أرجو الله تعالى الرحمة والمغفرة لشهداء ضحايا الزلزال، والشفاء العاجل للمرضى والجرحى. ونتقدم بتعازينا الصادقة القلبية الحارة للشعب المغربي المضياف المعطاء الكريم، وللملك محمد السادس، الذي ضرب أروع الأمثلة للقيم الإسلامية والإنسانية النبيلة بزيارته المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمراكش، حيث تفقد الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال الأليم الذي خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة في العديد من جهات المملكة. وهكذا، زار الملك مصلحتي الإنعاش واستشفاء ضحايا الزلزال، حيث استفسر عن الحالة الصحية للأشخاص المصابين، وكذا عن الخدمات الصحية المقدمة لهم من لدن الفرق الطبية المعبأة إثر هذه الكارثة الطبيعية الفادحة. وتأتي هذه المبادرة الملكية، التي تشكل دعما معنويا كبيرا للمصابين وذويهم، لتعزز مختلف المبادرات والإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الصدد، تنفيذا للتعليمات الملكية لإنقاذ ومساعدة ومواكبة الأشخاص المتضررين من زلزال الحوز. وبهذه المناسبة، تفضل الملك بالتبرع بالدم؛ وهي التفاتة كريمة تجسد العناية الملكية، وتعبر عن تضامنه الكامل وعطفه على الضحايا والعائلات المكلومة. هذه الالتفاتة الملكية تركت أصداء طيبة في العالم العربي والإسلامي، كما استحسنها الإعلام الدولي الذي جعل زلزال المغرب في الصدارة على صفحات المجلات الدولية وشاشات الفضائيات العالمية. وهذه ليست المرة الأولى التي يختلط فيها دم ملك بدم الشعب، بل اختلط مرارا وتكرارا، حتى أصبح دمه يجرى في كل الشرايين الدموية للشعب المغربي، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. هنا يتجلى وينكشف سر المحبة الكبيرة التي يكنها شعب المغرب لملكه، لأنهم يعتبرونه بمثابة الأب الروحي لهم، يرعى شؤونهم الدينية والدنيوية، ويقف معهم وإلى جانبهم في السراء والضراء. ها هو جلالته حفظه الله تعالى مرة ثانية وثالثة مستلقياً على سرير المستشفى والخراطيم الطبية تخرج من يده ساحبة عينة من دمه الشريف التي ستدخل في أجساد محتاجيها من المصابين والمرضى والجرحى من أثر الزلزال المدمر الذي أصاب المملكة المغربية الأسبوع الماضي، حماها الله من كل سوء وشر. ختاما، أقدم شكري وامتناني لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى، كما أشكر جميع المغاربة، والشكر موصول كذلك لجميع الدول العربية والخليجية والإسلامية ودول العالم كله؛ وجازاكم الله عنا خير الجزاء عن تضامنكم وهباتكم ومساعداتكم ومحبتكم لنا، ودمتم في حفظ الله ورعايته، ولا أراكم الله أي مكروه في دولكم وأوطانكم وأسركم وأصدقائكم وأحبابكم.