بعد تطوير ترسانته العسكرية البحرية والجوية، عبر تسلّمه الأسبوع الماضي لثالث "فرقاطة" بحرية متعددة التخصصات في عامَيْن من فرنسا وهولندا، واقتناء طائرات "إف 16" الأمريكية على مدار الثلاث السنوات الأخيرة، اقتحم المغرب هذه المرة الفضاء عبر شراءه لقمَرَيْن صناعيّين للرصد والمراقبة من باريس، بموجب صفقة "سرية" جرى توقيعها السنة الماضية. وبلغت قيمة الصفقة التي وصفتها صحيفة "لا تريبين" الفرنسية، ب"الاستثنائية"، نصف مليار أورو، والتي تأتي في ظل محدودية العلاقات التجارية بين الرباطوباريس في مجال الأسلحة، مقابل انفتاح المغرب على السوق الأمريكية. ويتعلق الأمر بقمرين صناعيين متخصصين في الرصد والمراقبة، من نوع "ثريا"، يتم تسليمهما على مرحلتين، جرى اقتناؤهما العام الماضي من شركتَيْن فرنسيتين، هما "Airbus Space Systems" و" Thales Alenia Space"، ليكون المغرب بموجب هذه الصفقة، من الزبناء "الأوفياء" لفرنسا في مجال صناعة الأسلحة للعام 2013، حيث جاء في الرتبة الثالثة بعد كل من السعودية وسنغافورة، الدولتان الأكثر شراءً للأسلحة من الدولة الأوربية. صفقات التسلح بين الرباطوباريس شملت أيضا شراء المغرب تجهيزات عسكرية، همّت بالأساس صواريخ مضادة للسفن من طراز "Exocet MM40 block 3"، وصواريخ أرض-جو من نوع "VL Mica"، وصواريخ مضادة للطائرات من صنف "Aster 15"، وذلك بغرض تسليح الفرقاطة المتعددة المهام، المصنعة من رائد الصناعات العسكرية الفرنسية "دي س إن إس"، وفرقاطة "سيغما"، من تصنيع "دامن" الهولندية. وكان المغرب قد عزز سلاحه البحري بتسلمه الأسبوع المنصرم فرقاطة "محمد السادس" متعددة المهام من فرنسا، وهي السفينة العسكرية التي تتميز بتكنولوجيا عالية باستطاعتها حمل 16 صاروخا من طراز "Aster 15"، و8 صواريخ " Exocet MM40"، إضافة إلى كونها مجهزة ببرج دوار وبسلاح مدفعي وطائرة مروحية. وقبل حوالي عامين، تسلم المغرب أيضا فرقاطة "السلطان مولاي اسماعيل" من نوع "سيغما" الهولندية، تتوفر على العتاد اللازم للقيام بالملاحة البحرية وحماية السلامة البحرية والمشاركة ضمن عمليات تقديم المساعدات الإنسانيّة؛ فيما تسلم قبلها بنصف عام فرقاطة "طارق بن زياد" بالمواصفات التكنولوجية ذاتها.