قدم الفنان المغربي سعيد الناصيري، مساء الخميس في ندوة صحافية بقاعة الميغاراما بالرباط، شريطه السينمائي الطويل الجديد بعنوان "نايضة..كبرها تصغار"، المرتقب عرضه بدور السينما المغربية ابتداء من ال25 من شهر أكتوبر الجاري بعد عرض ما قبل أول يوم غد الجمعة. وكشف سعيد الناصيري عقب ندوته الصحافية أن فيلم "نايضة" يعد عودة جديدة له إلى أحضان السينما بطريقة قوية بعد سنوات من الغياب، مضيفا أن العمل عبارة عن إنتاج ذاتي محض لم يتلق أي دعم عمومي وقدرت كلفته ب3 ملايين درهم. وعن سبب تسمية الشريط "نايضة..كبرها تصغار"، قال الناصيري إن فكرة العمل تدور حول إغلاق باب الحوار، "وهذا ما يعاني منه المغرب، لأن الحوار بين الحكومة والشعب، بين المسؤول والمواطن، مغلق، لذلك تقع أمور لا تحمد عقباها"، مبرزا أن هذه الفكرة كانت دائما تراوده منذ زمن طويل، وأن سيناريو العمل "يحمل مواقف كوميدية هزلية، فهو ليس دراما مائة في المائة، لأن النكتة تولد من رحم المعاناة، والجانب الدرامي سيظهر للمشاهد في الصورة والنظرة"، على حد قوله. وفي ما يتعلق بعبارة "كبرها تصغار"، أشار المتحدث ذاته إلى أنها "مستنبطة من كلام الملك الراحل الحسن الثاني، إذ كان يرددها في خطاباته برنة قوية"، موضحا أن "جميع الملوك المغاربة كانوا يتكلمون عن المغربي وأنفته وأهميته"، لذلك أراد تسليط الضوء على "أزمة الحوار بين المسؤولين والشعب". وتابع الناصري بأن "الفيلم ليس فيه بطل معين، فكل شخص فيه يجسد دورا رئيسيا، ولا يوجد دور ثانوي"، مردفا: "كل المشاركين قدموا أدوارًا رئيسية لأنه فيلم من نوع 'الكورال' يرصد قصة اجتماعية تتعلق بواقع الحياة داخل دور الصفيح بإحدى مناطق البيضاء المسماة 'كاريان الرحامنة'، وينقل معاناة الشباب المغربي من حاملي الشواهد العليا والمثقفين، كما يخاطب المسؤولين والحكومة من أجل فتح باب النقاش لإيجاد الحلول الفعالة والناجعة لمشاكل فئة هشة من المجتمع". وأبرز المتحدث ذاته أن "الفيلم يأتي في سياق غياب التواصل الحكومي مع المواطنين المغاربة حول القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة"، وأن "اختيار طرحه في هذه الفترة يأتي عقب الهشاشة على المستوى الاجتماعي"، موردا أنه "عند الحديث عن 'كاريان الرحامنة' يتم الحديث عن إشكال السكن ومحاربة دور الصفيح وفق إستراتيجية صاحب الجلالة، وهذا هو تحدي الدولة المغربية"، وفق تعبيره.