السُّلم..... السُّلم توقف فجأة. داخل المبنى تعطل وانكسر، بالمكتب هوى من مكانه بالأرشيف، ووقع؛ تهشمت درجاته... زلزال؟..!. سلم ريختر قد ينفع... ربما؟ التشخيص: دمار، وخراب... حُطام النفس.... لم يعد السلم يتحمل الجسد، فالعظم ثقيل، تجاوز الستين... السُّلم انتهت صلاحيته... لم تنفع الحيلة معه، صار محدود الأفق، للنفس... لم يعدْ يُجدي في هذا العمر، لا يُمَّكن من الكشفِ، ولا يُشفي... الصُّعودُ السَّرمدي... مختلفٌ هو، عالمٌ نوراني يُنادي، التَّجلي... سُلم براقي؛ لا دُرج له، للروح مخصصٌ، تزكيةً لها، ولعشقها. سلم متعال، التسامي عن الأشياء. عن كل الأشكال. حلم الذات هي أن تكون، كما تريد أن تكون فعلاً، خارج ضجيج الأسواق؛ ومعاملات البيع والشراء، بعيدة عن الأبواق، والمكاتب الشبيهة بالأقفاص. الروح فراشة... لا تحب المصاعد، بأجنحتها تطير، تحلق بعيداً؛ وتتخلى، كالهدهد.... عندما يتخلى، عن مهام الإرسال، عن السلطة، عن الإطار، والخطاب، والرقص، والاستعراض... ليذوب في سحر الطبيعة؛ حفاظا على الريش من النتف، وفراراً من طلقات الصيادين. سكونٌ مقدسٌ.... الذات تُحركها لذة أخرى، إشراقاتُ الفيضِ، صلةً بالوجه، تستعد لاقتحام العقبة، بالتوقف عن القول، فالحوار عند التَّحليق، يكون في الصَّمتِ؛ سكونٌ... فتستيقظ الذات، وتتذكر طريقها.... فتمضي للانصهار في الكل؛ وتتحقَّقُ الوحدة؛ وحدة الخير.