"المغرب أرض حرة .. الصهيوني يطلع برا"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "الشعب يريد إغلاق مكتب الاتصال"، شعارات رددها آلاف من المغاربة الذين حجوا من مختلف المدن دعما للشعب الفلسطيني وتنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية على غزة في مسيرة ضخمة بالعاصمة الرباط. العلم الإسرائيلي يحرق والأمريكي يداس المسيرة التي قادتها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" و"الجمعية الوطنية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، انتقلت من شعارات دعم الشعب الفلسطيني وحركة حماس إلى المطالبة بوقف عملية التطبيع بين الرباط وتل أبيب، وطرد القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط في أقرب وقت، مع حرق العلم الإسرائيلي والدوس بالأقدام على العلم الأمريكي أمام قبة البرلمان. في مقدمة المسيرة حضرت قيادات يسارية وأخرى إسلامية إلى جانب عدد من الحقوقيين، يتوسطهم جمال الشوبكي، سفير فلسطين بالمملكة المغربية، الذي قال إن " هاته المسيرة تلبية لحاجة الشعب الفلسطيني المقهور إلى صف وصوت عربي واحد ضد العدوان الإسرائيلي". نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، التي كانت حاضرة في مقدمة المسيرة، قالت إن "هاته المسيرة التي يشارك فيها الشعب المغربي من كل جهات المملكة، هي من أجل التنديد بالعدوان الإسرائيلي على إخواننا في غزة". وأضافت منيب، في تصريح لهسبريس، أن "القوات الإسرائيلية المحتلة تقوم بقتل المئات من الأطفال والشهداء، وتدمير شامل لمنازل المدنيين، مع منع دخول المساعدات وقطع الماء والكهرباء". وأوردت القيادية اليسارية أن "القوات الإسرائيلية تقيم حصارا غير مسبوق على الإخوة الفلسطينيين"، مبينة أن "مسيرة الشعب المغربي تأكيد على موقفه المتضامن بدون شروط مع القضية الفلسطينية العادلة". وأشارت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد إلى أن "المنتظم الدولي عليه أن يتحمل كامل المسؤولية في وقف الحرب على قطاع غزة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". ودعت منيب من سمته "المنتظم الدولي المتواطئ مع الاحتلال" إلى "استحضار ضميره، ووقف ممارساته المفضوحة في وقف الإعانات إلى شعب غزة". وفي الأخير، وجهت المتحدثة ذاتها دعوة إلى "الدولة المغربية من أجل وقف مسلسل التطبيع مع إسرائيل، وإغلاق مكتب الاتصال الذي يشرف عليه ديفيد غوفرين، مع إعادة الأخير من حيث أتى"، قائلة إن "الشعب المغربي أكد هاته الدعوة في مسيرة اليوم". وقف التطبيع وطرد غوفرين من جانبه، قال أحمد المرزوقي، حقوقي معتقل سابق بتازمامارت، إن "هاته الحناجر التي تصيح باسم فلسطين، هي رسالة واضحة على حجم الدعم القوي الذي يحمله الشعب المغربي في دمه تجاه القضية الفلسطينية العادلة". وأضاف المرزوقي، في تصريح لهسبريس، أن "موقف الغرب من دعم إسرائيل مخز ومشين، بحيث يدعم قوة محتلة في قتل شعب أعزل"، مبينا أن "موقف العرب، وخاصة المغاربة، واضح تجاه مسلسل التطبيع الذي يجب أن يقف عند حده تجنبا لأي نتائج وخيمة". ومن بين القيادات الإسلامية التي حضرت المسيرة، عبد الرحيم الشيخي، الرئيس السابق ل"حركة التوحيد والإصلاح"، الذي شدد على أن "مسلسلة التطبيع مع تل أبيب يجب أن يتوقف في الحال". وصرح الشيخي لهسبريس بأن "المطبعين مع الكيان الإسرائيلي قلة نشاز داخل المجتمع المغربي الذي يتنفس القضية الفلسطينية، ويرفض أي عدوان على الإخوة في غزة". وأشار القيادي الإسلامي إلى أن "من يعتقد أن المغاربة نسوا مسألة التطبيع مع إسرائيل، عليه أن ينظر إلى حشود المغاربة اليوم، الذين قدموا من مختلف الأطياف دعما للقدس، ورفضا لبقاء ممثل مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط". عبد العزيز العماري، قيادي بحزب العدالة والتنمية، الذي حرص على ترديد شعارات وقف التطبيع مع إسرائيل، قال إن "موقف الشعب المغربي من التطبيع واضح، واليوم نحن نرى التأكيدات فقط". وأورد العماري لهسبريس أن "إسرائيل تهجر الشعب الفلسطيني، وتقيم محرقة في حقه، والشعب المغربي خرج اليوم للتأكيد على موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية". فتح الله أرسلان، قيادي بحركة العدل والإحسان الإسلامية، قال إن "التطبيع مع إسرائيل يجب أن يتوقف اليوم قبل غد، لأن الشعب المغربي ضد تقتيل الإخوة الفلسطينيين وتهجيرهم". وأضاف أرسلان أن "الشعب المغربي عاد من جديد للتأكيد على موقفه الثابت وغير المتغير تجاه دعم القضية الفلسطينية ورفض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة". ورافقت المسيرة الضخمة أغاني وشعارات المقاومة الفلسطينية، ومظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني، من بينها ورشات للرسم خاصة بالأطفال، فيما تم تعليق العلم الإسرائيلي وحرقه أمام قبة البرلمان وسط هتافات الإشادة من قبل المتظاهرين.