تعيش أسرة مغربية بمدينة العيون الشرقية معاناة إنسانية قاسية لا يمكن تخيل وطأتها الاجتماعية والنفسية والصحية إلا من لدن من زار وعاين هذه العائلة الفقيرة، والمكونة من أب وأم وأربعة أبناء، مصابون جميعا بإعاقات ذهنية وجسدية، ما حول حياة الأسرة إلى "جحيم" لا يطاق. وتقطن أسرة الأب محمد، والأم جمعة أرغال، ومعهما أربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 13 و 24 عاما، في بيت صغير وقديم لا تتجاوز مساحته أربعين مترا مربعا، يتكدسون فيه في ظروف معيشية لا تليق بكرامة إنسان في القرن الواحد والعشرين. بيْدَ أن الأدهى من العيش في بيت بالكاد يأويهم، أن محمد، 24 عاما، وعبد الرحيم، 13 عاما، ولحسن، 17 عاما، جميعهم مصابون بضعف حاد في البصر، فضلا عن إعاقات ذهنية تجعلهم يسقطون أرضا نتيجة اضطرابات عصبية حادة يعانون منها، يسميها البعض ب"الصرع"، بينما حسن الذي يبلغ من العمر 20 عاما في طريقه إلى العمى. السيدة جمعة، أم الأبناء المعاقين، تحدثت في اتصال هاتفي لهسبريس عن معاناتها اليومية التي لا يمكن تخيلها مع أبناء يتساقطون صرعى أمامها من فرط المعاناة، وما يستلزم ذلك من متابعة في كل دقيقة لأحوالهم، وإلباسهم ملابسهم، والنظر في حاجاتهم اليومية، والانتباه إلى ما يمكن أن يقوموا به من تصرفات غير مسحوبة العواقب دون وعي أو إدراك منهم. وأردفت أم الأبناء المعاقين بأنها "طالما طرقت أبواب الجمعيات الخيرية من أجل تقديم يد العون لأبنائها، لكن دون أن تحصل على ما يساعدها على تحمل أعباء أبناء كلهم مصابون بنفس الأعراض المرضية والإعاقة الذهنية والجدية، باعتبار أنهم يجدون صعوبة حتى في المشي، جراء اعوجاج أطرافهم السفلى. قصة هذه الأسرة الفقيرة التي لا تكاد تجد ما تسد بها قوت يومها، والتي تقطن في حي "حرشة مومنة" بمدينة العيون الشرقية، لا تقف عند هذا الحد، فالأبناء يفتقدون الشعور بالاتجاه، وهو ما يعني أنهم إذا خرجوا بمفردهم من البيت دون مراقبة، سيتيهون ويضلون الطريق. والأنكى من هذا كله، وفق شهادة السيدة أسماء التي زارت بيت هذه الأسرة، والتي اتصلت بهسبريس لعرض هذه الحالة الإنسانية المفجعة، أن الأبناء المعاقين يلتصقون لاشعوريا بجدران البيت إلى أن تدمى وجوههم من الاحتكاك، ما لم تنتبه إليهم والدتهم التي لا تكاد تفعل شيئا سوى مراقبتهم اللصيقة حتى لا يصيبوا أنفسهم أو غيرهم بمكروه. مشاهد مؤسفة وأليمة، تردف أسماء، تلك التي شاهدتها لدى زيارتها لبيت هذه الأسرة في العيون الشرقية، وهي مناظر أصابتها بالصدمة النفسية من هول ما رأته قبل أسبوعين، ما يستوجب تظافر جهود المحسنين لمساعدة الأسرة التي جميع أبنائها معاقين ذهنيا، بشكل يتيح تجاوز محنتها ولو جزئيا. وهذا هاتف السيدة جمعة أرغال من العيون الشرقية، والدة الأبناء المعاقين: 0624067012