أكدت مصادر من داخل مخيمات تندوف أن حريقا مفتعلا أتى ليلة أمس على مقر لما يسمى باتحاد الشبيبة الصحراوية المقرب من قيادة الانفصاليين بالرابوني ورجحت ذات المصادر أن تكون حركة شباب التغيير المنفصلة عن جبهة البوليساريو وراء إضرام الحريق تنفيذا لتهديدات سابقة للحركة باستهداف مقرات و مصالح القيادة الانفصالية . وصعدت حركة شباب التغيير المناهضة لقيادة الانفصاليين و التي تأسست شهر فبراير الماضي في الآونة الأخيرة من وتيرة إحتجاجاتها وسط تنامي سخط ساكنة المخيمات من أساليب القمع و التضييق التي تنتهجها قيادة الرابوني ضد هذه الحركة الاحتجاجية التي تعززت مؤخرا بالتحاق عناصر من البوليساريو بصفوفها و إعلانها تأسيس جناح عسكري تابع لها يضم مسلحين محسوبين على الميليشيات الأمنية الانفصالية . و كان مجموعة من المعارضين لقيادة البوليساريو قد قاموا بإضرام النار في ثلاث خيام نصبت بمخيمات الرابوني لإيواء المشاركين في فعاليات مهرجان للسينما سهرت على تنظيمه بداية ماي الماضي حرم عبد المراكشي ووزيرته في الثقافة الجزائرية خديجة حمدي و تشن ميليشيات البوليساريو حملة تمشيط واسعة أسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص تم اقتيادهم إلى وجهة مجهولة و فتح معهم تحقيق عسكري في شأن صلاتهم مع حركة معارضة القيادة الفاسدة للبوليساريو التي تتقوى جبهتها يوما بعد آخر. و شهد مطار تندوف أول أمس الاربعاء إحتجاجات قوية من طرف صحراويين بالمخيمات كانوا مسجلين ضمن ركاب رحلة داخلية متوجهة الى وهران تؤمنها طائرة نقل عسكرية جزائرية قبل أن يتم صدهم بدعوى أن الرحلة محجوزة لوفد رسمي إنفصالي قبل أن يتبين للجميع أن قيادات نافذة بالجبهة تدخلت لتسفير أفراد أسرها الراغبين في الهروب من حر مخيمات تندوف على حساب ساكنة المخيمات المغلوبة على أمرها .. و تسرب من داخل المخيمات المجاصرة قبل أيام شريط فيديو يصور ثلاثة جنود صحراويين ملثمين، يتلو واحد منهم بيانا أعلن فيه التحاق عناصر من ميليشيات جبهة البوليساريو بحركة «شباب التغيير» في مخيمات تندوف. وعزم الجنود الملتحقين بالحركة القيام ب"حملة دقيقة من أجل كشف الحقائق الصارخة داخل المخيمات و فضح الفساد المستشري داخل المؤسسة العسكرية لجبهة البوليساريو" وظهرت حركة «شباب التغيير» الى العلن في سياق التوترات التي شهدتها مخيمات تندوف عقب مقتل شابين صحراويين بداية السنة ، عندما أطلق الجيش الجزائري النار على سيارات تنقل تجارا صحراويين على الحدود مع موريتانيا .. وسربت الحركة العديد من أشرطة الفيديو التي تصور معاناة سكان مخيمات اللاجئين الصحراويين خلال الأربعين سنة الماضية, و تتضمن شهادات تكشف الوضع الانساني و الاجتماعي المتردي لساكنة المخيمات الواقعين تحت القبضة الأمنية الحديدية للبوليساريو و الجيش الجزائري.