثك،قد انتحر فلان فقتل نفس،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يا بلال قم فأذن ،لا يدخل الجنة إلا مؤمن وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".رواه البخاري في كتاب الرقاق،باب العمل بالخواتيم.
فهذا الشخص لم يشفع له قتاله وشجاعته ولا اجتهاده في المقاومة رغم أنه يكون قد عاد على الأمة بالخير ظاهريا،لأنه قد ضيع حياته وأهدرها بنفسه بإقباله على عمل مخالف للغريزة ومضاد لمقاصد الشريعة ألا وهو: إهدار دمه بنفسه، خاصة إذا كان بإرادة وسبق إصرار ورغبة في الظهور كما يفعل البعض ممن يتركون أشرطة فيديو تبثها التلفازات تؤكد عزمهم على هذا الإجراء الفظيع...
قد يقال إن الشخص في الحديث قد قتل نفسه بسبب الألم لا لسبب استشهادي أو جهادي يريد به إضرار العدو.
نقول: إن المسألة تنبني أولا وأخيرا على مبدأ حفظ النفس الذي هو أحد أهم مقاصد الشريعة وأن قتل الشخص نفسه بنفسه لا يمكن تسميته إلا بالانتحار إذا كان ينوي أن يفجر نفسه ابتداء قبل الوصول إلى غيره ،لأن نية قتل نفسه قد سبقت نية قتل غيره رغم أنها مقصودة بالعملية، فأبطل فساد النية الأولى صحة النية الثانية،كما أن فساد الوسيلة تؤدي حتما إلى فساد الغاية.
فكما حرم التداوي بالخمر رغم أنه قد يؤدي إلى الشفاء الذي غايته إبقاء الحياة لا إفناؤها كما هي الغاية من"ما اضطررتم إليه"،فإن قتل الشخص نفسه بدعوى الجهاد وردع العدو أشد تحريما من التداوي بالخمر،لأنه يلغي الحياة كلية ولا ينتج من عمله إلا الوهم والظنون وغلبة الأضرار!.
من هنا إذن،فما بني على باطل فهو باطل:والباطل والفساد هنا هو قتل الشخص نفسه قبل قتل عدوه،فلا يكون الاعتداد بعمله شرعا ولا عقلا،لأن بناءه كان على غير هدى وتقوى من الله تعالى.
إضافة إلى هذا فمفهوم القتال ينبغي أن يكون بين فاعلين متضادين عمليا قد يغلب أحدهما الآخر أو يتساويا في المعركة،وهذا المفهوم لغوي يحتكم فيه إلى اللغة العربية لغة القرآن الكريم وينبغي الوقوف عنده :" كتب عليكم القتال وهو كره لكم"وحيثما وجدت آيات الجهاد جاءت العبارة ب:"قََََََََََََاتلوا"أو:"قََتلوا "أو"قُتلوا"في صيغة المبني للمجهول أي يقع عليه الفعل من طرف الآخر وليس أنه يقتل نفسه.
في حين قد ورد في القرآن"اقتلوا أنفسكم" بخصوص بني إسرائيل كوسيلة للتوبة عما اقترفوه من عبادة العجل،يقول الله تعالى:"وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب الله عليكم إنه هو التواب الرحيم"
كان معناه الحقيقي "عن ابن جرير قال ابن عباس:أمر موسى قومه عن أمر ربه عز وجل أن يقتلوا أنفسهم،قال:وأخبر الذين عبدوا العجل فجلسوا،وقام الذين لم يعكفوا على العجل فأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضا،فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألفا، كل من قتل منهم كانت له توبة،وكل من بقي كانت له توبة"مختصر ابن كثير تفسير سورة البقرة.
فالمقاتل لا يقتل نفسه،غريزة وفطرة من الله تعالى في الإنسان لحفظ بقائه ونوعه،وإنما يدافع عنها بأقصى ما يمكن فإذا قتل يكون قد قتل على يد غيره ،من هنا يعتبر شهيدا إذا تحققت فيها شروط الشهادة ووسائلها.
أما أن يبدأ الشخص بقتل نفسه ثم ينتقل قتله إلى غيره فهذا يسمى رمي في عماية،أي أنه يدخل في حكم العشوائية القتالية الانتحارية وعدم ضبط الأهداف أو النتائج ،وهو ما لا علاقة له بالجهاد وأحكامه،وإنما يسيء صاحب هذه الفعلة إلى نفسه أولا ثم إلى مفهوم الجهاد وبالتالي يضل الناس عن حقيقة الدين وغايته في حفظ النفوس والأرواح،والأسوأ في هذا حينما تصبح هذه العمليات التفجيرية سواء كانت بشكل انتحاري أو تفخيخي في الأماكن العامة، قد أسقطت مبدأ "التزيُّل" الذي هو الأساس في الجهاد قبل الإقدام على أية معركة كما في قول الله تعالى:"لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما"أي أن تكون المعركة في مكان خال من المسلمين وكذلك خال من الأطفال والنساء وغيرهم من الضعفاء الذين لم يحملوا السلاح في وجه المسلمين ولو كانوا أعداء لأنهم معفون من القتل عند الجهاد وهذا ما لم تحققه التفجيرات الذاتية أو المفخخات أبدا.
بل إننا قد نجد الصحابة رضوان الله عليهم لم يسلموا حتى بقتل النفس خطأ ولو في الجهاد، خاصة إذا تم القتل بنفس الآلة التي يجابه بها العدو لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين حكم قتل الشخص نفسه خطأ كما في قصة عامر بن الأكوع:
"...فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر فتناول به يهوديا ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب ركبة عامر فمات منه،فلما قفلوا،قال سلمة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحبا فقال لي: مالك؟فقلت فدى لك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله،قال: من قاله؟ قلت:قاله فلان وفلان و أسيد بن الحضير الأنصاري،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:كذب من قاله،إن له لأجرين-وجمع بين إصبعيه-إنه لجاهد مجاهد قل عربي نشأ بها مثله"رواه البخاري في كتاب الأدب.
فهذه الحادثة في الحديث تبين لنا دقة مسؤولية الأرواح في الجهاد وأنه ليس هناك مجال لليأس أو الإحباط لغاية السعي إلى التدمير العشوائي للذات والغير الذي لا يعبر عن شيء، سوى مرض نفسي وتخدير فكري وشعوري ونزعة انتقامية لا علاقة لها بالجهاد أو المقاومة الشريفة بأي حال،مما يستدعي العمل على تكثيف الوعي والدروس المضادة لهذا الانحراف في المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز الإعلام الجادة والهادفة ،وإلى إجراء تحليلات نفسية واجتماعية لأسباب الظاهرة ومفرِّخاتها بهذا الشكل المؤرق الذي بدأ يعرفه العالم في عصرنا المضطرب سياسيا وإنسانيا...
قاعدة سد الذرائع لمنع التفجير الذاتي
من القواعد الشرعية الرئيسية في ضبط التعاملات الشرعية ووضعها في مكانها المناسب قد نجد مبدأ سد الذرائع الذي يقسم في علم أصول الفقه إلى قسمين :
النوع الأول ما يجب منعه وسده ،وهو كل مباح أو واجب أو مندوب أو مكروه يكون طريقا ووسيلة إلى مفسدة،فيصير حراما بالتبع لما يؤدي إليه.
النوع الثاني ما يجب فتحه والإذن فيه، وهو ما يكون طريقا إلى الواجب أو المندوب فيصير واجبا ومندوبا.
ملخص تعريف هذا المبدأ يعني إلغاء العمل ببعض الأحكام الجائزة أو المطلوبة شرعا حتى لا تكون ذريعة ووسيلة لارتكاب المخالفات الشرعية من بابها، فتقع المضادة داخل العمل الشرعي، ومن ثم تكون النتائج سلبية قد تمس عند وقوعها حتى الاعتقاد في الحكمة الشرعية رغم أنها في الأصل إيجابية ،لكن التطبيق الأخرق حولها إلى شكل سلبي تضيع معه الحكمة من تشريعه.
نظرا لخصوصية الموضوع نطرح مسألة التفجير الذاتي الذي قد يزعم البعض أو يفتوا بجوازه على محك هذه القاعدة.
فنقول:على فرض جوازه من طرف هؤلاء،وهو مستبعد لدينا بالمرة كما سبق وبينا،إنه كان من الواجب عليهم التراجع في موقفهم وإصدار فتوى صريحة تقول بمنع التفجير الذاتي تحت أي دافع وغاية ،وذلك للسلبيات والتداعيات الخطيرة الآتية:
-سوء القتلة واشتباهها بالمثلة؛ بل هي عينها،فتكرارها يؤدي إلى استسهالها والاندماج بواقعها،وهذا ضرر كبير على نفسية المسلمين المتسمة بالرحمة والتسامح والحيطة ،كما أنها تشكل خطرا على كل البشرية حينما يصبح الفعل ورده من جنسه ،كما يحدث في عدة دول وخاصة في العراق السليب والغائر الجراح.
-استحلاء صفة الغدر في القتل وهو ما نهى عنه الإسلام ولو في عز الحرب، فما بالك في أوساط المدنيين ومن ليسوا بحربيين أصلا! فكما ورد في نصوص ووصايا للأمة: يجب أن لا تغدر في جهادها وإلا رفع الله تعالى يده عن نصرها.
- استيطان منطق اليأس في النفوس وتقليد الكفار والتشبه بهم في انتحارهم رغم ما يدعى فيه ويزعم من شبهة أو إسقاط حكم الاستشهاد على التفجير الذاتي حينما يتعلق الأمر بمجابهة العدو.
-التفجير فيه عدم انتقاء للعدو من غيره وللمحارب من المسالم،وهذا يؤدي إلى إزهاق أرواح من غير مبرر أو حق.
-تشعب القناعة بالتفجير من تطبيقه في بلد الأعداء الكفار إلى بلد المسلمين لغاية أن أصبح يهدد الأحياء وأمن المسلمين، كما حدث مؤخرا بالدر البيضاء المغربية،وهذا مناقض كليا لغاية الجهاد ومقصده الذي: هو حماية أمن بلد المسلمين وإعلاء كلمة الله تعالى بالحق والعدل والتسامح كما سبق وبينا.
و-التفجير الذاتي ترسيخ لمظاهر الجبن والخور وانطماس البصيرة وليس للشجاعة أو البطولة كما يوهم المفجر الذاتي نفسه،لأن القتل قد تم غدرا وبغير مواجهة حقيقية وشريفة مع العدو،وهذا لا يعتد به في الجهاد أصلا!.
-فتح المجال للعدو إذا كان أقوى بالفتك بالمسلمين وهتك الأعراض وتدمير المعالم بدون هوادة وبمبرر التفجير الذاتي كما يحدث من طرف العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني.
بحيث أن تفجير شخص لنفسه بجانب حائط خال قد تكون نتيجته تدمير مدينة وقتل أطفال ونساء ورجال وشيوخ في مقابل لاشيء أو حتى إذا كان هناك مقابل فهو جد ضئيل لا يساوي الضحايا الذين يذهبون جراء هذه العمليات الخرقاء،وهذا ليس بجهاد ولا قتال ولا عقل ولا شرع.
-استغلال حماسة المراهقين والأطفال الذين لا يميزون مصالحهم ومصائرهم ودفعهم ذكورا أو إناثا إلى هذه الأعمال المدمرة لقيم الحياة ومقاصد الدين وسلامة الإحساس والمشاعر،وهو ما نراه تقدم عليه بعض فصائل المقاومة سواء في أفغانستان وفلسطين وغيرهما،والأدهى من هذا هو أن يعلن هؤلاء بأن العلماء قد أفتوا بجواز هذا الإجراء من دون ضبط أو تحديد للسن و الجنس...
هذه بعض التداعيات والخلفيات لهذا البلاء الذي عبرت عنه بالتفجير الذاتي لم أرد به سوى النصح لكل أفراد الأمة، بل لكل الإنسانية لكي تثوب إلى رشدها وتتراجع عن هذا الاندفاع العشوائي في سفك الدماء الذي لم يكن يقع ولو في عصور الجاهلية والجهل المطبق فما بالك حينما يصدر في زمن يدعي أهله التحضر والتقدم وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات التي لا تتجاوز الحلاقم يمرق أصحابه من الدين كما يمرق السهم من الرمية،ويضيع العقل من عقاله فلا ترى سوى الجنون واللغط واستيلاء الثلاثية المظلمة على سلوك الإنسانية شكل شبه جماعي وهي كما مهدنا :الجهل والفقر والظلم.
فهل هناك من بقية ينهون عن الفساد في الأرض بالحكم والحكمة؟! وهلا عاد الناس إلى لغة العلم وربطه بالأخلاق والسلوك للخروج من هذا المأزق الذي لم تعد تحله سياسات أو رشاوى واقتصاديات وزخارف؟.
يقول الله تعالى:"أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين".صدق الله العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.