في ظرف أسبوع واحد، خصصت نواكشوط استقبالين رسميين لممثلي جبهة "البوليساريو" ؛ كان أحدهما مع الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني، الذي التقى بمسؤول في التنظيم الانفصالي حاملا له رسالة من زعيم الجبهة الانفصالية. ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية أن الغزواني تسلم رسالة من رئيس تنظيم "البوليساريو"، ووصفته في قصاصتها ب"فخامة الرئيس"؛ وهو التعبير الذي يمثل سابقة في المؤسسات الرسمية للجارة الجنوبية للمملكة، إذ كانت تسمي زعيم الانفصاليين غالبا بالأمين العام لجبهة "البوليساريو". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية أن الرسالة سلمها ما سمته ب"معالي الوزير، المستشار بالرئاسة، المكلف بالشؤون الدبلوماسية"، محمد سالم ولد السالك، خلال استقبال خصه به "فخامة رئيس الجمهورية، وتم خلاله استعراض علاقات التعاون بين "البلدين الشقيقين". وقد حاولت نواكشوط استدراك هذا الخطأ من خلال استقبال السفير المغربي، الذي حاول لقاء الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني دون جدوى حيث لم يجد في استقباله سوى وزير الخارجية عكس ممثل الانفصاليين الذي حظي بشرف استقبال رئاسي. نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، قال إن استقبال محمد سالم مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، لموفد من جبهة "البوليساريو" تزامن مع اجتماع عقده المسؤول الحكومي الموريتاني نفسه مع السفير المغربي بنواكشوط. وأوضح الأندلوسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الاجتماع تدارس علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها خدمة لمصالح الشعبين، لافنا إلى أن هذه رسالة واضحة من الجانب الموريتاني مفادها أن موريتانيا تريد البقاء على الحياد والبقاء على المسافة نفسها من طرفي النزاع في ملف الصحراء المغربية. وأضاف رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية أن هذا هو ما حددت الخارجية الموريتانية إطاره العام في دعم جهود ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وتشجيع مبادرات بعثة "المينورسو" في هذا الإطار. وأورد المتحدث أن موريتانيا تسعى إلى أن تحافظ على علاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائر؛ وهذا ما يدفعها إلى البقاء في المنطقة الرمادية، كمنطقة آمنة بالنسبة لنواكشوط، تضمن لها في الظروف الحالية عدم خسارة أي من الجانبين.