انتقدت فرق عدد من الأحزاب بمجلس النواب، غياب عدد من الوزراء عن جلسات الأسئلة الشفوية، وعدم تجاوبها مع طلبات الإحاطة التي يتقدم بها البرلمان، واعتبرت ذلك "تبخيسا" لعمل مجلس النواب و"استخفافا" به. وفي هذا الصدد، وجه رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، رشيد العبدي، ثلاث ملاحظات للحكومة؛ الأولى تخص الأسئلة الآنية "التي لا تتجاوب معها الحكومة خاصة في هذه الظرفية التي يتساءل فيها الشعب المغربي حول مجموعة من الاحداث"، واسترسل العبدي، "كان بودنا أن تكون قبة البرلمان هي الفضاء الذي تناقش فيها مثل هذه المواضيع". الملاحظة الثانية، بحسب العبدي، تخص طلب التحدث في موضوع عام وطارئ، قائلا إنها المرة الثالثة التي يتقدم فيها البرلمان بطلبات إحاطة ولا تتجاوب الحكومة. أما الملاحظة الثالثة، يضيف العبدي، "كان من المفروض أن يحضر اليوم للبرلمان 15 وزير، في حين لم يحضر سوى 3 من أعضاء الحكومة، كنا رفعنا ملاحظة لرئيس مجلس النواب ليفتح نقاشا مع الحكومة". في السياق ذاته قال رئيس الفريق الحركي، مدير مبديع، "كنا في اجتماع مع رئيس مجلس النواب هذا الصباح وأخبرنا أن الوزراء لن يستطيعوا الحضور للإجابة على الأسئلة الطارئة"، وتساءل "ما الجدوى من طرح مواضيع آنية وراهنية في ظل غياب الحكومة"، وعبر عن تأسفه. من جانبه، قال مصطفى إبراهيمي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إنه من واجب الحكومة أن تتجاوب مع البرلمان في الأمور التي تكون طارئة وعامة ، مشيرا إلى أن الأسئلة الآنية حسب النظام الداخلي يشترط فيها موافقة الحكومة أولا. من جهتها، اعتبرت رئيسة المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية، عائشة لبلق، عدم حضور الوزراء لجلساتالأسئلة الشفوية، "استخفافا" بالبرلمان. وأضافت أن مسألة غياب الوزراء طرحت في اجتماعات متعددة لرئيس المجلس مع رؤساء الفرق، و"كلفنا الرئيس للاتصال برئيس الحكومة وإبلاغه (رسالة مفادها)؛ كفى من الاستخفاف بهذه المؤسسة". وتابعت أن هناك قضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، مثل حملة التلقيح، "نفهم بأن الحكومة تتهرب من المساءلة وعليها أن تخضع للمساءلة لأن هذا لب العمل البرلماني". رئيس الفريق الاشتراكي، شقران أمام، اعتبر أن الغيابات المتكررة للحكومة عن جلسات البرلمان، يعطي إشارات سلبية "في تعاطيها مع المؤسسة التشريعية ومع الحياة العامة في بلادنا خاصة أن هناك مجموعة من الأحداث التي تشغل الرأي العام التي ينتظر منها إجابات، ويتلقى بشأنها إشاعات تزيد من الغموض". وعبر شقران عن استياء فريقه البرلماني من "تبخيس الحكومة لعمل البرلمان"، قائلا إن غياب بعض الوزراء غير مفهوم و"يسيء لمسار التحولات". في الاتجاه ذاته ذهب، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، عمر احجيرة، داعيا الحكومة إلى احترام البرلمان والتفاعل معه، و"احترام الحكومة للبرلمان هو حضورها". "الوزراء الذين يقولون إنهم ورثوا أشياء عن الحكومات السابقة، فالحكومات السابقة على الأقل كانت تحترم البرلمان وتتفاعل معه"، يضيف احجيرة، "لا يجب أن نبرمج الأسئلة حسب الوزير المتاح للحضور، بل العكس الذي يجب أن يحصل وهو استدعاء الوزراء الذين نريد أن نسائلهم".