طلت علينا وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بتصريحات لوكالة الأنباء تعلن من خلالها المشهد الجديد للمرأة المغربية والخطوات التي أقدم عليها المغرب في النهوض بأوضاع المرأة والمساهمة في نشر ثقافة المساواة وفرص مناصب الشغل كما هو الأمر لأي تاجر يحاول بيع " السمك في ماء البحر " (فحسب قول الوزيرة فالمرأة المغربية في قمة هرم دول العالم تتمتع بالإزدهار والرفاهية ) فما يقلق المغاربة هو الخطاب الزائف الذي يستفز كرامة الإنسان ويستخف بوعيه وقدراته المعرفية (...) فما قالته الوزيرة يكرس خطاب زملائها السالفين الذين بدورهم سجل التاريخ أسماءهم بمداد الذل وسخط الشعب . فالمرأة التي تتحدث عنها الوزيرة الصقلي لا تمثل نساء المغرب أكثر ما تمثل نخبة لا تتعدى أصابع اليد . فأمي وأخواتي لا يحتفلن باليوم العالمي للمرأة ولا نساء الحي ولا أهل المدينة ولا البادية باستثناء اللواتي دعمن ماليا ويسمح لهن التلفزيون بإلقاء كلمات في كل المناسبات ويحظين بتزكية بعض الأحزاب السياسية باعتبارهن ناشطات في أكثر من جمعية ذات النفع العام وكل المشاريع تستفدن منه . "" فالوزيرة ألقت جملا كثيرة لا نعرفها هل هي فعلية أم إسمية لتداخلها في بعض أي " معندها لا ساس ولا راس " أكثر ما هي شعارات محمولة على الكتف نصرة لبرنامج حكومة أحزاب الأغلبية . فلماذا أغفلت وزيرتنا في التنمية قضية " كوثر المغربية " ولم تتحدث عن الأسباب والمشاكل التي دفعت بأمثال " كوثر " ليشمرن ويعرين عن محاسن ومفاتن أجسادهن من أجل لقمة العيش خارج وداخل الوطن . ولماذا أغفلت مطالب المرأة المغربية المهاجرة الشريفة التي لوثت سمعتهن من خلال دعارة المغربيات اللواتي يشتغلن بالمراقص الليلية وداخل أسوار أوكار البغاء والشرمطة حتى أصبحت المرأة والرجل يستحيان من جنسيتهما المغربية . فعلى أي أساس نشارك العالم في الإحتفالات أمام سياسة الإرتجال ؟ فماذا قامت به حكومة أحزاب الأغلبية أمام وضعية الطبيبات اللواتي لم يلتحقن بأزواجهن ؟ وماذا عن النساء اللواتي اقتطع من رواتبهن لأنهن كرسن بنود دستورية في حق الإضراب ؟ وماذا عن المرأة القروية التي لا زالت تعيش على الحصير وتعيش على جمع الأعشاب وحمل الأثقال وعبور الوديان والأنهار حتى يتسنى لها إعالة أبنائها من خلال لقمة عيش حلال ؟ وأي شيء قدمت حكومة أحزاب الأغلبية لتأطير النساء وتخليقهن بمبادئ الإسلام وتعليمهن داخل مدرسة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي سارت عليها أمهات المسلمين ؟ ولماذا صمتت الوزيرة أمام الواقع المعيش حيث تهان فيه المرأة المغربية من خلال بعض الإعلانات الإشهارية والأفلام المغربية التي تحدت مقص الرقيب ؟ ولماذا غيبت الوزيرة ظاهرة " الشيشا " التي تتهافت إليها بناتنا من المدارس والثانويات إلى المقاهي والضياع ؟ ولماذا لم تتكلم الوزيرة عن الوشم الذي تعتبره الدول الكبرى والمرأة المتقدمة بداية لعالم الفساد حيث تكشف الفتاة عن عورتها لرسام " التاتو " وبعدها الديمومة ؟ ولماذا لم ترد الوزيرة عن رئيس جمعية كيف كيف الذي أعطى أرقاما للسحاقيات المغربيات وانتشار المرض داخل البلد بشكل مخيف ؟ سياسة الإرتجال لن تزيدنا إلا انحطاطا وذلا وعارا لأن الأم مدرسة علينا تقويمها وتهذيبها وتحلية نفسها بالفضيلة وتخليتها من الرذيلة فالسيدة الوزيرة لم تتكلم عن المرأة المغربية ولكنها تحدثت عن النخبة والناذر لا حكم له فعندما يكتمل النصاب سندفع بالمرأة المغربية لتحتفل باليوم العالمي للمرأة وساعتها نفتخر بأن لنا الحق كما هو لنساء دول العالم . السيدة الوزيرة إن الأمة المغربية تعيش في هم كبير , وأن المرأة المغربية تعاني ما لم تعانيه باقي النساء فما عليك السيدة الوزيرة إلا أن تقومي بزيارة خفيفة الى " قسارية الحفاري كنموذج " لتري بأم عينيك كيف للمرأة الشريفة تكسب معاش يومها إن مثل هذه التصريحات التي تصحبها ابتسامة السيدة الوزيرة هي التي تعود بنا إلى الوراء وتجعل وضعنا بائسا يائسا لأن المشهد المعيشي للمرأة ليس هو ما صرحت به نزهة الصقلي لان الواقع يندى له الجبين وليس أي جبين . فتحية للمغربيات الشريفات العفيفات داخل المغرب وخارجه , فرأس مال المرأة شرفها الذي يتجلى في الأخلاق الحميدة .