هدّد زعماء بارزون وقادة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في العراق واليمن باستهداف المصالح الأمريكية، إذا تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل في صراعها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة. تأتي هذه التعليقات وسط دعم قوي من الولاياتالمتحدة لرد إسرائيل على هجمات "حماس"، وتعهدها بتقديم المزيد من الذخائر لها على وجه السرعة، ونشرها مجموعة حاملة طائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط. وفي اليمن، حذر زعيم حركة الحوثي القوية، اليوم الثلاثاء، من أن الجماعة سترد على أيّ تدخل أمريكي في غزة بطائرات مسيرة وصواريخ وخيارات عسكرية أخرى. وقال إن الجماعة مستعدة لتنسيق التدخل مع أعضاء آخرين فيما يسمى "محور المقاومة"، الذي يضم فصائل شيعية مدعومة من إيران في العراق وجماعة حزب الله اللبنانية التي دخلت المعركة بالفعل. وتتصدى حركة الحوثي اليمنية لتحالف تقوده السعودية منذ 2015 في صراع أودى بحياة مئات الآلاف واستهدفت أثناءه أصولا استراتيجية في الخليج، كان أبرزها منشآت طاقة في السعودية. ويتمتع اليمن بهدوء نسبي منذ عام، مع اكتساب مفاوضات السلام قوة دافعة. وفي العراق، هدد السياسي هادي العامري، صاحب النفوذ، باستهداف المصالح الأمريكية في تصريحات أدلى بها خلال تجمع عشائري في العاصمة. وقال العامري، وهو شخصية رئيسية في تحالف حزبي يدعم الحكومة العراقية، إن "موقفنا واضح، وعلى الأمريكان أن يفهموا بوضوح إذا تدخلوا نتدخل. إذا تدخلت أمريكا في هذه المعركة، فكل الأهداف الأمريكية سنعتبرها حلالا ونستهدفها ولا نتردد في الاستهداف... عليهم أن يوقفوا الدعم لهذا الكيان الصهيوني". ويقود العامري، المقرب من إيران، منظمة بدر؛ وهي جماعة سياسية شيعية تدعمها طهران، وتشكل جزءا كبيرا من قوات الحشد الشعبي العراقية شبه العسكرية التي تضم فصائل عديدة مدعومة من إيران. وأعربت قوات الحشد الشعبي عن دعمها المطلق للفصائل الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل، وقالت الحكومة العراقية إن العمليات الفلسطينية نتيجة طبيعية للسياسات القمعية التي تمارسها إسرائيل. ودأبت فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران، في السنوات الماضية، على استهداف القوات الأمريكية في البلاد وسفارتها في بغداد بالصواريخ. وتوقفت هذه الهجمات في الآونة الأخيرة؛ فيما قال مسؤولون عراقيون ومصادر في الفصائل إنها هدنة لم يتم اختراقها منذ العام الماضي في وقت يتمتع فيه العراق بهدوء نسبي. وللولايات المتحدة حاليا 2500 جندي في العراق و900 جندي آخرين في سوريا، في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في قتالها مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في عام 2014 على مساحات شاسعة من أراضي البلدين.