أصدرت السلطات العسكرية الجزائرية بمدينة تندوف، قرارا يَحُدُّ من تنقل الصحراويين بين المخيمات ومدينة تندوف الجزائرية من منتصف الليل إلى الساعة السابعة صباحا. مصادر من مخيمات تندوف، أكدت أن القرار تم اتخاذه على أعلى مستوى قبل عرضه على سلطات الرابوني، وكانت السلطات الجزائرية قد عمدت من قبل إلى إصدار قرارٍ يمنع بموجبه دخول السيارات المرقمة بالرابوني إلى المدن الجزائرية. تعليقا على ذات القرار، قال عبد الفتاح الفاتحي باحث متخصص في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، إن فرض حالة الحصار الدائم والمُهين في مخيمات تندوف أمر طبيعي دأَبت الجزائر على فرض حالة الحظر الشامل على سكان المخيمات للمُزايدة بهم سياسيا في ملف الصحراء، ضد على كل الأعراف المواثيق وعهود حقوق الإنسان. وأوضح المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الجزائر تبقي على مخيمات تندوف على الرغم من سعي المجتمع الدولي والمغرب إلى إنهاء وضعهم المأساوي على ضوء اتفاقية جنيف للاجئين لسنة 1951، وبالرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي في العديد من التوصيات الجزائر للسماح للمفوضية السامية للاجئين بإحصاء سكان المخيمات لكنها تأبى إلا أن تبقي على مناخ التعقيد لحل أزمة الصحراء. وأضاف الباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، أن الحصار الدائم في مخيمات تندوف بات ينذر بتطورات اجتماعية وأمنية خطيرة كفيلة بتحويل الفضاء إلى برميل بارود نتيجة الاحتقان الذي يتولد عنه ردود فعل خطيرة على الأمن في منطقة الساحل والصحراء. " تزايد مؤشرات الاحتقان، استدْعَت تشديد المراقبة الأمنية والعسكرية الجزائرية على المخيمات لضبط تحركات أفراد البوليساريو في حدود جغرافية مقفلة، إلا أن المقاربة الأمنية والعسكرية غير كفيلة بإطالة أمد العيش في مخيمات الذل والعار، ذلك لأن بُروز جيل جديد من الشباب بطموحات جديدة وسعي متواصل للتغيير يُتوقع معه أن تزداد حدة التوتر والاحتجاج من أجل حق العودة إلى الوطن الأم" يورد الفاتحي مرددفا بالقول إن عودة الكثير من الشباب المتعلم إلى المخيمات تطرح خيارات صعبة على قيادات البوليساريو لإدماجهم في وضع اجتماعي بئيس يفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة وفي ظل ضيق الأفق السياسي للبوليساريو لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء. مما ينتج عنه سيادة الاحتقان داخل المخيمات والرغبة في العنف بحمل السلاح، وهو ما كشف عنه كريستوفر روس في آخر تقرير له. وزاد المتحدث، أن معالم ارتفاع حدة الاحتقان، والذي من نتائجه تزايد الاحتجاجات الشعبية للمحتجزين في وجه قيادة البوليساريو بعدما لم تستطع فرض النظام في ظل تزايد عملية التهريب والمتاجرة في السلاح والمخدرات الصلبة، هو ما جعل الجزائر تضطر للتدخل الفعلي بفرض مزيد من الحصار، مؤكدا أن حالة الارتباك السائدة اليوم في مخيمات تندوف تتأكد بتواتر أخبار عن خلافات عميقة بين قيادات جبهة البوليساريو "الجناح السياسي" لعبد العزيز المراكشي وبين جناح الملشيات العسكرية لولد البوهالي.