لم تكدْ المظاهراتُ تخبُو في مخيمَات تندُوف، حتَّى عادَت لتحتدمَ ضدَّ قيادة الجبهة، وقدْ انضمَّ إليها أنصار جدد منعتهم ميليشياتُ البوليساريُو من التقدم والاحتشاد على مستوَى مستشفى "مخيم أوسردْ" الذِي يشهدُ احتقانًا على خلفيَّة تدهور أوضاعه. الاحتجاجاتُ نددَ فيها المحتجُّون بما باتَ المحتجزُون يكابدُونه منْ أوضاع صحيَّة مترديَّة، سيما أنَّ المشتغلين في المستشفى نفسه لا يجدُون ظروفًا ملائمة للاشتغال، وهُو ما أذكَى مطالبَ بكشف التلاعبات الجاريَة في المؤسسة الصحية، زيادة على تحسين إيواء الأطر الطبيَّة. احتجاجاتُ "مستشفى أوسرد" تأتِي عقب اتقاد جذوة الاحتجاج في قبيلة لبيهات وأولاد دلِيم ولعورسيين، وفي أعقاب قمع احتجاجات السجناء والمعطُوبين قبيلة لبيهات "مجموعة محمد عوبة"، فيمات لا تزالُ تسري في المخيمات، وفقًا لما أفادهُ منتدَى دعم الحكم الذاتِي الذي يعرفُ اختصارًا ب"فورستاينْ". وبحسب فورستاين فإنَّ الوضع ينذرُ بالأسوأ في الأيَّام القادمة، بعد بلوغ الاحتجاجات قطاعًا حيويًّا، نتيجة ارتباطه بالساكنة وبالبعثات الطبيَّة الأجنبيَّة التي تفدُ إلى المخيمات على مدَار السَّنة، وتحاول بها قيادة الجبهة إقناع المحتجزين بالاستفادة من خدماتها عوض المضي إلى العلاج في الخارج. وبحسب البيان نفسه، فإنَ القطاع الصحي ظلَّ فيما مضى بمنأى عن الاحتجاجات التي شهدتها المخيمات منذ نشأتها، كما بقي عامل مساعدًا لقيادة البوليساريو على الخروج من الأوضاع المتأزمة حين كان يساهم في تطبيب المصابين والمعطوبين من ضحايا الانتفاضات أو التعذيب أو مساعدته في التغطية على التدخل السيء لميليشيات البوليساريو في حق المواطنين من خلال التكفل بالعمليات الجراحية الخطيرة في إطار صفقات النظام لإسكات المصابين. وزاد المنتدَى أنَّ الاحتجاجات تأتِي بعد إدراك كثير من المحتجزِين في المخيمات التآمر عليهم، بالسطو على مساعدات موجهة إليهم في الأصل، وهو ما كانَ المكتب الأوروبي لمكافحة الرشوة أنَّ مساعدات تأتي من مانحين دوليِّين عبر وهران، تتعرض للسرقة أوْ التغيير بمواد أقل جودة، كما فطن سكان المخيمات بحسب المنتدى إلى وجود رغبة لإطالة أمد المعاناة. ويأتِي الاحتجاجُ على الصعيد الصحِّي في المخيمات، فيما كانَ منسق الهلال الأحمر قدْ أفاد مؤخرًا، أنَّ 51 بالمائة من سكان تندوف يعانُون أمراض سوء التغذية وفقر الدم، بسبب شحُّ المساعدات التي قال إنَّها لا تسدُّ سوى نصف الحاجيَّات.