عاد موضوع غياب الوزراء عن جلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب لإثارة الجدل بين الفرق والمجموعة النيابية، حيث هدد الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بالانسحاب في الجلسات المقبلة إذا تكرر الأمر، قبل أن ينبري الفريق الاستقلالي للرد عليه. وقال النائب البرلماني سعيد بعزيز، عن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، في نقطة نظام خلال الجلسة الجارية اليوم الإثنين: "بالنسبة لنا في الفريق الاشتراكي -المعارضة الاتحادية ستكون لنا آخر نقطة نظام في هذا الموضوع (عدم حضور الوزراء)". وأضاف بعزيز في نبرة أشبه بالتهديد: "سنكون مضطرين في الجلسات المقبلة إلى الانسحاب من هذه الجلسة، التي لا نأمل أن ننسحب يوما منها"، وزاد منتقدا: "اليوم يحضر معنا 3 وزراء في هذا المحور، وستلجأ الحكومة إلى المجيء بوزير من قطب آخر في الصناعة والتجارة من أجل أن يكون لدينا 4 وزراء"، مؤكدا على ضرورة "احترام هذه المؤسسة بحضور الوزراء المعنيين بالقطب المعني بهذا اليوم". كلام النائب الذي استهدف أحد وزراء حزب الاستقلال دفع فريق الأخير إلى التصدي له، إذ رد رئيس الفريق نورالدين مضيان قائلا: "لأول مرة كذلك نسمع بكلام تهديد"، معتبرا أن في القانون والنظام الداخلي والدستور مقتضيات واضحة "تتحدث عن التضامن الحكومي"، مردفا: "إذا تعذر على وزيرنا الحضور وهو في مهام وطنية خارج أرض الوطن أعتقدأنه سينوب عنه أحد الوزراء"، قبل أن يختم: "هذا اشتغلنا به لسنوات وليس لأول مرة". ولم يقف الموضوع عند هذا الحد، بل استدعى تدخلا من مصطفى الإبراهيمي، عضو المجموعة النيابية لحزب لعدالة والتنمية، الذي أكد أن الوزير "ينبغي أن يعرف أن هذه مؤسسة دستورية، وينبغي أن يحترمها ويضعها في حسبانه ولا يسافر"، الأمر الذي أثار حفيظة نواب الأغلبية الذين تعالت أصواتهم في القاعة مقاطعة له. واستدرك الإبراهيمي قائلا: "إذا كان هناك نشاط ملكي أو إستراتيجي فالوزراء لا يحضرون، أو أي شيء إسترتيجي بالنسبة للبلد 'معندناش مشكل'، ولكن هل كلهم غير موجودين في المغرب؟ ينبغي أن تحترم المؤسسة التشريعية". وأضاف النائب ذاته منتقدا رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية: "السيد الرئيس كان يحتج على الوزراء الذين لا يحضرون في السابق، ويجب أن يحتج عليهم حتى اليوم، أم إنه أصبح جزءا من الحكومة؟".