بعد أسابيع طويلة من التشويق والترقب، أسدل الستار، أمس الجمعة، عن الميركاتو الصيفي، الذي شهد عددا من الانتقالات المدوية في الدوريات الأوروبية الكبرى، وحملت ساعاته الأخيرة أنباء سارة للجمهور المغربي الذي ظل يراقب السوق والأنباء المتضاربة بخصوص نجوم "أسود الأطلس". ومثل سفيان أمرابط المفاجأة السارة للجمهور المغربي العريض، بعد التحاقه في الساعات الأخيرة قبل إغلاق سوق الانتقالات بعملاق الكرة الإنجليزية مانشستر يونايتد، قادما من فيورونتينا الإيطالي، وذلك بنظام الإعارة، إذ يتطلع عشاق المستديرة لمتابعة مستويات عالية من "أسد الأطلس" المعروف بقتاليته واستئساده في وسط الميدان. ويمثل أمرابط القطعة التي كان يفتقدها المدرب الهولندي ل"الشياطين الحمر"، تين هاغ، الذي أبدى تمسكه بضم النجم المغربي الذي سبق أن أشرف على تدريبه في بداياته الأولى. اليوم الأخير من الميركاتو شهد خبرا سارا كذلك لعشاق المنتخب الوطني المغربي، إذ عرف انتقال النجم الصاعد عبد الصمد الزلزولي، جناح نادي برشلونة، إلى ريال بيتيس، وذلك في صفقة بلغت قيمتها 7,5 ملايين يورو، مع احتفاظ "البلوغرانا" بالحق في إعادة شراء اللاعب و50 في المائة من قيمة بيعه لأي فريق آخر مستقبلا، وذلك بفضل الثقة التي يحظى بها الزلزولي من طرف نادي برشلونة ومدربه تشافي هيرنانديز الذي ظل متمسكا به إلى آخر رمق. خروج الزلزولي إلى بيتيس اعتبره كثير من المراقبين في مصلحته، إذ سيتيح له فرصة اللعب بشكل أساسي في النادي الأندلسي، الأمر الذي سيسمح له بالتطور أكثر وإثبات نفسه، بعيدا عن التنافسية الكبيرة في برشلونة التي كان سيتضرر منها بعد تفضيل تشافي لاعبين آخرين على حسابه، مثل لامين يامال ورافينيا وفيران توريس والقادم الجديد جواو فيليكس. كما سجل الميركاتو الصيفي انتقال سليم أملاح إلى فالينسا، وعبد الحميد الصيباري إلى فيورنتينا الإيطالي، وحكيم زياش إلى غالاتاساراي التركي، ووليد اشديرة إلى نابولي الإيطالي، وياسين بونو إلى الهلال السعودي، وجواد الياميق إلى الوحدة السعودي قادما من بلد الوليد الإسباني. ومثل انتقال أمرابط إلى مانشستر يونايتد الخبر السار في الميركاتو الصيفي، وذلك بعد سوء الحظ الذي لازم أسماء كثيرة كانت مرشحة للانتقال إلى أندية كبرى في القارة العجوز، مثل بونو الذي كان قريبا من الانتقال إلى ريال مدريد، وزياش الذي رشح للعب في أكثر من نادي بالكالشيو الإيطالي قبل أن ينتهي به المطاف في الدوري التركي. في تعليقه على الموضوع، رأى المحلل الرياضي عزيز بلبودالي أن الميركاتو الصيفي كان مخيبا للآمال بالنسبة لنجوم "أسود الأطلس"، مستغربا معاناة اللاعبين المغاربة في إيجاد أندية تليق بمستوياتهم الفنية والتقنية. وقال بلبودالي، في حديث مع هسبريس، إنه بعد "العرض الكبير الذي قدمه نجوم أسود الأطلس في مونديال قطر، كنا نعتقد أنهم سيكونون نجوم الميركاتو الشتوي والصيفي". وأضاف: "عشنا على إيقاع تقارير إعلامية تتداول أخبار انتقال الأسود في كبريات الدوريات الأوروبية، لكن ذلك لم يحدث مع الأسف"، معتبرا أن هذا الفشل يطرح "سؤالًا عريضاً هو: كيف لنجوم أبدعوا في مونديال قطر، مثل زياش وأوناحي، لم ينجحوا في إيجاد أندية مناسبة لهم؟". وأجاب بلبودالي عن السؤال المحير قائلا: "من أبرز أسباب هذا الفشل، غياب وكيل أعمال بوزن ثقيل لدى اللاعب المغربي المحترف"، موضحا أن اللاعب العالمي المحترف في الوقت الحالي أصبح يشتغل وهو "محاط بإدارة كاملة متكاملة لديها خبرة في التسويق والدفاع عن اللاعب، وهذا نادرا ما نجده عند اللاعب المغربي". وزاد موضحا: "لا يعقل أن يظل حكيم زياش مع المستويات التي قدمها في كأس العالم حبيس دكة الاحتياط ولم يثبت نفسه في نادي تشيلسي، وكذلك اللاعب عز الدين أوناحي الذي وصفه لويس إنريكي بالخيالي وقبل باللعب في مرسيليا ولم يقدر على كسب رسميته فيها". واعتبر بلبودالي أن انتقال أمرابط إلى مانشستر يونايتد يبقى نقطة الضوء الوحيدة في الميركاتو، وهو "يستحق هذا الانتقال، وأتوقع أن يقدم الإضافة المطلوبة للنادي الإنجليزي العريق".