في سؤال كتابي موجه إلى المفوضية الأوروبية، اعتبر تيري مارياني، نائب في البرلمان الأوروبي سياسي فرنسي عضو حزب "التجمع الوطني" اليميني، أن الأعمال الهمجية التي أقدمت عليها جبهة البوليساريو الانفصالية في مدينة السمارة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، تشكل وضعا خطيرا على استقرار المنطقة ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على استقرار وأمن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأشار النائب الأوروبي ذاته، في السؤال الذي اطلعت عليه هسبريس في موقع البرلمان الأوروبي على الأنترنت، إلى سقوط ضحايا مدنيين في هذا الهجوم الذي أعلنت البوليساريو مسؤوليتها عنه، لافتا في الوقت ذاته إلى الروابط المحتملة بين الكيان الوهمي والتنظيمات الإرهابية الإسلامية في المنطقة، مسجلا في هذا الصدد أن "عدنان أبو الوليد الصحراوي، مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، كان قد قاتل في صفوف البوليساريو". على صعيد مماثل، سجل مارياني أن الجبهة تتلقى مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي لإدارة مخيمات اللاجئين في تندوف في جنوب غرب الجزائر، متسائلا في هذا الصدد إن كانت المفوضية تبحث على ضوء هذه التطورات اعتبار الهجمات على المدنيين في السمارة أعمالا إرهابية، وإن كانت تخطط لوقف تمويلاتها ومساعداتها لمخيمات تندوف التي تسيطر عليها البوليساريو. وكان حادث السمارة الذي تبناه الكيان الوهمي في أكتوبر الماضي وراح ضحيته مواطن مغربي أعزل وجرح آخرون، وأعقبه استهداف عصابة البوليساريو إقليم أوسرد قبل أيام، قد أثار مطالب الفعاليات المدنية والسياسية المغربية بتصنيف هذه الجبهة الانفصالية ضمن قوائم الإرهاب العالمي وإلغاء المغرب المنطقة العازلة، فيما خرجت مسيرات في عدد من المدن الجنوبية للمملكة تندد بهذا العمل الإرهابي الجبان. جدير بالذكر أن ممثل البوليساريو لدى الاتحاد الأوروبي كان قد أكد مسؤولية الجبهة في هذا الحادث، وكتب في منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن "الحرب دائما ما تؤدي إلى أضرار جانبية"، فيما برر ممثلها لدى نيويورك قتل المدنيين المغاربة بالقول إن "المغرب بدوره يستهدف الصحراويين بالطائرات المسيرة"، بينما يواصل المغرب إلى حدود اللحظة سياسة ضبط النفس، رافضا الانسياق وراء استفزازات البوليساريو والجزائر اللتين تحاولان جر المنطقة إلى الحرب. وتؤكد كل هذه الأحداث التهديد الإرهابي الخطير الذي باتت تشكله هذه الميليشيات على السلم والأمن الدوليين والإقليميين، خاصة وأن مجموعة من التقارير الدولية أكدت في الآونة الأخيرة ما كانت دائما تحذر منه الرباط المجتمع الدولي بشأن الروابط القوية التي تجمع الكيان الوهمي بالجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، فيما سجل خبراء أمنيون تحدثوا لهسبريس في وقت سابق أن كل هذه المؤشرات تدفع في اتجاه تصنيف البوليساريو جماعة إرهابية، وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود الدبلوماسية لإقناع المنتظم الدولي بذلك.