هل وصلت مرحلة ردة المخزن؟ أم أصلا لم يكن هناك إيمان بالقضية الامازيغية؟ "" وهل كان خطاب أجدير فقط للفرز؟ لا نريد أن نطرح أسئلة خبيثة كالتي يوحي بها كلام خالد الناصري التقدمي،الشيوعي، الحداثي، التنويري، المدافع عن حق الأغلبية والأقلية، والمتكلم غير الفصيح، والناطق الرسمي باسم الحكومة الفاسية، ولكن يبقى كلامه غير مرحب به في أوساط أوليائه من الامازيغ سواء في المعهد أو في الساحة، أو من نصطلح عليهم بالموالين، بكلماته النابية في حق القضية انضم الناصري إلى طابور الاستئصالين، من آل فاس، والخالدين الناصري والسفياني، والجابري ...مما أنتج مع هذا الطابور نفور بعض المتوسمين فيه تفاهما، من الامازيغ، وربما أعانهم في رفع الحرج عنهم، ورفض أقواله وتصريحاته، كما فعل الأستاذ الشامي، رغم اشتغاله في المعهد، إلا أن ذلك لم يمنعه من قول رأيه بصراحة وجرأة، ولا ندري لما لا زال الأستاذ الشامي في المعهد الذي يصرف أعمال وبرامج الحكومة، ولكن يسجل له أنه دافع عن القضية بأضعف الإيمان، المثير في تصريحات الناصري الوزير، أنه تجرد من اللياقة واللغة الدبلوماسية وتجرأ وقال في الامازيغ ما لم تقله المعلقات، ووصف البعض بالاهتزاز النفسي، ولكن أصول مهنة الناطق الرسمي اللياقة واختيار الكلمات وتفادي تأليب الناس والعامة على الحكام، والوزير بكلامه هذا ضاعف من نسبة الانتماء إلى جبهة الممانعين الجدد، وسهل إمكانية الارتداد على الدولة على المترددين، فما عساه يظن من يستمع لكلام الوزير غير أنه أحمق أو مختل أأأأأو يعاني من أشياء نفسية، ويكفي الوزير أن حكومته لم تنجز شيئا يذكر، في أي قطاع، ولم يكن الممانعون يأملون الكثير منذ البداية، لذلك وجب علينا أن نجزل الشكر للوزير خالد الناصري وريث الحزب الشيوعي المغربي على صراحته، وإسقاط قناعه والفصح عن إستراتجية الدولة المغربية فيما يخص القصية المصيرية، القضية الامازيغية، نظن، أن الدولة المغربية من خلال مجموعة من الممارسات التي انتهجتها مؤخرا، تعطي إيحاءا يجب على الفاعلين الامازيغيين التقاطها، ونعني بالفاعلين، جبهة الممانعين، التي بدأت تتشكل منذ زمن، ولا زالت تستجمع قواها، وربما تنتظم يوما ما في توجه صادق مع القضية أولا، ومع اختياراتها الإيديولوجية ثانيا، لتحقيق ثوابت لمجتمع حداثي، يؤمن بالحوار، وحق الاختيار في العقيدة والانتماء، بدأت موجة الممانعين في التشكل في سنوات الثمانينات، وبالضبط، بعد اعتقال الأستاذ أزايكو صدقي، لا لشيء سوى أنه طالب بإعادة قراءة الثقافة المغربية والبحث فيها، وشكك في أنها ثقافة عربية، بل لها تشكلات أخرى أصيلة، ثم محطات جمعية تيليلي، التي برزت بوقف جريء في منتصف التسعينات تجسد في المطالبة بدسترة الامازيغية، قبل أن يلتحق تيار "سبعة رجال" الذين استقلوا بزعامة بنحقية وبوالدهان وغيرهم بعد بيانهم الذي لم يكن كافيا لتبرير التحاقهم بالمعهد والبقاء فيه لمدة سنوات لم تكن المؤشرات خلالها توحي أن المعهد سيتحول إلى مؤسسة شعبية، ثم اعتقال طلبة أمكناس، ومؤخرا الخياري، لتنشق الحركة مباشرة بعد خطاب أجدير، وهاجس الهرولة الذي أحدثه المعهد الملكي في صفوف من كان مناضلا، بينما كانت العملية للفرز فقط، والآن، وبعد هذا، وذاك، لا زال مناضلو المعهد يمارسون حربائية المواقف، ويدعون الحكمة والوعي، ويتهمون باقي الحركة بالرعونة والتهور.