بعد الإعلان الفرنسي عن الخروج المذل لجيشها من بعض دول إفريقيا ها هي حكومتها تعقد اجتماعا طارئا لمواجه جيوش "البق" الذي غزا كل التراب الفرنسي واستعمر عاصمتها باريس، حيث سيطرت حالة من الغضب على الرأي العام الفرنسي إثر اجتياح البق لكل المرافق العامة في عاصمة الأنوار التي أحال البق ليلها إلى نهار، الأمر الذي دفع وزير النقل الفرنسي "كليمنت بون" إلى الإعلان عن اتخاذ "إجراءات أساسية"، ولكن بهذا التعبير الفضفاض لم ينتظر البق ويمهل سعادة الوزير الفرنسي في اتخاذ ما يراه من التدابير والإجراءات الأساسية أو الثانوية بل واصل غزوه والانتشار. وهو ما دفع الفرنسيين والفرنسيات إلى الدخول في موجة من الهلع والخوف "بق فوبيا" عبر نشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي توثق انتشار البق في دور السينما ووسائل المواصلات. وأدى انتشار البق إلى بروز نقاش في فرنسا -(النقاش البقي)- بعد أن دعت بلدية باريس إلى التصدي لهذه الحشرات، قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها المدينة السنة المقبلة 2024 وهي الدورة التي أصبحت في كف عفريت بل متوقفة على روح بقة ومصيرها. كما وصف نائب عمدة باريس إيمانويل جريجوار "الظاهرة البقية" بأنها "واسعة النطاق"، ولا يوجد أحد في مأمن، ومن الواضح أن هناك عوامل خطر محدقة بفرنسا وبالشعب الفرنسي. وفي الواقع إن هذه اللعنة التي أصابت فرنسا في عهد الرئيس الحالي ما هي إلا واحدة من اللعنات التي أصابت الجمهورية بعد أحداث ضواحي باريس المؤلمة سنة 2008، وأحداث ما عرف باحتجاجات أصحاب السترات الصفراء سنة 2018 وما شهدته فرنسا مهد ثورة 1789 والتي كانت قد رفعت شعار: "الحرية، المساواة والأخوة" (L.E.F) ها هي اليوم تقمع للحريات وتنتهك حقوق الإنسان والمواطن وتعتبر المهاجرين واللاجئين هم من سهلوا دخول جيوش البق لفرنسا، هذا إلى جانب أحداث العنف والشغب الذي شهدته على إثر الاحتجاجات على مقتل شاب برصاص شرطي خلال عملية تدقيق مروري سنة 2023، وليهجم البق بجيوشه الجرارة ويحتل غرف الفنادق ومقطورات وسائل النقل العمومي من قطارات وحافلات وقطارات الأنفاق في بحر هذه السنة، فهذه لعنة ويا لها من لعنة، لهذا نخاطب الشعب الفرنسي باللجوء للمغرب ولمراكش الحمراء باعتباره بلدا آمنا.