"ديودوني" (Dieudonné) فكاهي فرنسي شهير، له جمهور كبير من العشاق المعجبين بعروضه الفكاهية الساخرة. في السادس من يناير 2014، سيمنع من تقديم عرضه المعنون ب"الجدار"، وذلك بمنشور من وزير الداخلية الفرنسي، "مانويل فالس"، بعث به إلى العمال بالمدن التي كان "ديودوني" يعتزم تقديم عروضه الفكاهية بها. وستؤيد المحاكم الإدارية المختصة، التي طعن أمامها "ديودوني" في قرار منع عروضه، هذا المنعَ. ونفس الشيء سيفعله، في التاسع من يناير 2014، مجلس الدولة الفرنسي، الذي هو أعلى هيئة قضائية بفرنسا، بعد أن استأنف أمامه "ديودوني" حكم المحاكم الإدارية. وبذلك أصبح المنع الذي طال عروض الفكاهي "ديودوني" قانونيا ونهائيا. وما يهمنا من هذا المنع، والذي له علاقة ب"نكتة" السيد المقرئ أبوزيد الإدريسي، هو السؤال التالي: لماذا منع وزير الداخلية، ومعه القضاء الفرنسي، العروض الفكاهية ل"ديودوني"؟ لأن عرضه "الجدار" يتضمن عبارة يقول فيها "ديودوني": «ليس لي أن أفاضل بين اليهود والنازيين. أنا محايد في هذه القضية» (Je n'ai pas à choisir entre juifs et nazis, je suis neutre dans cette affaire). هذه العبارة كانت إذن كافية لتتدخل وزارة الداخلية والقضاء الفرنسي لمنع عروض "ديودوني". لماذا؟ فقط لأنه من الممكن أن تؤول مجرد تأويل تلك العبارة على أنها تتضمن إساءة إلى اليهود، أو قد توحي مجرد إيحاء بذلك، مع أن هذه الإساءة ليست واضحة ولا صريحة. هنا تكون الدولة الفرنسية، بأجهزتها الإدارية (وزارة الداخلية) والقضائية (المحاكم الإدارية ومجلس الدولة الفرنسي)، قد ضحّت بمبدأ غالٍ جدا عند الفرنسيين، وهو مبدأ حرية التعبير، من أجل قطع الطريق على كل ما يمكن أن تشتم منه رائحة العنصرية والعداء العرقي. ولا يهم هنا استدعاء دور اللوبي اليهودي القوي في منع عروض "ديودوني". لأن الأهم، في نظر للقضاء الفرنسي، هو أن كرامة الشعوب أولى من حرية التعبير التي قد يساء استعمالها عندما تستعمل للإساءة إلى تلك الشعوب. في المغرب، تجاوزت "نكتة" السيد المقرئ أبوزيد، في حجم إساءتها إلى الأمازيغيين، وبمسافات طويلة، العبارةَ التي ذكر فيها "ديودوني" اليهود بجانب النازيين، وذلك: أن "ديودوني" ليس يهوديا ذهب عند شعب آخر غير يهودي، فطفق يذكر شعبه اليهودي بالسوء تملقا لذلك الشعب، كما فعل الأستاذ المقرئ أبوزيد. وإنما هو فرنسي، وما قاله في اليهود قاله أمام الفرنسيين وداخل بلده فرنسا. ف"ديودوني"، حتى لو اعتبرنا عبارته عنصرية، فإن تلك العنصرية ليست موجهة قصدا ضد بني بلده من الفرنسيين. في حين أن "نكتة" السيد المقرئ أبوزيد هي موجهة أصلا وقصدا ضد مغاربة، استشهد بهم، وبشكل عنصري صريح وقبيح، ليس داخل المغرب وأمام مغاربة، بل خارج المغرب وأمام أجانب، طمعا في رضا هؤلاء الأجانب وأعطياتهم. وهذه هي الدياثة بعينها: غياب الغيرة على الأهل والأقارب، مع الاستعداد للمتاجرة في أعراضهم. المعنى المقصود في العبارة التي ذكر فيها "ديودوني" اليهود والنازيين، لا يمكن أن يتحقق إلا بذكر اليهود بجانب النازيين. في حين أن معنى "الهَوية" التي ينطقها السيد المقرئ أبوزيد بفتح الهاء مع أن الصحيح هو ضمها، علما بأنه من أشرس المدافعين عن اللغة العربية ، كما شرحه بمثال عنصري فيه تحقير لأبناء بلده المغرب، كان سيتحقق كاملا ودون ذكر لا للمغرب ولا "لعرق معين" منه، وذلك بإسناد حكاية "البخل" إلى مجهول كالقول: يحكى أن تاجرا...، تماما كما فعل مع النكتة الأولى التي أسندها إلى مجهول. فذِكر "تجار مغاربة معروفين بالبخل وهم من عرق معين"، كما قال في محاضرته حول الهوية، لا علاقة له بمعنى الهوية، مما يبين أن السيد المقرئ أبوزيد تعمد إيراد ما سماه "النكتة"، ليس لشرح الهوية وإنما للحط، لدوافع عنصرية، من ذلك العرق أمام الخليجيين (انظر تفصيل ذلك في مقالنا "المقرئ أبوزيد الإدريسي أو الأمازيغوفوبيا بلا حدود"، على رابط "هسبريس: http://www.hespress.com/writers/97393.html). ورغم هذا التهجم السافر والسافل على الأمازيغيين، والذي يفوق في مضمونه العنصري ما قاله "ديودوني" عن اليهود، إلا أن المسؤولين بالمغرب، عكس المسؤولين بفرنسا، لم يحركوا ساكنا بخصوص هذا الموقف العنصري الذي يحرض على الكراهية والفتنة. فلم يستدع السيد المقرئ أبوزيد من طرف النيابة العامة للاستماع إليه واستفساره عما صدر منه في حق مواطنين مغاربة، ولا اتخذ حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أي إجراء تأديبي في حقه، كما فعل حزب "الأصالة والمعاصرة" عندما طرد اثنين من أعضائه شاركا في الاعتداء على وزير الصحة يوم 8 يناير 2014، ولا رفع عنه مجلس النواب، الذي هو عضو "نائم" فيه كما تظهر صور من داخل البرلمان، الحصانةَ البرلمانية. هناك اليوم، في المغرب، من يطالبون بتجريم ما يسمونه "التطبيع" مع إسرائيل. وهو ما يعني أنك ستصبح مجرما تتابع أمام المحكمة الجنائية إن أنت سافرت إلى إسرائيل. لكن هؤلاء يسكتون عن التطبيع مع السلوكات العنصرية تجاه الأمازيغية والأمازيغيين، ولا يطالبون بتجريمه. وهذا السكوت، من طرف الطبقة السياسية والمثقفة، عن هذا التطبيع العنصري، الذي هو جريمة بكل المقاييس، هو الذي يجعل السيد المقرئ أبوزيد، وغيره من الأمازيغوفوبيين، يختلقون "نكتا" عنصرية حول الأمازيغيين لإضحاك الآخرين، دون خوف من أية متابعة أو مساءلة، لأن الأمر بالنسبة إليهم عادي وطبيعي. يريدون في المغرب أن يعاقبوك إن أنت سافرت إلى إسرائيل. لكن أن تحتقر الأمازيغيين وتنسب إليهم بخلا خاصا بهم باعتبارهم "عرقا معينا"، كما جاء في "نكتة" السيد المقرئ، فلن يمسّك سوء ولا مكروه. وعلى ذكر "البخل" الذي وصف به السيد المقرئ أبوزيد الأمازيغيين، أشير إلى أنني دعيت للمشاركة في حفل رأس السنة الأمازيغية 2964 (ليلة 12 يناير 2014) بتزنيت، وهي إقليم ينتمي إلى المنطقة التي قصدها السيد المقرئ ب"نكتته" العنصرية. فاستضافنا يوم 11 يناير 2014 أحد أعيان المدينة لمأدبة غذاء بمنزله. وهو من التجار الذين عناهم السيد المقرئ في "نكتته". فعاملنا، ونحن نزيد عن مائتي ضيف وضيفة، كالأمراء بما استقبلنا به من حفاوة وترحيب، وما قدمه لنا من عشرات الأطباق، المحتوية على لذيذ الأطعمة وشهي المأكولات وسلسبيل المشروبات. وأنا منهمك أختار من كل طبق طرفا، تذكرت "نكتة" السيد المقرئ أبوزيد عن "بخل" "العرق المعين". فقلت في نفسي: «ماذا سيكون موقفه لو حضر معنا هذا النموذج من الكرم الفيّاض الصادق في بلد قال عنه إن أبناءه "بخلاء"؟ هل سيصدر بيانا يعتذر فيه ويعترف بخطئه ويطلب الصفح والعفو؟». لكن عندما تذكرت الإيديولوجية الأمازيغوفوبية التي يغرف منها السيد المقرئ أبوزيد، والتي تؤطر موقفه من الأمازيغية والأمازيغيين، خلصت إلى أنه لن يعتذر ولن يعترف حتى لو حضر ورأى بأم عينيه الكرم الذي نفاه عن ذلك "العرق المعين". لكن كيف سيبرر هذا الكرم الذي يكذّب "نكتته"؟ إذا استحضرنا نوع الذهنية التي يفكر بها أمثال السيد المقرئ أبوزيد، فستعرف أن "نظرية المؤامرة" هي التي سيلجأ إليها وسيستنجد بها. وهكذا سيقول، في الغالب، بأن هذه المأدبة، التي تبرز كرم أمازيغيي الجنوب، هي مؤامرة عليه وعلى "نكتته"!. وبالفعل، فبنظرية المؤامرة الجاهزة حاول الرد على منتقدي "نكتته" العنصرية عندما قال (شاهد الفيديو على الرابط: (https://www.youtube.com/watch?v=UuFEHPp8KXw بأن الحملة التي يتعرض لها هي بسبب موقفه الرافض للدارجة وللتطبيع. «واليوم أؤدي ثمن موقفي من الدارجة ومن عصابة الفرنكوفونيين بالمغرب»، كما قال. ولكي يقنع بأن الأمر "مؤامرة" ليس إلا، يقول بأن هذه المحاضرة «ألقيتها خارج الوطن ومنذ ثلاث سنوات. فمن بحث في هذا التوقيت عن هذه اللقطة؟»، و«من وراء هذه الحملة وقد مرت على الموضوع أربع سنوات؟». مع أن السؤال ليس: من أخرج الموضوع في هذا التوقيت؟، بل: من أخفي الموضوع طيلة ثلاث سنوات حتى لا تنفضح عنصرية السيد المقرئ أبوزيد تجاه الأمازيغيين؟ ولأن غرور وزهو السيد المقرئ أبوزيد جعلاه ينظر إلى الآخرين على أنهم أقل ذكاء ونباهة، فهو يؤكد، ودون أي حرج أو خوف من الوقوع في الخطأ والتناقض والكذب: إن ما قلته عن التجار الأمازيغيين هو مجرد "نكتة" «كعادتي مع ملايين النكت التي درّست بها طيلة ثلاثين عاما» (شاهد الفيديو على نفس الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=UuFEHPp8KXw). لما سمعت عبارة «ملايين النكت التي درّست بها طيلة ثلاثين عاما»، دفعني الفضول إلى إجراء عملية حسابية بسيطة: السيد المقرئ أبوزيد أستاذ جامعي. وعدد ساعات العمل الأسبوعية للأستاذ الجامعي المساعد هي 14 ساعة، و10 ساعات للأستاذ المؤهل، وفقط 8 ساعات بالنسبة لأستاذ التعليم العالي. والسيد المقرئ أبوزيد هو من أصحاب هذه الدرجة الأولى الذين لا يتجاوز عملهم الأسبوعي 8 ساعات كما رأينا. ومع ذلك، ودون أن نُدخل في الحسبان العطل التي تتوقف فيها الدراسة، سنحدد معدل ساعات العمل الأسبوعي، الذي أنجزه السيد المقرئ أبوزيد لمدة 30 سنة من التدريس، في 16 ساعة أسبوعية، أي ضعف عمله كأستاذ للتعليم العالي، وذلك تساهلا معه ورأفة به، وتحسّبا لحالة ما إذا كان قد اشتغل في البداية بأكثر من 14 ساعة أسبوعية. السيد المقرئ أبوزيد يقول لنا بأنه درّس بملايين النكت طيلة ثلاثين عاما. "ملايين" جمع قد يعني العشرات أو المئات من الملايين. لكن، وتساهلا معه ورأفة به مرة أخرى، سننطلق من أصغر عدد يجمع في العربية وهو العدد ثلاثة. وهكذا سنعتبر أن عدد النكت التي درّس بها طيلة ثلاثين عاما هي فقط ثلاثة ملايين. العملية الحسابية ترمي إلى معرفة عدد النكت التي قالها ("درّس" بها كما يقول) في كل حصة ألقى فيها محاضرة أو درسا على طلبته طيلة ثلاثين عاما. نقسم إذن 3 ملايين (عدد النكت) على 30 (عدد سنين التدريس) مضروبة في 52 (عدد الأسابيع في السنة). ثم نضرب الخارج في 16 (معدل عدد ساعات العمل الأسبوعية). فنحصل كنتيجة نهائية على عدد 120 نكتة في كل ساعة من التدريس، أي بمعدل نكتتين في كل دقيقة. لنلاحظ أنه حتى لو سلمنا أن السيد المقرئ أبوزيد حكى فعلا 120 نكتة خلال كل درس يستغرق ساعة كاملة، مع أنه أمر يبدو مستحيلا استحالة مطلقة، فإن ذلك سيعني واحدا من اثنين: إما أنه قضى ثلاثين سنة، من "التنكيت" وليس من التدريس، وهو يحكي فيها النكت فقط، ولا شيء غير النكت. لأن ساعة واحدة لا يمكن أن نروي فيها 120 نكتة ويبقى لنا وقت إضافي للحديث عن شيء آخر. وهنا يطرح السؤال التالي: إذا كان السيد المقرئ أبوزيد قد قضى ثلاثين سنة وهو يحكي فيها لطلبته ثلاثة ملايين من النكت، فأين هو التدريس الذي كان يتقاضى عنه أجرا كأستاذ للتعليم العالي؟ وإما أنه كان يلقى بالفعل دروسا وليس نكتا. وهو ما ينتج عنه أنه لم يروِ أبدا ثلاثة ملايين من النكت عكس ما يقوله لنا. نلاحظ إذن أنه لا يمكن الجمع، وطيلة ثلاثين سنة، بين دروس حقيقية وبمضامين معرفية وعلمية، وثلاثة ملايين من النكت المروية في نفس المدة التي هي ثلاثون سنة. فإما الدروس وحدها، أو ثلاثة ملايين من النكت وحدها. لأن ساعة واحدة لا تتسع لإلقاء 120 نكتة، وإلقاء في نفس الوقت محاضرات على طلبة جامعيين. بل هي لا تكفي حتى لعرض 120 نكتة. وهذا المأزق يبيّن، منطقيا وواقعيا، أن السيد المقرئ أبوزيد يكذب عندما يقول بأنه درّس بملاين من النكت طيلة ثلاثين عاما. هذه الأكاذيب والمفارقات والمآزق التي وقع فيها السيد المقرئ أبوزيد، هي نتيجة غروره وعنجهيته التي جعلته يعتبر المستمعين إليه كمجرد أطفال صغار محدودي الإدراك والفهم، وبالتالي يمكنه أن يقول كل ما يخطر بباله من تفاهات وفقاعات وحماقات ما دام هؤلاء، وهم منبهرون بكلام الرجل، غير قادرين على فهم وتبيّن ما تحت هذا الكلام. هذا ما جعله يتحدث عن "ملايين النكت"، واثقا أن مستمعيه لا يعرفون "الحساب" ولا يفهمون دلالة لفظ "ملايين". لكن في الحقيقة، إن الذي لا يعرف الحساب ولا يفهم معنى كلمة "ملايين"، هو هذا الذي يزعم أنه درّس طيلة ثلاثين عاما بملايين النكت. فلو كان يعرف ويفهم ذلك، لتأكد له أن ما يدعيه أمر مستحيل كما سبق أن أوضحنا. لكنه، وكعادته، يتكلم، ليس استنادا إلى المنطق والاستدلال والواقع، وإنما بدافع المزاج والأنانية والزهو والعنجهية كما سبق أن أشرت. ولهذا فهو لا يزن كلامه، ولا يفكر ولا يقدّر عندما يطلق العنان للسانه. والدليل على ذلك "ملايين النكت" التي يؤكد أنه درّس بها، مع أنه لو أحصينا كل نكت الدنيا فقد لا نحصل على مليون واحد منها، فبالأحرى الكلام عن "ملايين" النكت بالجمع، والذي قد يضم العشرات من هذه الملايين. وإذا كان المسؤولون وأصحاب القرار بالمغرب لم يتخذوا أي إجراء لمساءلة السيد المقرئ أبوزيد على "نكتته" العنصرية، كما فعل المسؤولون الفرنسيون مع الفكاهي "ديودوني" حسب ما سبق شرحه، فإن الطامة الكبرى هي أن مجموعة من أتباعه ومريديه الأمازيغوفوبيين، وفيهم محسوبون على الأمازيغية، هبّوا لمناصرته ومؤازرته معلنين: "كلنا المقرئ الإدريسي أبو زيد"، أي "كلنا ملايين النكت"، و"كلنا عنصريون تجاه الأمازيغيين"، و"كلنا نمارس الدياثة الهوياتية بدول الخليج"، و"كلنا نمارس الشذوذ الجنسي (بمعناه القومي)"... فهؤلاء، بدل أن يطبقوا مبدأ "انصر أخاك ظالما..." بنصح مقرئهم أبوزيد ومنعه من تكرار نفس الظلم (النكت العنصرية) والتمادي فيه، فإذا بهم يطبقون هذا المبدأ بطريقة جاهلية وقبلية عندما انضموا إلى صف المقرئ، مدافعين عن "نكتته"، مرددين أنه لم يقصد بها "سواسة" ولا الأمازيغيين. وهذا ما أغضبني أكثر في كل ما قاله هؤلاء عن "نكتة" مقرئهم: "النكتة" لا علاقة لها بالأمازيغيين ولا بالسوسيين، وإنما هي محايدة لا تخص مجموعة بشرية بعينها. وهو نفس ما قاله مقرئهم في ما اعتبره اعتذارا للأمازيغيين عندما قال: «لم أذكر أهل سوس ولا أحدا من خلق الله المكرمين» (شاهد الفيديو على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=Revrs-rhej0). لماذا أغضبني هذا التبرير؟ لأنه يستخف بالقراء والمستمعين كما لو كانوا قاصرين في تفكيرهم وإدراكهم، وغير قادرين على فهم المقصود بالعبارة التالية التي جاءت في "نكتة" مقرئهم: «في المغرب عندنا تجار معروفون بنوع من البخل وهم من عرق معين». ثم كيف يبرئ هؤلاء مقرئهم من الإساءة إلى الأمازيغيين، ويؤكدون أنه لم يرتكب أي خطأ في حقهم عندما حكى "نكتته"، وهذا في الوقت الذي يعترف فيه هو بنفسه بأن ما صدر منه هو «عبارة أخطأت فيها خطأ كبيرا»، كما يقول (شاهد نفس الفيديو السابق). يقولون بأن المتطرفين الأمازيغيين هم الذين يقفون وراء الحملة "الظالمة" على مقرئهم. مع أن خطأ الأمازيغيين هو أنهم ليسوا متطرفين، بل هم دائما ضحايا لتطرف الآخرين. هذا خطؤهم لأنهم لو كانوا متطرفين لما تجرأ أمثال السيد المقرئ على تحقيرهم والإساءة إليهم. أما كبيرهم السيد الريسوني، فنحن نتفهم دفاعه، وبحماس زائد، عن "نكتة" السيد المقرئ أبوزيد، ليس فقط لأنه صديقه ومنتمٍ لنفس التيار الإيديولوجي الذي ينتمي إليه السيد الريسوني، وإنما لأن هذا الأخير هو نفسه سبق صديقه السيد المقرئ إلى سبّ الأمازيغيين خارج الوطن، وبدولة خليجية هو أيضا، عندما قال بأن الحركة الأمازيغية حركة عنصرية ومتطرفة تسعى إلى إشعال حرب "التوتسي" و"الهوتو" بالمغرب (شاهد الفيديو على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=rvg44NdXLvA). فهو وصديقه السيد المقرئ، لا يعلنان الحرب على الأمازيغية، وبغير قليل من الغلو والحماس، إلا عندما يكونان أمام أولي نعمتهم الخليجيين، مقدميْن بذلك دليلا مخزيا عن مازوشيتهم الثقافية ودياثتهم الهوياتية البئيسة.