واصلت الصحف العربية ، الصادرة اليوم السبت، اهتمامها بنتائج مؤتمر (جنيف 2) حول الأزمة السورية، وبالقمة الإفريقية العادية ال22 التي احتضنتها أديس أبابا، والوضع السياسي الداخلي في كل السودان واليمن ولبنان. وهكذا سلطت الصحف العربية، الصادرة من لندن، الضوء على اختتام مفاوضات (جنيف 2) لتسوية الأزمة السوريةº حيث كتبت صحيفة (الحياة) عن نهاية الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي الائتلاف الوطني السوري المعارض والنظام في جنيف أمس، من دون تحقيق أي تقدم ملموس "أو إنقاذ مواطن سوري واحد". وأضافت الصحيفة أنه في حين وافقت المعارضة على اقتراح المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي على استئناف المفاوضات في العاشر من فبراير الجاري، طلب الوفد الحكومي وقتا لÜ "التشاور" مع رؤسائه، قبل قبول مبدأ العودة إلى جنيف. وأشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى تبادل الوفدين الاتهامات حول المسؤولية في عدم تحقيق أي اختراق في المفاوضات، مشيرة إلى تأكيد الإبراهيمي، على أن الجولة الأولى تشكل "بداية متواضعة" في اتجاه إيجاد حل للأزمة السورية، وأنها "بداية يمكن أن نبني عليها"، مشيرا إلى أن "هناك أرضية صغيرة مشتركة لعلها أكثر مما يدركه الطرفان". وقال الإبراهيمي إنه استخلص عشر نقاط من هذه الأرضية المشتركة، أبرزها أن الطرفين ملتزمان بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف للوصول إلى حل سياسي. ومن جانبها، نقلت صحيفة (القدس العربي) عن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قوله إن "موضوع الرئاسة لا يتحدث عنه اتفاق جنيف 1 أبدا، ونحن لن نتنازل عن حبة رمل واحدة". أما صحيفة (العرب)، فأشارت إلى تأكيد رئيس الائتلاف الوطني، أحمد الجربا، على أن المعارضة السورية نجحت في أن تكشف للعالم طبيعة نظام الأسد، وأنه من يقف بوجه أي حل سياسي. وفي الأردن، تطرقت الصحف لمؤتمر (جنيف 2) حول الأزمة السورية، الذي انتهى أمس دون تحقيق اختراق في مواقف طرفي النزاع، وكذا بآخر التطورات الميدانية في سورية. ففي مقال بعنوان "في الطريق إلى جنيف 3"، كتبت صحيفة (الدستور) أن "جنيف 2 انتهى بلا نجاح ولا فشل، والموعد بعد عشرة أيام في جنيف 3 ... والموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أقر بإخفاق الوفدين السوريين في الوصول إلى أي اتفاق حول أي قضية"، متسائلة "كيف يمكن البناء على جنيف 2، وما الذي يمكن أن يجعل جنيف 3 مختلفا¿". وأضافت أن "عشرة أيام ليست مهلة طويلة أو كافية لإحداث تغييرات جوهرية ... لكن نقطة البدء في مسار التحضير لجنيف 3 يجب أن تبدأ من إعادة النظر في تشكيلة الوفد السوري المعارض غير المقنع، وتصحيح الخلل الذي ترتب على تغييب إيران عن جنيف 2"، معتبرة أن "الطريق إلى الحل السياسي في سورية، يجب أن ينطلق من طهران كذلك، وليس من أنقرة والرياض وبغداد وعمان وبيروت وحدها". وفي مقال آخر بعنوان "النظام السوري في مأزق جنيف2"، قالت الصحيفة إن "حتى أشد المتفائلين لم يتوقع بأن جنيف-2 سيؤدي إلى حل المعضلة السورية، فما يجري في هذا البلد ذي الموقع الحساس وصل إلى مستوى من التعقيد لم تبلغه أية ثورة في ربيع العرب، كما أن ارتباطه بقضايا أخرى، منها المسألة النووية الإيرانية، وقبلها الكيماوي الذي يجري تسليمه تباعا، وقبل ذلك وبعده، ارتباطها المحوري بالصراع العربي الصهيوني، يجعل الحل النهائي أبعد مما يتصور كثيرون، فكيف حين نضيف إلى ذلك كله ذلك التناقض بين القوى السياسية وبين القوى العسكرية، وقبل ذلك التناقض بين القوى السياسية ذاتها، وبين الفصائل العسكرية أيضا، والذي بلغ مستوى الاقتتال، كما في الأسابيع الأخيرة¿". وبخصوص التطورات الميدانية، أشارت صحيفة (الغد) إلى "قيام نظام بشار الأسد بمحو أحياء كاملة من الوجود في دمشق وحماة، لا لسبب إلا معاقبة أهلها باعتبارهم مؤيدين للثورة السورية"، مضيفة أن "كل ممارسات النظام وفظائعه معروفة في حق السوريين على امتداد عقود، إلا أنها تظل مبررة تماما لشبيحته وأنصاره، باسم المقاومة والممانعة". وفي قطر، تطرقت الصحف لمجريات مفاوضات مؤتمر (جنيف 2) لحل الازمة السورية، محملة وفد نظام دمشق مسؤولية فشل الجولة الأولى من هذه المفاوضات، ومطالبة الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة لإنقاذ هذا المؤتمر، الذي يعد بارقة الأمل الوحيدة لإخراج الازمة السورية من عنق الزجاجة. فتحت عنوان "النظام أفشل (جنيف 2 ) " قالت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، "أخيرا كشف وفد النظام السوري عن عدم جديته خلال جلسات مؤتمر (جنيف2 ) بإصراره على طرح قضايا هامشية، وتجاوز القضايا الأساسية التي تعبر عن نبض الشارع السوري، ولذلك فقد قاد بإصرار شديد إلى إنهاء المحادثات والتسبب في فشلها بنتائج لم تذكر". وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي "بأن يكون جادا ليس بالضغط على النظام السوري فقط، وإنما بإجباره على القبول بشروط المؤتمر، ومن أهمها إلزامه بمقررات (جنيف1) التي توافق عليها الجميع كإطار رسمي لمناقشات الوفدين في (جنيف 2)"، مبرزة أن إفشال وفد نظام دمشق لجلسات مؤتمر (جنيف2 ) "ما كان ليتم لولا تراخي المجتمع الدولي تجاه مماطلات ومحاولات شراء الزمن التي يقوم بها النظام" . بدورها، حملت صحيفة (الشرق) نظام الأسد ووفده المسؤولية عن الفشل في إحراز تقدم في الجولة الأولى من محادثات جنيف وعن المحصلة المتواضعة التي خرجت بها، متوقعة أن تضع الجولة المقبلة والتي جرى تحديد موعدها في العاشر من فبراير الجاري "وفد النظام في مواجهة لحظة الحقيقة وبحث القضية المركزية المتعلقة بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي". وخلصت الصحيفة إلى القول إن "النظام السوري استفاد خلال الفترة الماضية من الانقسام الدولي في محاولته للتشبث بالسلطة، غير ان الوضع بدأ يتغير في ما يبدو بعد أن أصبح المجتمع الدولي موحدا أكثر من ذي قبل إزاء عملية السلام في سورية، وهو أكثر استعدادا للضغط على الأطراف ودفعها لتنفيذ عملية الانتقال نحو سورية الجديدة". وفي افتتاحيتها تحت عنوان "جنيف 2 وضرورة إقرار حلول عادلة"، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن الحصيلة المتواضعة للجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي المعارضة السورية والنظام عبر (جنيف 2 ) "تطلق تحذيرا واضحا بضرورة التدخل المكثف من قبل الأطراف الدولية والاقليمية المؤثرة لإنقاذ مؤتمر (جنيف2 ) الذي أحاطت به الكثير من الآمال والتطلعات من قبل الشعب السوري، بعد أن أسفرت أعوام الازمة الثلاثة عن خسائر فادحة في الأرواح". وبعد أن سجلت أن الجولة الأولى "لم تفلح في فرض ما كان متوقعا، من وقف إطلاق النار بشكل فوري، للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية في عدة مناطق ومدن، في مقدمتها حمص القديمة، التي تعاني حصارا بالغ السوء"، دعت الصحيفة "المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف أكثر حسما لإقرار الحلول العادلة التي يرتجيها الشعب السوري بأسره". وفي مصر، ركزت الصحف بدورها على التطورات التي يشهدها مؤتمر جنيف "2" والعلاقة المصرية الليبية في ظل الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الليبي إلى القاهرة. ففي الشأن السوري، وتحت عنوان "الجولة الأولي من جنيفþ2:þ لم ينجح أحدþ..!" كتبت جريدة (الأهرام) أنه عقب أسبوع من المفاوضات الصعبة،þ انتهت أمس الجولة الأولي من جنيفþ-2þ بين النظام والمعارضة السوريين دون تقدم يذكر نحو إيجاد حل سياسي للحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، مضيفة أنه من المقرر أن تعود الحكومة السورية والمعارضة إلي جولة ثانية من المحادثات في عاشر فبراير الحالي. ونقلت الصحيفة عن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي إلى سورية، إعلانه أن هذه الجولة يمكن الخروج منها ببعض الخلاصات والدروس من أجل عمل افضل في الجولة المقبلة، معتبرا أن هذ الجولة تشكل بداية "متواضعة جدا" في اتجاه إيجاد حل للازمة، لكنها "بداية يمكن أن نبني عليها". وبخصوص العلاقات المصرية الليبية، أشارت (الأهرام)، في مقال لها، أن مصر تدرك، على مختلف مستوياتها، مدى أهمية تطوير العلاقات مع ليبيا لأسباب عديدة، خاصة أن البلدين يمران بمرحلة انتقالية مشتركة بعد نجاح ثورتيهماþ. وأضافت أن "مصر تؤمن أن أمن ليبيا هو البعد الاستراتيجي لأمن مصر ولم ولن تسمح لأي جهة أو أشخاص أن تكون في يوم من الأيام مصدر قلق يزعزع الأمن في ليبيا لأن ذلك سوف يؤثر على مصر قبل ليبيا". وأشارت إلى أن "التوتر عاد من جديد للواجهة في العلاقات الليبية المصرية بعد أن قامت مليشيات مسلحة باختطاف المستشار الثقافي وخمسة من العاملين بالسفارة المصرية، وقامت الحكومة المصرية بسحب كامل أعضاء بعثتها الدبلوماسية في طرابلس وبنغازي، وجاء التصعيد في وقت يمر البلدان بمرحلة مهمة وصعبة أمنيا وسياسيا ليضع العديد من التساؤلات حول العلاقة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية قوية تمتد الي مئات السينين. وفي موضوع ذي صلة، كتبت جريدة (المصري اليوم) أن المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء المصري، حازم الببلاوي، مع نظيره الليبي أمس تركزت حول تأمين الحدود بين البلدين ومنع تهريب السلاح، بالإضافة إلى التعاون المشترك. وأشارت إلى أن المسؤول الليبي أكد أنه "لا يستطيع إعطاء ضمانات حول تكرار أزمة اختطاف الديبلوماسيين المصريين"، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تحاول معالجة الأمر". وفي السودان، انصب اهتمام الصحف على القمة الإفريقية العادية ال 22 التي احتضنتها أديس أبابا، والوضع السياسي الداخلي. وهكذا، كتبت صحيفة (الانتباهة) أن القمة الإفريقية اعتمدت، في ختام أشغالها، عددا من القرارات، في مقدمتها، تشكيل قوة افريقية تشارك فيها عدد من الدول للتدخل السريع، تحت لواء الاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى أن القرارات الأخرى شملت إدماج الشباب والتدريب وتحقيق أهداف الألفية للتنمية وتعزيز مكانة المرأة ورفع دور الشباب، مع التركيز على أهمية الأنظمة التربوية والتعليمية في تلبية حاجات السوق وحاجيات القارة. وتوقفت صحيفة (المجهر السياسي) عند الاجتماع الذي عقدته مجموعة دول شرق إفريقيا (إيغاد)، على هامش أشغال القمة الإفريقية، بشأن الأوضاع في دولة جنوب السودان، مبرزة أن أعضاء المجموعة دعوا بالمناسبة السلطات في جوبا إلى الإفراج عمن تبقى من المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا على خلفية المحاولة الانقلابية الأخيرة، كما دعوا أطراف النزاع إلى الالتزام باتفاق وقف أعمال العنف وسحب القوات المتصارعة من مسرح العمليات. ولاحظت صحيفة (الصحافة)، من جانب آخر، أنه "لأول مرة منذ خمسين عاما تغيب فيها مصر عن أعمال قمة الاتحاد الإفريقي بعدما أعلن الاتحاد تعليق عضويتها بسبب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي"، مشيرة، استنادا الى أراء بعض المحللين، الى أن تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي سبب العديد من المشاكل الإقليمية للسلطة الحالية، وهو ما يصعب من حل مشكلة مياه النيل مع إثيوبيا على سبيل المثال. وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة (التغيير)، عن مصدر مسؤول بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ترحيبه بردود الفعل الأولية الصادرة عن القوى السياسية تجاه الخطاب الأخير للرئيس البشير، رئيس المؤتمر الوطني، والتي انصبت كلها على إضافة جديدة ومقترحات لآليات الحوار الوطني، مبرزة، وفقا للمسؤول الحزبي، أن لقاء بين الرئيس البشير وقادة القوى السياسية بالبلاد، سيعقد قريبا لبحث كافة القضايا الوطنية التي طرحها الحزب والتشاور حولها، ومن تم بلورة آلية متفق عليها. أما صحيفة (اليوم التالي) فقد أشارت، في السياق ذاته، الى أن رئيس حزب الأمة الوطني، الصادق المهدي، ورئيس حزب (الإصلاح الآن) عازي صلاح الدين اتفقا، خلال أول اجتماع يعقد بين الحزبين المعارضين، على ضرورة تطابق وجهات النظر بشأن بلورة "مرتكزات وطنية للخروج من نفق الأزمة"، وأن الاجتماع أفضى أيضا إلى تشكيل غرفة عمليات بالتشاور مع بقية القوى السياسية للدعوة إلى تنظيم ورشة عمل مهمتها الاتفاق على المطالب الشعبية وتحديد آليات تحقيقها والتوقيت المطلوب لإنجازها . وفي اليمن، تطرقت الصحف إلى الهجوم الذي شنه مسلحون، أمس، على نقطة عسكرية في مدينة شبام حضرموتجنوب شرقي اليمن، وعلى احتدام المواجهات بين الحوثيين وقبائل حاشد في شمال البلاد، وأيضا على هجوم مجهول المصدر بصاروخ على سفينة تابعة لشركة (طوطال) الفرنسية في ميناء بلحاف النفطي غربي البلاد. وفي هذا الإطار، أبرزت صحيفة (الثورة)، تحت عنوان "جمعة دامية في شبام حضرموت"، أن هذا الهجوم "الإرهابي" أدى الى مقتل 18 جنديا، ونقلت عن محافظ حضرموت، خالد سعيد الديني، قوله إن "الجريمة الإرهابية استهدفت جنودا من اللواء 37 مدرع اثناء عودتهم من صلاة الجمعة"، مؤكدا أن "الجهات المختصة في المنطقة باشرت عملية الملاحقة والتحقيق للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة". وعلى عكس ما كان يعتقد من أن العملية من تنفيذ عناصر تنظيم القاعدة، ذكرت صحيفة (أخبار اليوم) أن قناة (عدن لايف) التلفزيونية أعلنت عن تبني الحراك الجنوبي الانفصالي المسلح التابع لسالم البيض للجريمة، مشيرة الى أن "نشطاء وحقوقيين طالبوا بإقالة وزير الدفاع"، بينما "طالب أقارب الشهداء الرئيس بردع مرتكبي الجريمة". أما بالنسبة للوضع في شمال البلاد، فأبرزت (أخبار اليوم) مصرع نحو 60 من مسلحي الحوثيين، بينهم أحد قادتهم و4 قناصة وإحراق دبابة في معارك ضارية بينهم وبين رجال قبائل حاشد في محافظة عمران، مؤكدة أن مقاتلي القبائل أحرزوا تقدما غير مسبوق على مسلحي الحوثيين، حيث تمكنوا من الوصول الى مواقع استراتيجية في المنطقة. وعلى صعيد آخر، أفادت صحيفة (اليمن اليوم)، استنادا الى مصدر عسكري، بأن عناصر مجهولة أطلقت صاروخ (لو) باتجاه باخرة لنقل الغاز تابعة لشركة طوطال الفرنسية كانت راسية بميناء بلحاف، مشيرة الى أن الصاروخ سقط على بعد أمتار منها ولم يتسبب بأية أضرار وأنه "لو سقط على السفينة لحدثت كارثة بشرية ومادي وبيئية كبيرة".