طردت القوات المسلحة الملكية مؤخرا ضابطا يعمل في صفوفها بمدينة مكناس بعد الاشتباه في إتباعه البهائية، وقامت إدارة الجيش بإنهاء العقد الذي كان يربطها بالضابط المذكور. "" وحسب يومية "المساء" ذائعة الصيت التي نشرت الخبر أول أمس الأربعاء، فإن مصالح الأمن المغربية قامت مؤخرا بالتحقيق مع 15 شخصا يشتبه في انتمائهم للبهائية ضمنهم طبيب بمدينة مكناس. تأتي هذه الخطوة بعد حملات أمنية شنتها السلطات المغربية في الفترة الأخيرة ضد بعض الطوائف الدينية والمذهبية، حيث تعتمد الدولة رسميا الإسلام دينا رسميا والمذهب السني المالكي اختيارا فقهيا لا تتسامح في الخروج عنه. وكان تقرير أمريكي كشف السنة الماضية أن أتباع الطائفة البهائية في المغرب يقدرون بحوالي 350 إلى 400 شخص، يتواجدون على الخصوص في المناطق الحضرية. وحسب ذات التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول أوضاع الحرية الدينية في العالم، فإن أغلب البهائيين المغاربة يتجنبون الكشف عن معتقداتهم الدينية، لكن مخاوفهم حول سلامتهم الشخصية وسلامة ممتلكاتهم لم تمنعهم من خدمة المجتمع واحتلال مناصب عمومية. وقد شهد المغرب منذ بداية فترة الاستقلال البدايات الأولى للنشاط البهائي في المملكة، لكن الملك الراحل الحسن الثاني واجه هذا المدة بشدة حيث صدرت أحكام إعدام في حق بعض المغاربة الذين اعتنقوا البهائية وحاولوا الترويج لها في المغرب، في فجر الستينيات (سنة 1962) بشمال المغرب، وبالضبط في مدينة الناظور. في هذه السنة المبكرة من تاريخ المغرب المستقل، شهدت مدينة الناظور محاكمة 13 شابا مغربيا من المدينة ومن الشمال ومواطنا سوريا كان يشغل منصب مدير تعاونية الصناعة التقليدية بمدينة فاس، وقد اتهموا بإثارة القلاقل والمس بالنظام العام، وفي نهاية المطاف حكمت المحكمة على 3 منهم بالإعدام و5 بالمؤبد مع الأشغال الشاقة ومنهم من حوكم 15 سنة سجنا نافذا. وبالرغم من أن البهائية (أسسه الميرزا حسين علي النوري الملقب بهاء الله في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي) معترف بها كدين رسميا في العديد من دول العالم وتنتشر في أكثر من 235 بلد ودولة، وله تمثيل غير حكومي في منظمة الأممالمتحدة منذ بداية نشأتها وكذلك في الأوساط العلمية والدينية والاقتصادية في العالم، إلا أن معظم المذاهب الإسلامية ترى أن العقيدة البهائية "هرطقة منبثقة عن الإسلام". ويعتبر علماء المسلمين أن البهائيين مرتدون، وكان شيخ الأزهر في مصر محمد سيد طنطاوي حذر السنة الماضية من الاعتراف بطائفة البهائية في مصر، واعتبر أن الاعتراف بها "خروج عن الإسلام وتعاليم الأديان السماوية"، ووصفها بأنها "فئة ضالة لا ينبغي أن تبث سمومها في المجتمعات الإسلامية. إذاعة هولندا العالمية