مرحبا، أريد أن أخاطب مباشرة الفرنسيات والفرنسيين، لأقول لهم إن المغرب ولما تعرفه فرنسا هذه الأيام من هجوم شرس لبق الفراش الذي طرد الناس من بيوتهم، ودفعهم لرمي أفرشتهم في الشوارع والأزقة، التي احتلها البق عنوة وبدون سابق إنذار، بل هجم واحتل كذلك وسائل النقل من قطارات الأنفاق والقطارات وحافلات النقل، بل احتل المدارس والكليات وكل المرافق العمومية والخصوصية في الجمهورية. تفكيرنا خاصة في الأطفال وعائلاتهم والمصابين من لسعات البق فرنسيين وأجانب، نقول هذا لانشغالنا بكل العائلات التي لديها روابط بين المغرب وفرنسا ومصيرها المشترك. المغرب يقف متحدا إلى جانبكم. في هذه الأوقات الأليمة، ولكن أيضا هي فرصة للتحرك والتضامن. سأقول كلمة بسيطة، لقد تابعت الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية، جدل لا معنى له. نحن هنا لدينا الإمكانيات لتقديم المساعدة إنسانيا ومباشرة، وبالتأكيد يعود لرئيس الجمهورية ولحكومة فرنسا تنظيم المساعدات الخارجية، بالتأكيد نحن نحترم اختيارهم وقرارهم السيادي. إنه ومنذ اللحظات الأولى وحين تناهى إلى علمنا ما تشهده الجمهورية من مأساة وما يعيشه الشعب الفرنسي من رعب وخوف، كان هذا تصرفنا العادي، وبناء عليه فإن كل هذا الجدل بالتشكيك في قدرات وإمكانيات المغرب يهدف للتفرقة وتعقيد المسائل في هذه اللحظات المأساوية. نحن إلى جانبكم عبر تمويل شركات مبيدات الحشرات التي تدخلت منذ اليوم الأول ميدانيا، وسنتابع ذلك بأنفسنا خلال الأيام المقبلة. ونحن هنا لمد يد المساعدة على المستوى الإنساني والطبي، ولإعادة الناس إلى بيوتهم ونقدم المساعدة المغربية في كل الميادين وعلى كل المستويات التي يرى الشعب الفرنسي وسلطاته أننا ذوو فائدة. نحن بجانبكم اليوم كما غدا. (*) أستاذ جامعي