أفاد مراسل التجديد من مكناس أن الشرطة شنت حملة اعتقالات واسعة صباح أول أمس في صفوف سكان حي عين الشبيك الصفيحي بمكناس، وشملت الاعتقالات خاصة جيران البيت الذي اقتحمته قوات الأمن ليلة الأحد الإثنين لإلقاء القبض على أفراد مبحوث عنهم بعد مواجهات دامية استعملت فيها أسلحة بيضاء ونارية. وفي السياق نفسه فتح تحقيق مع صاحب المنزل، الذي كان يجتمع فيه المعتقلون خاصة بالليل، ومع الوسيط (السمسار) الذي تولى مهمة التنسيق بين المالك وأفراد العصابة في عملية الكراء. وفي مساء اليوم نفسه (الإثنين) انتشر العشرات من أفراد قوات الأمن، مزودين بالسلاح والعصي حول حي ديور التجموعتي لاعتقال أحد الأشخاص المشتبه في علاقته بهذه القضية، حيث اعتقل بعد مواجهة ومحاولة فرار. وعلمت التجديد من مصادر أمنية بفاس أن عميدا ممتازا للشرطة وضابطا بولاية الأمن (مصلحة الشرطة القضائية) ودركيا تعرضوا للطعن بالسيوف، وأصيبوا إصابات خطيرة أثناء قيامهم بمحاولة القبض على بعض عناصر ما يسمى ب السلفية الجهادية ليلة الأحد/الإثنين بدوار زليليك نواحي راس الماء على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة فاس، ونقل العميد إلى مصحة الأطلس بمدينة فاس، حيث أجريت له عملية جراحية على مستوى صدره مكان الإصابة. وقد زارت التجديد عميد الأمن المذكور، وعلمت أن حالته الصحية تحسنت. وأما الضابط والدركي فيمتثلان للعلاج بقسم الإنعاش بمستشفى الغساني التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس. يشار إلى أن عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي قامت ليلة الأحد الإثنين ألقت القبض على 35 شخض خلال عمليتين متزامنتين بدوار عين الحجر بإقليم مولاي يعقوب بفاس، ودوار عين الشبيك ببرج مولاي عمر بمكناس. ومن بين الأشخاص الذين ألقي عليهم القبض في إطار هاتين العمليتين، يوجد كل من محسن بوعرفة وتوفيق الحنويشي المبحوث عنهما من أجل قتل اثنين من أعوان السلطة، وللاشتباه في قتلهما دركيا. وأثناء هاتين العمليتين قامت عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي بحجز كمية كبيرة من المتفجرات والعديد من الصواعق الكهربائية والأصفاد والأقنعة وبندقية تقليدية وكمية كبيرة من السيوف، بالإضافة إلى وحدة معلوماتية متكاملة لتزوير الوثائق والأوراق النقدية. وقد أصيب أحد أعضاء المجموعة إصابة قاتلة خلال هاتين العمليتين، كما قتل رجل شرطة، فيما أصيب دركيان وشرطيان بجروح أخرى. وأفاد مراسلنا من مدينة مكناس نقلا عن شهود عيان أن مواجهة خطيرة تمت ليلة الأحد الماضي بين الشرطة التي كانت مدعومة بالكلاب البوليسية وطائرة هليكوبتر، وبين مجرمين مسلحين بمنطقة عين الشبيك، وهو حي صفيحي من أحزمة الفقر والبؤس التي تطوق المدينة. وأضافت المصادر ذاتها أن السكان استيقظوا فجر أول أمس الإثنين على صراخ وعمليات إطلاق النار بمسدسات. يذكر أن عبد الوهاب الرباع اعترف أمام هيأة الحكم بمحكمة الاستئناف بالرباط في شتنبر الماضي بتورطه هو ومحسن بوعرفة وتوفيق الحنويشي وأحمد السليماني بخنق المحرر القضائي أحمد مهدا بمدينة الناظور، حيث قطعوا جثته إلى أطراف ووضعوها في أكياس وألقوا بها في واد.