قال مصطفى جعا، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالرباط، إن الإرادة الملكية تعد مفتاح نجاح إصلاح المنظومة الصحية، مسجلا أن هذا الإصلاح يعد من ركائز الدولة الاجتماعية. وقدم جعا، خلال حديثه في ندوة احتضنها، الثلاثاء، المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتطوان حول موضوع "الإصلاح القانوني للمنظومة الصحية.. العراقيل والآفاق ومكانة المهنيين الصحيين"، نماذج لأنظمة صحية بمجموعة من الدول، معطيا المثال بكوبا التي يقوم نظامها على مجانية الخدمات الصحية، وتركيا القائم نظامها على السياحة الصحية، متسائلا في هذا الصدد عن أي نظام صحي يحتاجه المغرب اليوم، ليؤكد أن النصوص القانونية التي تم تنزيلها وبلورتها لا تعطي فكرة واضحة عن طبيعة النظام الصحي الذي سيتم اعتماده بالمغرب. وأوضح جعا، في تصريح لهسبريس، أن هذه الندوة تهدف إلى تنوير مهنيي الصحة بخصوص الترسانة القانونية التي تهم 6 قوانين و28 مرسوما، والتي ستحتاج إلى مدة زمنية طويلة لتنزيلها، مشيرا إلى أن اللقاء شكل مناسبة لتسليط الضوء على بعض النقاط التي تكتنفها الضبابية والإجابة عن بعض الأسئلة المعلقة، من قبيل: من هم مهنيو الصحة؟ وما هي القوانين التي ستطبق عليهم؟ وما هي وضعية بعض المهنيين بالوكالة الوطنية للدم ومشتقاته ووكالة الأدوية والهيئة العليا للصحة وموظفي الإدارة المركزية؟ وحذر الباحث ذاته من التفاوتات الوظيفية التي قد تظهر مستقبلا بين مهنيي الصحة بمختلف المؤسسات وما قد تفرزه من احتقان، كما حذر من اعتماد نظام التعاقد بالقطاع الصحي، ومن الشراكة بين القطاعين العام والخاص على اعتبار أنها قد تسهم في إفراغ المؤسسات والمستشفيات العمومية، داعيا إلى ضرورة التدقيق في النصوص القانونية المنظمة والمؤطرة في هذا الباب، وعدم التسرع تفاديا للاحتقان بالقطاع الاجتماعي. وأبرز أن هذه النوعية من اللقاءات مطلوبة من أجل فتح نقاش عمومي صحي بخصوص التغيير المراد تنزيله، داعيا الجميع إلى المشاركة في النقاش قصد إنجاح تنزيل ورش المنظومة الصحية، وتفادي الإشكالات المستقبلية التي قد تحكم على المنظومة الصحية بالفشل. من جانبه قال عبد الله الملوكي، مدير المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتطوان، إن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة الندوات العلمية التي يتم تنظيمها بين الفينة والأخرى بهدف خلق فضاء للتبادل العلمي، وتقاسم المستجدات التي تهم المنظومة الصحية ومناقشتها. أما نسرين المليلي، المديرة المساعدة المكلفة بالبحث العلمي والتكوين المستمر والتعاون بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتطوان، فأوضحت أن هذا النشاط يأتي في إطار المساهمة في تنمية وتطوير ومواكبة البحث العلمي داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، من خلال تنظيم مجموعة من اللقاءات العلمية حول مواضيع مختلفة، مشيرة إلى تنظيم محاضرة سابقة تمحورت حول إصلاح منظومة التعليم العالي. وأضافت المليلي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن هذه المحاضرات والندوات تسعى إلى تقديم المعلومات الضرورية للمهنيين حتى يتمكنوا من الاندماج ومواكبة هذه الأوراش التنموية المفتوحة ببلادنا.