قرر عبد القادر الشنتوف، القاضي المكلف بالإرهاب، الاستماع تفصيليا، إلى 12 متهما في خلية «سبتةالمحتلة»، المشتبه في تورط بعض عناصرها في التحضير لعمليات إرهابية، بزعامة عبد الله أهرام، الملقب ب«أبو ياسين»، يوم 24 من الشهر الجاري. وكان الشنتوف قد تعذر عليه الاستماع إلى هؤلاء تفصيليا، يوم الأربعاء الماضي، لكون بعض المحامين من هيئة الدفاع تخلفوا عن الحضور، كما أنه كان مستعجلا للقيام بمهمة خارج أرض الوطن، واحتج المعتقلون في ملف خلية سبتةالمحتلة لهذا الإرجاء. وسبق لقاضي التحقيق أن أودع المتهمين ال12 رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن سلا، بعد الاستماع إليهم ابتدائيا، على مرحلتين، الأولى شملت المجموعة الأولى المكونة من 4 أشخاص، متهمين في قضايا الإرهاب، بينهم ثلاثة أشقاء، بزعامة عبد الله أهرام، الملقب ب«أبو ياسين»، بتهمة « تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والاتجار في الممنوعات كالمخدرات وتهريب السيارات». وكانت هيئة محكمة الاستئناف بسلا قد أدانت عبد الله أهرام بالحبس النافذ مدته سنتان، بعد ثبوت تهمة انتمائه إلى خلية «أنصار المهدي» التي تزعمها حسن الخطاب، المدان بالسجن النافذ مدته 30 عاما، على خلفية التحضير لعمليات إرهابية، ومحاولة اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية. واستمع الشنتوف في المرحلة الثانية إلى المجموعة المشكلة من 8 أشخاص، الذين لهم ارتباط بالمجموعة الأولى، ويوجد ضمنهم عميد شرطة، وضابط بالدرك الملكي، وتاجران، وبائع متجول، وميكانيكي، وجزار. وجاء اعتقال المجموعة الثانية المشكلة من 8 أشخاص، بعد الاشتباه في أن علاقتهم بمهربي السيارات الفارهة من دول الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، ما جعل الأمن المغربي يضرب طوقا لضبط المسار الذي تتخذه السيارات المسروقة، عبر التعاون الأمني الدولي، إذ وضعت فرضيات من بينها إمكانية استعمال بعض السيارات المسروقة، إما في الاتجار الدولي للمخدرات، أو عمليات إرهابية محضة. ووجه القاضي إلى المجموعة الثانية تهمة «تكوين عصابة إجرامية، وتزوير صفائح السيارات، وأرقامها، وهياكلها، والارتشاء، والمشاركة في تزوير وثائق رسمية، والتوسط في منح الرشاوى» . و يرتقب أن تحيل الضابطة القضائية المجموعة الثالثة على قاضي التحقيق، في الأيام المقبلة، على ضوء الاعتقالات الأخيرة التي قامت بها مصالح الأمن المغربية، بتنسيق مع السلطات الأمنية الأجنبية، خاصة الاسبانية. وكانت صحيفة «المساء» نشرت أول أمس خبر اعتقال 6 أشخاص، للاشتباه في انتمائهم إلى خلية «سبتةالمحتلة». وقال مصدر قضائي ل«المساء» إن المجموعة الأولى يحتمل أن تكون لها صلة بتنظيمات إرهابية أجنبية، مختصة في تفخيخ السيارات، فيما المجموعة الثانية متورطة في عملية تهريب تلك السيارات، وتسهيل مهام مهربيها، وليست لها علاقة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية، أو التحضير لعمليات إرهابية. وسيحسم التحقيق القضائي التفصيلي في علاقة المجموعتين، بالعمليات الإرهابية، وصلتهما بتنظيمات إرهابية أجنبية، تنشط في منطقة الساحل والصحراء، وتتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي بجبال الجزائر، وتلعب دورا محوريا في تهجير آخرين إلى بلاد الرافدين، للانضمام إلى المجموعات المسلحة هناك.