مع عودة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إلى مخيمات تندوف نهاية الأسبوع الجاري، خرجت مجموعة من الأصوات الصحراوية المعارضة للتنديد بحالة الجمود السياسي التي تطبع المشهد الداخلي بالمخيمات منذ ستة أشهر. وانتقد عدد من النشطاء الصحراويين، في منشورات تفاعلية مع وصول غالي إلى مخيمات تندوف، تزايد حدة "صراع الأجنحة" بين القيادات العسكرية المتهافتة على خلافة "الرئيس الحالي"، الذي ما زال يتابع علاجه الطويل بمستشفيات الجزائر وإسبانيا، مشيرين إلى استمرار شغور الكثير من "المناصب" التي توفي أصحابها. ولم تعلق المنشورات ذاتها أي أمل على عودة إبراهيم غالي لحلحلة الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة بمخيمات تندوف، معتبرة أن البوليساريو قد لا تكون قادرة على مواكبة العملية السياسية التي سيتم إطلاقها بعد تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء المغربية في ظل الاحتقان الداخلي القائم. وتحدثت تقارير إعلامية سابقة عن هشاشة الوضعية الصحية داخل مخيمات تندوف، خاصة في ظل انتشار الفيروس التاجي في صفوف السكان، حيث تسبب إغلاق الحدود الدولية خلال فترة الحجر الصحي الشامل في توقف الإمدادات الطبية والغذائية الموجهة إلى المخيمات من طرف المنظمات العالمية. وفي هذا السياق، قال عبد الفتاح الفاتحي، خبير قانوني باحث في الشأن الإفريقي، إن "مخيمات تندوف تحولت إلى مرجل يغلي بمختلف المشكلات الاجتماعية والسياسية والتدبيرية، لا سيما في ظل غياب إبراهيم غالي لفترة طويلة، حيث استأسدت شخصيات من القيادات العسكرية والسياسية، فساءت الأوضاع الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى". وأضاف الفاتحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوضع الحالي صعّب مهمة الرجل المريض لإعادة التوازن إلى الطموحات الشخصية في ما بين القيادات المتناحرة على المناصب الشاغرة التي توفي أصحابها أو التي بدا تغييرها مطلوبا، لأن علاج حالة الفوضى والغليان السياسي التي تعيشها المخيمات يقتضي في بعض الحالات عملية جراحية قد تكون مؤلمة للاستقرار السياسي". وأوضح الباحث عينه أن "جبهة البوليساريو مقبلة على لقاءات سياسية بعد تعيين المبعوث الشخصي إلى الصحراء. وعليه، فإن تزامن عودة ابراهيم غالي مع تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء المغربية دي ميتسورا، هي استعجالٌ لتنظيف أجواء الاحتقان السياسي بين قيادات جبهة البوليساريو التي تختلف عن النهج السياسي الداخلي والخارجي لنزاع الصحراء بعد توقف العملية السياسية". واستطرد المتحدث بأن "غياب ابراهيم غالي كشف أن قيادات الجبهة فقدت شعبيتها وتمثيليتها لكونها تخلت عن مهامها في المخيمات بعد انتشار جائحة كوفيد-19′′، خاتما بأن "المحتجزين في ظل هذا الوضع اضطروا لمزاولة التهريب أو الالتحاق بالجماعات المسلحة في الساحل الإفريقي الهش".