تسلمت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، يوم الخميس المنصرم، بروما، جائزة "مينرفا أنا ماموليتا"، في صنف السياسة، اعترافا بجهودها في النهوض بأوضاع وحقوق المرأة والطفل. فبتأثر بالغ، تلقت الصقلي هذه الجائزة، خلال حفل تكريمي نظم بمقر بلدية روما، الذي حضره إلى جانب شخصيات رسمية، عدد كبير من المثقفين، والصحافيين، والفاعلين في المجتمع المدني، ورجال الأعمال. وعبرت الصقلي، المرأة المغربية الأولى، التي حصلت على هذه الجائزة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن "اعتزازها بالمغرب وبالجهود التي جرى إحرازها بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأكدت الصقلي، التي عبرت عن سعادتها بنيلها الجائزة في صنف السياسة، أن "السياسة في حاجة للنساء، ولرؤيتهن لمحاربة الأمية والإقصاء". وقالت "أعطيت على الدوام أهمية للسياسة، انطلاقا من وعي بأن النساء في حاجة لتقاسم السلطة، للمساهمة في تحقيق تقدم البلاد، ولأكون أكثر قربا من الشرائح المعوزة". وتمنح جائزة مينرفا، التي أحدثت سنة 1983، من قبل "نادي النساء"، كل سنة للنساء والرجال، اعترافا بقيمهم الإنسانية والثقافية والمهنية، وكذا بمساهمتهم في إشعاع مجتمعاتهم. وفي كلمة خلال حفل تسلم الجائزة، استعرضت الصقلي، التي قوبلت بتصفيقات حارة من قبل الحضور، تقديرا لنضالها في المجال السياسي، التحولات الكبرى التي شهدها المغرب منذ عدة سنوات، مؤكدة أنه "كان وراء هذه التحولات ملك متشبث بحقوق الإنسان وبقضايا النساء". وتطرقت الوزيرة في هذا الإطار للمكتسبات التي تحققت، انطلاقا من إصلاح مدونة الأسرة، التي "ارتكزت على المساواة والمسؤولية المشتركة". وأشارت إلى أن هذا الإصلاح "أسقط الوصاية على النساء الراشدات، وكذا الإقصاء"، مبرزة أن مدونة الأسرة الجديدة حققت مكتسبات مهمة لفائدة النساء. وأكدت الصقلي أنه جرى خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، انتخاب 3428 امرأة، أي بارتفاع بنسبة 3000 في المائة، مشيرة إلى أن "النساء كن يمثلن في السابق 0.5 في المائة من المنتخبين، أما الآن فإن النسبة ارتفعت إلى 12 في المائة، الشيء الذي لا يلغي ضرورة القيام بإصلاحات أخرى في البلاد". وتوجهت الصقلي بالشكر الجزيل لمؤسسة هذه الجائزة أنا ماريا ماموليتي، التي توفيت في 27 مارس 2009، مضيفة أنها تبقى من صنف "النسوة اللائي سيبقين في الذاكرة إلى الأبد". يذكر بأن تسع نساء سبق لهن أن فزن بجائزة مينرفا 2009 في أصناف مختلفة، من بينها الآداب، والإدارة، والمقاولة، والبحث العلمي، والتدبير، والاختراع، والسلم والتضامن، والالتزام الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين. ويجري تسليم هذه الجائزة، التي صممها الفنان الإيطالي، ريناتو غوتوسو، والتي حاز عليها لحد الآن 250 امرأة، و12 رجلا في العالم، والتي تمثل رأس الإلهة مينرفا، مرصعا بالأحجار الكريمة، يجري تحت إشراف رئاسة الجمهورية الإيطالية، ووزارة تكافؤ الفرص، وكذا جهة لاتسيو، وإقليم وبلدية روما.