عممت شركات النقل الطرقي الدولي إشعارات على زبنائها من المصدرين المغاربة، تفيد بإغلاق متوقع لميناء الجزيرة الخضراء بعد غد الخميس، من قبل جمعيات المزارعين الإسبان، في خطوة احتجاجية تصعيدية إزاء السياسات الفلاحية الأوروبية. وأشعرت مجموعة "ميلتزر أند مينش"، الرائد الدولي في خدمات النقل واللوجستيك، زبناءها من المصدرين المغاربة، عبر إدارة عملياتها للنقل الطرقي في المغرب، بشأن إضراب سيشل حركة ميناء الجزيرة الخضراء لمدة يوم واحد، موضحة أن "البلوكاج" الجديد سيحدث اضطرابا في وتيرة النقل خلال ما تبقى من الأسبوع الجاري، خصوصا بنهايته، متوقعة أيضا أن يتسبب في تأخر مجموعة من العمليات اللوجستيكية بين مينائي طنجة المتوسط والميناء الإسباني المذكور. وأكد هشام فجري، الكاتب العام للجامعة الوطنية لمهن النقل الطرقي واللوجستيك، في تصريح لهسبريس، أن الإغلاق المتوقع لميناء الجزيرة الخضراء بسبب احتجاجات المزارعين الإسبان سيؤثر سلبا على مصالح شركات النقل الطرقي الدولي المغربية التي ستتحول لتعويض خسائرها إلى السوق الوطنية؛ ما سيرفع وتيرة المنافسة بين الفاعلين، ويعمق المسار التراجعي لتعريفة النقل "المنخفضة أساسا"، وفق تعبيره. واعتبر فجري أن مصالح الناقلين المغاربة، خصوصا الفاعلين في النقل الطرقي الدولي، تضررت خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع أسعار "الكازوال"، التي تمثل 75 في المائة من تكاليف النقل، موضحا أن الضرر المذكور لم يستثنِ أي نمط من أنماط النقل؛ بما في ذلك الإفريقي والوطني، في ظل تنامي مستوى المنافسة واندحار الأسعار في السوق المحلية، رغم مطالب المهنيين إلى وزارة النقل واللوجستيك بضرورة إخراج برنامج ضبط تكلفة النقل واعتماد نظام "المقايسة" في القطاع. من جهته، أفاد محمد فتاش، وسيط في العمليات اللوجستيكية الدولية، في تصريح آخر لهسبريس، بأن احتجاجات المزارعين الإسبان ستؤثر سلبا على آفاق التصدير المغربية قصيرة ومتوسطة الأمد، خصوصا على المنتوجات الفلاحية الأكثر طلبا من قبل الأسواق الأوروبية؛ مثل الطماطم والفواكه الحمراء. وأوضح فتاش أن النقابات الإسبانية تراهن على استغلال موجة احتجاجات المزارعين في أوروبا، من أجل تمرير قيود جديدة على الصادرات الفلاحية المغربية التي تزاحمها على أسواق مهمة؛ مثل السوق البريطانية. ومعلوم أن العديد من النقابات الزراعية الإسبانية أعلنت، متأثرة بنظيرتها الفرنسية، عن جدول زمني للتعبئة في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بتغييرات في سياسات الاتحاد الأوروبي، وخطة احتجاجات ضد الحكومة الإسبانية بسبب الأزمة التي يعيشها العالم القروي؛ فقد أصدرت النقابات الزراعية الإسبانية الثلاث Asaja وCOAG وUPA بلاغا عن بدء مسلسل احتجاجات، شكل امتدادا لحركات في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وبولندا ورومانيا. وبلغة الأرقام، سجل حجم واردات إسبانيا من المنتوجات الفلاحية، انطلاقا من المغرب، نموا مهما بنسبة 37.1 في المائة خلال الفترة بين 2018 و2022، لتنتقل قيمة هذه الواردات من 1.537 مليار أورو إلى 2.108 مليارات؛ بينما قفز حجم مبيعات المنتوجات المذكورة، وفق حصيلة مؤقتة عن الفترة ذاتها، إلى 813 ألفا و422 طنا، أي بزيادة 193 ألف طن مقارنة مع 2018؛ ما يمثل نموا بنسبة 31.2 في المائة.