قد يحدث الاختلاف والنزاع داخل أي شريحة من شرائح المجتمع، وعلى أي مستوى من مستوياته، وهو أمر سيئ وضار لكن أضراره تبقى محدودة، لكن إذا حدث الاختلاف والنزاع بين علماء دين، فإن الأضرار ستكون أشد خطورة بل أعظم، لأن الدين مسألة أمة ورسالة سماوية وجب توضيحها عند العامة من الناس الأمي منهم والمتعلم ومتوسط التعليم، إذا اختلف علماء الدين وهم رموز الأمة كيف سيكون أمر العامة من الناس الذين استهلكوا كتب دينية محدودة وكانوا خريج مدارس علمية أوأدبية وليس مدارس فقهية أو تشريعية... "" في الخلاف بين علماء دين يُصبح الدين هو ميدان الصراع وتُصبح القوانين الشرعية والقضايا الدينية هي أدوات النزاع وتتحول رسالة العالمين إلى لغة مبهمة مستعصية حتى على المختصين، وكذا مع سعي كل طرف لتحصن بالدين وتعزيز موقفه في النزاع بمبررات دينية قد تجعل الصراع من أجل الدين يتحول لصراع مصالح بين شخصين والخلاف يتحول بين شقين ليتحول المذهب إلى مذهبين والدين الواحد إلى دينين والمدرسة الفقهية تصبح مدرستين... مع تشبث الأخر بموقفه قد يتهم الأخر في دينه وعقيدته والتزامه، ويعطي لنفسه الحق في التكفير والتفسيق والخروج من الدين. وهكذا يُصبح الدين ساحة صراع، وخنادق للقتال ومواقع للمهاجمة والرمي والتصويب، فتتمزق الأمة وتتفرق وتتحارب بإسم الدين تحت رايات حملها علمائه وفقهائه والضحية هي الأمة التي سلمت أمرها لعلماء دين قيل في حقهم هم حاملو شُعلته لتنطفئ وتخلِّف السنة، الشيعة، الوهابية، الصوفية، الإخوان المسلمين والعدل والإحسان وآخرون في ظلام ، فتحولت خير أمة أُنزلت لناس إلى أشتت أمة عرفها الناس فأصبحت الأمم الفاسقة متحدة ومتكتلة والأمة المستقيمة إلى أمة ضالة تبحث عن الضوء في قنوات البترودولار الذين حرموا" البرابول "يوما، وقالوا في حقي الهاتف صوت الشيطان، وأعلنوا الجهاد ضد الفئران وتحولوا من دعاة لدين إلى دعاة لانتخابات جنبا لجنب مع زيدان لكم في الجزائر مثال، وأعلنوا صراحة أن الاغتناء على حساب الدين ليس عيب فأشاعوا أن لحوم العلماء فيه سم لأنهم من حفظة القرآن الكريم ونسوا أن القرآن ليس للحفظ بل للتدبر. * مهندس وباحث من أمريكا [email protected] * مهندس وباحث من أمريكا [email protected]