يوما بعد آخر يشتد الاحتقان الذي تعرفه مخيمات تندوف على التراب الجزائري، بسبب تزايد غضب الصحراويين المحتجزين هناك على قيادة جبهة "البوليساريو"، التي تحاول احتواء الوضع باللجوء إلى القوة واعتقال المعارضين لها. وتشهد مخيمات تندوف، منذ أيام، انفلاتا أمنيا تزايدت حدته خلال الساعات الأخيرة، بعد انتفاضة قبيلة لبيهات واعتقال أحد عشر شخصا على أيدي ميليشيات الجبهة الانفصالية؛ بينما ترتفع أصوات المطالبين بمحاسبة زعمائها بسبب الفساد. وأفاد منتدى دعم أنصار الحكم الذاتي "فورستاين" بأن مجموعة من الشباب دعوا إلى اجتماع شامل لكل الصحراويين بمخيمات تندوف لمناقشة فساد قيادة جبهة "البوليساريو"؛ فيما تسعى هذه الأخيرة إلى وأد الحراك المتصاعد ضدها، عبر شن موجة من الاعتقالات وتعنيف الأصوات المعارضة. وشهدت مخيمات تندوف، خلال أمس الجمعة واليوم السبت، تصعيدا كبيرا، بعد أن حدد الشباب المعارضون لقيادة الجبهة الانفصالية تاريخ اجتماعهم، مساء اليوم السبت في ولاية العيون. وأورد منتدى فورستاين، الذي يرصد الأوضاع في مخيمات تندوف، أن ميلشيات جبهة "البوليساريو" طوّقت مخيم ولاية العيون ونشرت تعزيزات أمنية في باقي المخيمات. ونشر المنتدى صورة لشاب صحراوي من المحتجزين في مخيمات تندوف، تعرض للتعنيف على أيدي ميليشات الجبهة، حيث تعرضت له وهو عائد إلى بيته وأخضعته للضرب والتنكيل. وحسب المعطيات التي قدمها منتدى دعم أنصار الحكم الذاتي في الصحراء، فإن عائلة وأقارب الشاب، الذي يدعى حنيني بركي سيد لعبيد وينتمي إلى قبيلة لبيهات، قررت الانتقام له. وأفاد المصدر ذاته بأن أقارب المعتدى عليه المعني قاموا، صباح اليوم السبت، بالهجوم على قوات من "الدرك" التابع لقيادة "البوليساريو" في مخيم الرابوني، ووقع تراشق بين الطرفين بالحجارة تسبب في إصابات واعتقال 11 شخصا. وفي خضم اشتداد التوتر داخل المخيمات، يستعد الصحراويون الذين دعوا إلى اجتماع لمناقشة فساد قيادة الجبهة لمباشرة اجتماعهم، حيث تم تجهيز قاعة لهذا الغرض في مخيم العيون؛ بينما تحاول ميليشيات الجبهة نسف الاجتماع، بالتجمهر أمام القاعة وعرقلة وصول مجموعات من مخيمات أخرى، حسب إفادة "فورستاين". مصدر من منتدى "فورستاين" قال لهسبريس إن شباب المخيمات صادروا شاحنة في ملكية قيادي بجبهة "البوليساريو" يدعى "سالم لبصير" يعتبر بمثابة الذراع الأيمن لإبراهيم غالي وعلبة أسراره، حيث رافقه في رحلة العلاج بإسبانيا التي دخلها بجواز سفر مزور برعاية الجزائر.