قال شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأوّلي والرياضة، ممثلا للحكومة المغربية: "إن تنظيم الملتقى العالمي العاشر لجيومنتزهات اليونسكو بمدينة مراكش يعكس لا محالة ريادة بلادنا في النهوض بالتراث اللامادي للمنتزهات الجيولوجية، والمناطق الجبلية بكافة مكوناتها الطبيعية والثقافية والتاريخية"، مضيفا: "تعد المنتزهات الجيولوجية ثروة طبيعية ثقافية تلعب دورا أساسيا في التنمية المستدامة في المناطق التي تحتضنها، ومجالا جغرافيا غنيا بالمواقع الأثرية والمناظر الخلابة ذات الأهمية الجيولوجية العالمية، مشغولا بالمفاهيم التي تراعي الحماية والتعليم والنماء الدائم". وفي كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية للملتقى العالمي العاشر لجيومنتزهات اليونسكو، الذي ينظم بكل من مراكشوأزيلالوبني ملال، تحت رعاية الملك محمد السادس، على مدى أسبوع، تابع بنموسى: "حرصت المملكة المغربية على مواكبة هذا المشروع وطنيا بتأسيس جمعية 'مكون' سنة 2055 بإقليم أزيلال التابع لجهة بني ملالخنيفرة، وإثر المجهودات العلمية المبذولة تم الاعتراف بهذا التراث الجيولوجي من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) سنة 2009، وسنة 2014 تم ضمه إلى الشبكة العالمية لجيومنتزهات هذه المنظمة العالمية". ولاستثمار حضور هذا المنتزه قاريا وعالميا تم فتح المسالك الجبلية لتسهيل الولوج إلى المواقع الجيوسياحية، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال إحداث شبكة من التعاونيات الإنتاجية المهتمة بالمنتجات المجالية والنباتات الطبية والعطرية، وتطوير الرياضات الجبلية والمائية، وتنمية إنعاش السياحة الجبلية، وتعزيز التربية على البيئة، وفق المسؤول الحكومي ذاته، مشيرا إلى أن "من أهداف هذا المنتزه حماية التراث الجيولوجي والطبيعي والثقافي، الذي يجب استثماره في القطاع السياحي من خلال مقاربة تشاركية، للحفاظ عليه وتثمينه". وأفاد المسؤول نفسه بأن "ريادة المملكة المغربية إفريقيا وعالميا تتعزز بإحداث اللجنة الوطنية لجيوبارك، التي عهد لها بمواكبة مشاريع المنتزهات الجيولوجية الجديدة بالمغرب، والبالغ عددها 6 مشاريع متكاملة"، موردا: "يشكل هذا الملتقى فرصة لتطوير علاقات التعاون في مجالات التنمية، وتقاسم التجارب المغربية مع الدول الإفريقية، لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة لشعوب القارة السمراء. ويمكن اعتماد تجربة اليونسكو للجيوبارك لتنمية السياحة المستدامة واستقطاب السياحة الدولية لفائدة المجتمعات الإفريقية والحفاظ على الموارد الطبيعية لفائدة الأجيال القادمة". ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أكدت من جهتها أن "المبادئ التوجيهية للإستراتيجية الوطنية الجديدة للتنمية المستدامة ترتكز على قيمة تراثنا الثقافي، بالإضافة إلى الإدارة المسؤولة والفعالة لمواردنا الطبيعية وأنظمتنا البيئية، من خلال التزام لا يتزعزع بالتنمية الإقليمية والحد من عدم المساواة"، مشيرة إلى أن "هذه الإستراتيجية حددت الأهداف والغايات للسنوات ال 12 المقبلة، على مستوى ستة مجالات للتحول نحو الاستدامة، ثلاثة منها تؤثر بشكل مباشر على الحدائق الجيولوجية، لمواجهة التحديات الملحة التي تواجه البشرية، مثل التخفيف من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، والحد من المخاطر الجيولوجية". وأوضحت الوزيرة ذاتها: "تراثنا الجيولوجي لا يمكن فصله عن رأسمالنا الطبيعي، فالمبادئ التوجيهية لإستراتيجيتنا الوطنية الجديدة للتنمية المستدامة تؤكد على قيمة تراثنا الثقافي؛ لذا فهذه الرؤية تتأسس أيضا على الحكم المستدام والأقاليم الشاملة، وتعزيز الموارد الطبيعية والنظم البيئية القادرة على الصمود أمام تغير المناخ، والحفاظ على التراث الثقافي وقيمته من خلال الإدارة المسؤولة والفعالة لمواردنا الطبيعية وأنظمتنا البيئية، للتصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين، بالاعتماد على إطار قانوني مؤسسي يجعل هذه القضايا أولوية. ومن الأهداف الأساسية لوزارة انتقال الطاقة والتنمية المستدامة حماية تراثنا الطبيعي والحفاظ عليه وإدارته الحكيمة، مع الترويج له على الصعيدين الوطني والدولي". كما عرضت بنعلي بعضا من هذه القوانين، من قبيل قرار نشرته الوزارة في الجريدة الرسمية بتاريخ 23 يوليو 2019، يقضي بتنفيذ المادة 116 من القانون 33-13 المتعلق بالتعدين، ومرسوم التنظيم والإشراف الفعال على الأنشطة المتعلقة باستخراج وجمع وتصدير الحفريات والنيازك والعينات المعدنية، مع معالجة التحديات المرتبطة بالحفاظ على تراثنا الجيولوجي؛ كما وقعت اتفاقية إطارية مع وزارة الشباب والثقافة والاتصالات لحماية مواقع التراث الجيولوجي وجميع العينات التي تم جمعها، بالإضافة إلى الاتفاقيات الموقعة مع مجالس المناطق لتعزيز جهود إنشاء وتعزيز الحدائق الجيولوجية، مردفة: "هذا النهج الشامل هو حافز حقيقي للتنمية المستدامة". أما عادل بركات، رئيس جهة بني ملالخنيفرة، فيعتبر "جيوبارك مكون" العالمي بإقليم أزيلال "الأول عربيا وإفريقيا المعترف به"، مضيفا: "هي تجربة نعتبرها رائدة في تدبير المجالات الجبلية والقروية، لإسهامها الكبير في دمج وتعبئة مختلف الشركاء المؤسساتيين والجماعات الترابية والقطاعات الحكومية لتنفيذ برامج عمل سنوية، وتعزيز البنية التحتية وفتح المسالك الجبلية، وتسهيل الولوج إلى المواقع الجيوسياسية، وكذا تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وخلق شبكة من التعاونيات الإنتاجية المهتمة بالمنتجات المجالية والنباتات الطبية والعطرية والصناعة التقليدية؛ وكذا تطوير الرياضات الجبلية والمائية وتنمية وإنعاش السياحة الجبلية والمستدامة، وحماية المواقع الجيوسياحية وتعزيز التربية على البيئة وتقوية حضور 'جيوبارك مكون' على المستويات القارية والعالمية". وقدم المسؤول الجهوي ذاته معطيات عن المنتزه المذكور، "الذي يتميز بالتنوع البيولوجي والبيئي للمملكة المغربية، ويعكس غناها الثقافي وشساعة مجالاتها الغابوية ورصيدها الهيدروجيولوجي، وتنوع طبقاتها الجيولوجية الأطلسية، وما تكتنزه من ثروات معدنية ومستحثات صخرية، وآثار للديناصورات الأطلسية العمالقة"، مردفا: "هذا ما سيتم اكتشافه من خلال المعرض الدولي للجيوبارك، حيث حرصنا على تنظيم رواق خاص بالجهات ال 12 للمملكة، ستتعرفون من خلاله على غنى وتنوع الموروث الثقافي المادي واللامادي لبلادنا، وكذا قوة التسامح وانفتاح الشعب المغربي وتمازج الحضارة العربية والأمازيغية والإفريقية في بوتقة واحدة، ازداد وهجها بتمازج الحضارة الإسلامية واليهودية والأندلسية، في تناغم كبير قل نظيره". يذكر أن هذا الملتقى العالمي يعرف أكثر من 1000 مشارك من أزيد من 40 دولة، ويتضمن برنامجه جلسات عامة وورشات عمل موضوعاتية، وزيارات ميدانية على تراب "جيوبارك مكون" بأزيلالوبني ملال، كما تتخلله عروض علمية حول سبل الإدارة المستدامة للمواقع الجيولوجية، والتربية البيئية، والسياحة المسؤولة، والتنمية الاقتصادية المحلية، والتغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية، ويشكل مناسبة لاتخاذ العديد من القرارات من طرف المجلس العالمي لجيومنتزهات اليونسكو، والمصادقة على إعلان "مكون" العالمي، والإعلان عن جوائز مهرجان أفلام المنتزهات العالمية، وتسليم جوائز أفضل الممارسات العالمية، وتسليم شواهد الاعتراف من طرف منظمة اليونسكو للمنتزهات الجديدة لسنوات 2020-2021-2022؛ وكذا الإعلان عن البلد المستضيف للدورة الحادية عشرة من الملتقى العالمي لجيومنتزهات، الذي عرف ترشح كل من ماليزيا وكوريا الجنوبية والبرازيل والشيلي.