شهدت مخيمات تندوف حالة استنفار للميليشيات بسبب تجدد المواجهات بين الساكنة وقيادات جبهة البوليساريو، بعدما قامت الأخيرة بالاعتداء على الخيام خلال الأيام الماضية، ما تسبب في تزايد حدة الاحتقان الاجتماعي والسياسي. وانتقد العديد من الشباب الصحراويين، في منشورات مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما وصفوها ب"الحملة القمعية التي استهدفت بعض الأسر التي تعارض توجهات إبراهيم غالي بالمخيمات"، لاسيما في ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تكابدها العائلات الصحراوية على أرض تندوف الجزائرية. واستنكرت المنشورات الحملة الممنهجة ضد الأسر المعارضة لسياسات قيادة جبهة البوليساريو، منبهة المجتمع الدولي إلى تزايد القمع منذ نهاية المؤتمر السياسي الأخير للجبهة؛ الذي شهد تطاحنات بين قيادات الجبهة. وأشارت المصادر عينها إلى تداول مجموعة من التسجيلات الصوتية بين المتواجدين في المخيمات، تتوعد من خلالها قيادة البوليساريو المعارضين بالاعتقال وتطبيق عقوبات زجرية، في محاولة من الجبهة الانفصالية للتقليل من الاحتجاجات المتزايدة. وشهدت المخيمات ليل أمس الجمعة صدامات بين الأسر وميليشيات جبهة البوليساريو، ما أدى إلى إحراق السكان مقر ما يسمى "الدرك"، انتقاما من سوء المعاملة التي تعرضوا لها من طرف الجبهة التي شنت عليهم مداهمات متوالية خلال شهر رمضان الأبرك. وبهذا الخصوص، أعرب شيوخ وأعيان قبيلة أولاد دليم عن أسفهم لما حدث بمخيمات تندوف من إساءة معنوية وجسدية خطيرة مست كرامتهم الإنسانية، مستنكرين "العمل الإجرامي الشنيع" الذي لحق بالمحتجزين في تندوف، وداعين المغرب إلى التدخل الاستعجالي للحد من هذه الممارسات. في هذا الصدد قال إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن "ما وقع بمخيمات تندوف يجسد حالة الاحتقان الاجتماعي المتفاقم هناك، في مقابل تجذر مظاهر الفساد داخل الطبقة الحاكمة". وأضاف لكريني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "قيادة البوليساريو تتاجر بآمال الناس، وتستغل الأزمات الاجتماعية المتراكمة لخدمة أجندتها الضيقة"، لافتا الانتباه إلى "غياب إرادة حقيقية لإنهاء النزاع من طرف الجزائر والبوليساريو". وأوضح الأكاديمي ذاته أن "الساكنة أصبحت واعية بكونها أداة تستغلها البوليساريو لخدمة مصالحها الشخصية الضيقة"، مؤكدا أن "الأحداث العنيفة دليل واضح على صدق خطاب المغرب حول مخاطر استمرار هذه الوضعية بمخيمات تندوف".