من كسر قدميك يا وطني وأعجزهما عن خطوات السير؟ من يا وطني فقأ عينيك وجعلك كسيحا بلا قدمين؟ "" بإرادة من أصبحت يا وطني مقصوص اللسان ، بدون كلمات وسُرق منك النطق ، وأُخرس منك المنطق. من يا وطني حوّل حياتك بؤسا وأغرقها في بحر من اليأس، من نصب نفسه ربانا ،وسرق كل حمائل سفنك ، وأسر الركاب ،وقتل منهم من قاوم قرصنتك؟؟ يا وطني لقد عجز الكل عن تحطيم سدود اليأس، وتكسير حجارة السجن. من يا وطني وضع الأغلال بيدنا وكمم أفواهنا وقطع ألسنتنا وصم أذاننا، وجعلك لا تسمع ندائنا؟ فما كنت يا وطني عارا، ولكن شيم كفار الأوطان وأبناء المكر والخداع، حولوك لضيعة مليئة بالفجار . ومع ذلك ستعيش وستحيا دوما بالأحرار، و من خان وباع ، من غدر وغش ، ومن حنث يمينا ضد الأوطان ،سيلقى الذل والهوان. أيها الوطن ، إن الشعب مُلتحم بإسمك، الوطنيون ينادون بصوتك، المهاجرون يفتخرون بصورك، ضحايا البرد تجمدوا تحت صقيع الثلوج بشعار مملكتك، أموات البحار بعد مماتهم عانقوا تربة ضيعتك. ضحايا سيدي إفني يفتخرون براية أجدادك، الجائع يفتخر بنعمتك، المناضلون المسجنون ينتظرون عفوك،. من أذلتهم يفتخرون بعزتك ومن خانوا الوطن فشلوا لصمد رعيتك. شرفاء الوطن تلقوا ضربات من طرف زبانيتك لكنهم هتفوا لحياتك. ومع صبر ووطنية كل هؤلاء تعمدت أيها الوطن أن تبيع لحوم نسائك، وتهتك بعرضك وتلقي في السجون والمصحات أبنائك، وتفرق من صنعوا بالأمس أمجادك . بعد أن كنت جبارا أصبحت هشا تهاب الصغير قبل الكبير. الوطني أصبح داخلك يا وطني خائنا وملعونا أو إنفصاليا منبوذا ، ويعبث البعض فيك يا وطني مستفيدا من حماية الدولة والقانون وحتى الجنون. يا وطني الشعب يحيا بوعود، والفقر فيك موعود، أين هو الأمان وأين الرفاهية والحنان والبعض فيك عريان وجوعان ووحلان، الوطنيون لا يريدون ديمقراطية ولا شعارات وهمية بل يريدون كرامة وحرية وتساوي في الوطنية. أصبح أبنائك يا وطني مطردون ومرفضون وفي داخلك مقيدون. أصبحت يا وطني مريضا، ضعيفا ...وما عرفنا الخلل ... إن كان في النظام نقول أيّ وطن صنعت أيها النظام وإن كان في الشعب نسأل ما هي جنايتك أيها الشعب الغلبان ؟ * مهندس وباحث من أمريكا [email protected] [email protected]