انعقد منذ أيام بالعاصمة المغربية الرباط مؤتمر دولي لتجريم إسرائيل، المؤتمر نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" وحضره فاعلون حقوقيون وخبراء من مختلف الجنسيات ودعا المؤتمرون إلى توثيق الأدلة التي تثبت تورط قادة الجيش الإسرائيلي في جرائم حرب ضد الإنسانية طالت فلسطيني غزة، كما دعا المؤتمرون البلدان الإسلامية إلى وقف كل أشكال التطبيع مع تل أبيب وناقشوا السبل والإجراءات القانونية لتقديم القادة الإسرائيليين و على رأسهم أولمرت و ليفني وباراك للعدالة الدولية استنادا للقوانين المعمول بها كونيا!!! .. لماذا لا تعقد مؤتمرات من هذا القبيل لتجريم القادة العرب عما ارتكبوه من جرائم تفوق حد الوصف في حق شعوبهم ؟؟ أليس ما ارتكبه بعث الأسد في حق معارضيه والمستضعفين من أبناء سوريا ولبنان بالشيء الهين ؟؟ أليس من المضحك بل من باب الحماقة أن يعتقل شخص من حجم "أنور البني" و إلصاق له تهمة إضعاف الشعور القومي ؟ وماذا عن جرائم آل سعود؟؟ منذ خروجهم الميمون من كهوفهم وشعابهم بنجد إلى يومنا هذا وما اقترفوه من تقتيل وتجهيل واستبداد وترويع وسرقة و حجر على الفكر الإنساني في حق مواطنيهم ومواطني الجوار تحت بيرق الوهابية الملعون وسيف عكرمة المدهون ؟؟ ألا يستحق كل هذا لجان ومؤتمرات وبيانات واستصدار مذكرات من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للقبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة ؟؟ وماذا عن الفكر الوهابي الذي تخصص له السعودية ميزانية ضخمة تفوق ميزانية الصومال و جيبوتي و اريتريا مجتمعة لنشره بمصر وبلدان الجوار و بين الجاليات المسلمة المقيمة بأوروبا و أمريكا وسائر بلاد الكفر، ألا يستحق هو الآخر استنفار المجتمع الدولي برمته و تحسيس مجتمعاتنا بمدى خطورة هذه الآفة ؟؟ أليس حريا بتوجيه الاتهام لجنرالات الجزائر المتورطين في المذابح وسرقة المال العام وقمع أمازيغ "تيزي وزو" و"بجاية" وطرد 40 ألف مواطن من أصول مغربية جزائرية ورميهم على الحدود المغربية سنة 1975، يومها لم تترك الفرصة حتى للأطفال الصغار العائدين من مدارسهم فتم شحنهم كالخراف في الحافلات وحقائبهم المدرسية على ظهورهم ولم يقدر لهم العودة لمنازلهم التي ولدوا وتربوا بين جدرانها وتم تشريد أسر وعوائل بكاملها من طرف من يتبجح الأحمق عبدالعزيز بوتفليقة بنزاهتهم ووطنيتهم. وما حدث بدارفور من جرائم و بقر البطون وتكسير العظام وتجويع الشيوخ والصغار بمباركة الوحش البشير وزبانيته الجنجويد المجرمين، وما حدث في جنوب السودان في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من حرق مزارع و تسميم مواشي و قتل وترويع طال المدنيين العزل ، وما حدث بليبيا المرهونة التي حفظها قذاذفة الدم والقحاحصة و جعلوها ملكا خاصا لهم، ألا يستحق كل هذا وقفات و تنديدات واستصدار مذكرات للقبض عما آذى الناس في عرضهم و أملاكهم ..؟؟ لماذا لا يقدم بوتفليقة والقذافي والبشير السوداني والقادة العرب للمحاكمة بدل توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل التي دافعت عن نفسها بتأديب عصابة حماس التي اختفى مقاتلوها بين المدنيين العزل و جعلوا من المدارس و المساجد والمستشفيات والمقابر أماكن للمبيت والاختفاء ومستودعات للأسلحة والدخيرة؟؟ إسرائيل دولة ديمقراطية تمنح لعربها حق التصويت وحق الترشيح، وعرب إسرائيل بدروزهم وسنتهم ومسيحييهم ممثلين في الكنيست و باقي مؤسسات الدولة و يحصلون على مناصب سيادية داخل أجهزة الدولة، فهل يمنح آل سعود الحقوق المشروعة للشيعة بالذمام وباقي المناطق الشرقية التي تزخر بالثروة التي تذهب لجيوب أفراد الأسرة المالكة الذين لا يفرقون بين ممتلكاتهم الخاصة والملك العام ؟؟ هل يعامل أقباط مصر من منطلق الوطنية والكفاءة والمردودية؟؟ ومعهم وزنوج موريطانيا و أمازيغ المغرب وليبيا والجزائر وكرد سوريا و..و.. ؟؟ لماذا يعاملون هؤلاء كمواطنين من الدرجة الخامسة ؟؟ ويتحدثون عن مؤتمر لتجريم دولة اسرائيل، و قاموا بالهتاف لتشافيز و أردوغان التركي ، شافيز يا قوم يقوم في الآونة الأخير باستغلال إمكانيات الدولة لتلميع صورته وتكريس نفسه كقائد مدى الحياة وقد وجد بين العربان سوقا لتسويق نفسه كبطل، ورجب أردوغان هو الآخر يبحث لنفسه عن دور إقليمي يناسب حجم تركيا التاريخي حسب ظنه، وكلنا نعلم هذا الحجم التاريخي لسليل سلاطين آل عثمان المتلطخة أياديهم بدماء الأرمن وما ارتكبوه في حق الصرب والكروات و اليونانيين والبلغار من جرائم تفوق حد الوصف والتقدير من قطع الأعناق و سبي النساء وخصي الغلمان لتربيتهم في قصور و ضيعات السلاطين والوزراء والباشاوات .... [email protected] ""