شدد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال، على أن ورش تنزيل الأمازيغية يحظى بعناية خاصة من طرف الحكومة، ويندرج ضمن أولويات العمل الحكومي، كما ثمن المبادرة الملكية القاضية بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة سنوية رسمية، مؤكدا أن الأمازيغية رافد أساسي من روافد الهوية المغربية المتنوعة. وأوضح بنسعيد، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أنه في إطار تكريس الرؤية الإستراتيجية في مجال التحول الرقمي وإصلاح الإدارة واستعمال الأمازيغية، وتطبيقا لأحكام المادة 18 من قانون مالية 2023، صدر مرسوم متعلق بتحديد أشكال وكيفيات دفع مبالغ وتقديم الدعم من صندوق تحديث الإدارة العمومية ودعم الانتقال الرقمي واستعمال الأمازيغية، وهو الصندوق الذي سيساهم في تمويل مجموعة من الأوراش. وذكر الوزير ذاته في هذا السياق تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية ذات الطابع الأمازيغي، واعتماد الأمازيغية في الإعلانات والأنشطة الخاصة بالمهرجانات، ودعم المشاريع الثقافية والفنية الأمازيغية، والحرص على التمثيلية للمشاريع الثقافية والفنية الأمازيغية داخل منظومة الدعم، واستفادة بعض أطر الوزارة من التكوين في اللغة الأمازيغية، مشددا على أن "هذا الأمر مهم، لأن الكل ينادي بحضور الأمازيغية في الإعلام، لكن لابد أن يكون هناك تكوين في هذا المجال لفائدة جميع الأطر الذين يتكلمون العربية فقط". وفي مجال التواصل، تحدث المسؤول الحكومي ذاته عن إعداد مشروع اتفاقية في إطار شراكة بين قطاع التواصل والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشأن تعزيز وتشجيع مكانة الثقافة الأمازيغية في مجال الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى تيسير ولوج المرتفقين الناطقين بها، وإدراج تدريسها في مقررات المعاهد التابعة لقطاع الاتصال. كما كشف الوزير أن اتفاقا سيجمع بين الوزارة والقناة الأمازيغية خلال الشهر المقبل، بهدف منحها إمكانيات جديدة من أجل إعادة النظر في ما يهم الإنتاجات الأمازيغية. وفي موضوع آخر متعلق بالمآثر التاريخية المتضررة من زلزال الحوز أكد بنسعيد أن الوزارة تعمل على صيانتها، مضيفا أن "أول مبادرة قامت بها الحكومة هي تأمين المآثر التي تضررت، خاصة أن بعضها متواجد وسط المدن، وكان يمكن أن تشكل خطرا على الساكنة المجاورة"؛ كما أوضح أن "70 بالمائة من هذه المآثر فتحت أبوابها، خاصة أن مدينة مراكش تعيش بالسياحة الثقافية، وبالتالي لم يكن ممكنا الاستمرار في غلق تلك المآثر"، مبرزا أن الاشتغال على الترميم متواصل، وأن هناك مؤسسة ستعنى بهذا العمل في منطقة الحوز. وقال المتحدث ذاته إن هناك ميزانية مخصصة لهذه المآثر، مشددا على أن الوزارة تسعى إلى تقوية هذا المجال بشكل أكبر كي تعرف بهذه المآثر، وتظل في بنيتها الأصلية.